الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب.. الإصلاح يبدأ من القاعدة يا وزير التعليم

صدى البلد

في البداية لماذا لا نقر ونعترف أن المنظومة التعليمية الحالية فاشلة بكل المقاييس، عندما بدا الوزير "مشكورا" في التفكير في الإصلاح والتطوير، بدأ من منتصف "الهرم" وليس من القاعدة فلم يلتفت للشروخ والتصدعات الموجودة بالقاعدة العريضة في المنظومة التعليمية بأكملها، وبكل عناصرها وأركانها الأساسية والمتمثلة في الجوانب التالية : المدارس والطلاب والمعلمين والإداريين، إلى آخر أفرع المنظومة من الأدوات والوسائل التعليمية في كل المراحل.

لدينا قطاع كبير في التعليم الفني كان يجب التركيز عليه لأنه الأهم والأكثر أهمية لبناء اقتصاد قوي في الصناعة والزراعة واستخراج المعادن واستغلالها الاستغلال المناسب والمفيد، لكن وجدنا حصيلة التعليم الفني كبيرة "وللأسف أغلبهم "لا يفقهون شيئا لأنهم أصحاب المجاميع المتدنية في "الشهادة الاعدادية" فاستحقوا النظرة المتدنية من المجتمع حتى حولتهم في الفصول الدراسية إلى "بلطجية وفتوات" ولا يستطيع المعلم التعامل معهم، وتستمر العقدة النفسية ملازمة لهم طيلة حياتهم بدلا من الاستفادة منهم،، ثم لدينا إشكالات كبيرة ومتراكمة في البنية التحتية للمدارس في المباني القديمة وعدد المدارس غير المؤهلة ليس فقط للنظام الجديد بل غير مجدية مع النظام القديم مع تكدس الطلبة حتى وصل العدد إلى أكثر من ستين طالب في الفصل الواحد منهم من على الطاولة ومنهم من يفترش بلاط الفصل !

أضف إلى ما سلف إشكالات كبيرة ومتراكمة في مستوى المعلمين سواء على مستوى التأهيل العلمي والتربوي أو مستوى الدخل والحالة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمعلمين والمعلمات والإداريين على مستوى مدارس الجمهورية، رغم ذلك لم نتركه في حالته المتردية بل دائما محل اتهام بأنهم مع أولياء الأمور السبب الأساس في مشكلة "الدروس الخصوصية" ، فكيف يعيش المعلم صاحب الأسرة مع هذا الغلاء الفاحش وتكاليف الحياة المضنية براتب لا يكاد يكفي سلة خضار شهري وكيف يتصرف ولي الأمر وابنه وابنته لم ينالوا حظهم من الشرح المناسب في المدارس !؟ فليس بوسعه إلا أن يوافق مقهورا على سداد الدروس ولو على حساب بنود أخرى من مستلزمات الحد الأدنى للمعيشة اليومية.

كل ذلك وأكثر يا وزير التعليم جعل التعليم الجامعي في أدنى مستوياته، ودون المستوى في التصنيف العالمي للجامعات وبناء عليه وبالتالي وللاسف ؛ لدينا الآف الخريجين كل عام ينضمون إلى المقر الطبيعي مع أصحاب المعاشات الطبيعية و"المبكرة" على المقاهي والكافيهات و"التكاتك" فتتفاقم وتتراكم مشكلة البطالة والعاطلين والمعطلين

كيف تجاهلت وتناسيت كل ذلك وأكثر يا سيدي الفاضل ثم تنقض على الصف الأول الثانوي وتقذفهم هم والمعلمين وأولياء الامور بحجر اليكتروني اسمه التابليت بدون إعداد وبدون تأهيل.

فاليوم مشكلة (٦٥٠ الف) طالب ،وغدا في العام المقبل الضعف وهكذا دواليك حتى تتفاقم المشاكل تباعا ومن أين توفر لك وزارة المالية مليارات الجنيهات لتغطي تكاليف نظام نسبة نجاحه كنسبة نجاح علمية "زرع قلب " في مستشفى حكومي.

لماذا لم تبدأ مشكورا من القاعدة ورويدا رويدا تنجح التجربة وساعتها سوف نرفع لك القبعة لكن عندما نجد ثمن القبعة.