الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.حسام لطفي يكتب : خير الأجناد يحتفون

صدى البلد

في العاشر من رمضان ثأروا لأنفسهم ..عبروا القناة ..غسلوا هزيمة نالت من أمة كاملة .. نكست بعدها الرؤوس..وغاب اليقين من الصدور ..وانزوى الرجال في قهر لا يحسدون عليه ..وفي يوم معلوم بدأت الحرب .. وسقط سور ترابي هائل كانت ترتطم به أحلام يائسة ..وحملت الملائكة خير الأجناد إلى الضفة المقابلة ..مات من مات ..وحصد من عاش حلاوة النصر ..أما من مات فقد رزق شرف الشهادة فداء الوطن .. واختلط دم المسيحي بدم المسلم في محبرة واحدة ليكتب التاريخ كلمات من نور خلد بها في اللوح المحفوظ سيرة جيش استرد أرضا من أرضه ..وكرامة كان قد كساها تراب كثيف ..وعزة كانت له وغيبت ..

مرت السنون بعدها .. بأمل يتجدد في الصدور ..فمن قهر السور العظيم لن يقف أمام طموحاته وأحلامه حائل أو حاجز .. فكنانة الله في أرضه باقية آمنة ..

قالت العجوز ما قالت وعيناها تفيض بدمع ثخين لا يتوقف ..ويدها ممسكة بصور احتفظت بها في صدرها دوما وبقيت منها بقايا ممزقة بين يديها ..لوجه الأب الباسم قبل أيام من سفره إلى عالم أفضل .. وضحكة الابن الذي أبى إلا أن يصطحب أبيه في رحلة الخلود ..
وكانا من الشهداء ..

قالت الابنة العزيزة ..
رحمهما الله .. فقد قدما حياتهما فداء لأرض الكنانة .. وسطرا بدماء حرة طاهرة صفحات جديدة كل يوم نعيشها بحلوها ومرها بذكرى تتجدد في لقاء بصناع النصر .. 

قال عابر السبيل
لقد عشت أياما من الذل والقهر والندم مسحها الأجناد ..ولمن مات منهم في قلبي مكانة وفي صدري مودة وفي عقلي يقين ... أن شعب مصر يستحق الحياة ..ويدين لمن سقط في ساحات المعارك بدين في الرقاب والأعناق .. فهم من قرأوا الكتاب وفهموه ..وجعل الله بيدهم بعد العسر يسرا ...

انطلقت الدعوات إلى سماء عالية تكسوها زرقة .. ومن فوقها ملائكة تهلل وتكبر وتسبح .. وأنبياء الله جميعا من الحضور .. فقد ظلت أجسادهم ناطقة بقدرة عظيم جبار ..حفظها لتشهد على حياة أبدية لمن كان من الأنبياء أو الصديقين أو الشهداء ...

قالت العجوز وعيناها تفيض بكاء
ليتني كنت معهم ..ليتني كنت معهم ..ليتني كنت معهم ...يوم العبور ...