الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب ..شراء الطعام من عادات المصريين

صدى البلد

عادات المصريين في تخزين الطعام تختلف عن عادات اي بلد اخر في هذا الامر خاصة مع حلول شهر رمضان المعظم اعاده الله علينا بالخير والبركات.

وفي هذا الشهر يتزايد انفاق المصريين علي الطعام بشكل يتنافي مع عظمة هذا الشهر وبساطته وجماله وروحانياته التي تتطلب غذاء للعقول اكثر من غذاء للبطون .والمصريون لا يتوقفون عن شراء مستلزمات رمضان قبل قدوم الشهر ومع بداياته وفي وسطه ونهايته وكأنهم يمارسون حروبا مع الجوع والعطش في صورة تتنافي مع ثواب الاعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم الذي انزل فيه القرأن هدي للناس . يينما في شهر رمضان فقط ينفق المصريون علي الاغذية والاطعمة مبلغ 55 مليار جنيه وفقا لاحدي التقديرات الحديثة, كما أن الشكوى من ارتفاع الأسعار للسلع الغذائية لا تتوقف، ومع ذلك فالإقبال على الشراء والتخزين بدا واضحا كظاهرة اجتماعية شعبية متوارثة، وعدوى تنتقل إلى ثقافة الحكومات والتي تعلن حالة الطوارئ بدورها وتسعى للتخزين والاستيراد، وتكثف حملات التفتيش والرقابة على الأسواق.

وكشف تقرير عن أرقام الإنفاق السنوي بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري بأن المصريين ينفقون سنويا 15 مليار جنيه على اللحوم, تليها الحبوب بـ 9 مليارات، ثم الألبان بمقدار 5.7 مليار, فالخضر الطازجة والمجمدة بمبلغ 5.7 مليار جنيه, والفاكهة بمقدار 4 مليارات جنيه, وسجلت الأسماك 3241.674 مليون جنيه, والسكر والمربى 2678.210 مليون جنيه..وما خفي كان اعظم.

وتوجد دراسات أخرى متخصصة، تذكر أن الأسر المصرية تنفق حوالي 45% من إجمالي إنفاقها السنوي، على الغذاء، منها فقط ما يقارب 15% في شهر رمضان الذي تتحول فيه محال ومتاجر السلع الغذائية إلى ساحات معارك كبرى لاقتناص أكبر قدر من الأغذية.

وهناك ثمة مشكلة اخري في غذاء البطون والمزاج ايضا تتمثل في شرب المصريين للمعسل او "الدخان" بنحو 140 مليار جنيه سنويا، على الرغم أن الضرائب المفروضة على هذه المنتجات تصل إلى 200%.ولكنها تزداد في شهر رمضان علي غير العادة.

وما يوجه إليه الدين الإسلامي في هذا الشهر من الاقتصاد في الطعام والشراب حتي يقوم الجسد علي الصلاة والعبادة وختم القرأن وممارسة شعائر الصلاة والفروض والتراويح والتهجد والفجر بصحة ونشاط ولكن ما نراه في الواقع المعاش من اسراف في الانفاق علي الاطعمة يتناقض مع الحكمة الرئيسية في شهر رمضان ، وهي ضبط شهوات الإنسان وتربيته على الصبر وتعميق إحساسه بالفقراء في هذا البلد وما اكثرهم وهم أولي بهذا الطعام الذي يهدر ويلقي في القمامة ينبغي التوعية في المساجد و من خلال البرامج والدراما التليفزيونية لتقليل استهلاك الطعام لعدم ارهاق ميزانية الاسرة والدولة، وخاصة أن مصر دول مستوردة لمعظم منتجاتها الغذائية! فالحكمة تقول اذا امتلئت المعد نامت الفكرة وتوقف العقل وقعدت الاعضاء عن العبادة.