الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سلام يكتب: زكريا محي الدين في ذكراه

صدى البلد

في ذكري رحيله السابعة وقد لقي ربه ١٥مايو٢٠١٢ يظل صمت هذا الرجل بعد انسحابه من المشهد السياسي عقب نكسة ٥يونيو١٩٦٧ موضع الكثير من الأسئلة الحائرة واليقين أنه صمت يقترن بالكبرياء وقد احترم نفسه واثر الانسحاب رغم أنه كان الأقرب عمليا لخلافة الرئيس جمال عبد الناصر عندما تنحي عن الحكم في خطابه الشهير بعد نكبة يونيو معلنا ترك موقعه لزكريا محي الدين نائب رئيس الجمهورية وقتها وياليته تنحي وابتعد ليعطي الفرصة لرئيس جديد لأن ذنب يونيو لا يغتفر.!
....زكريا محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة ..مؤسس جهاز المخابرات العامة ..وزير الداخلية ... رئيس الوزراء .. نائب رئيس الجمهورية يختفي عن المشهد السياسي بعد تجربة ثرية اليقين أنه وجد نفسه ضد قناعاته ليفضل الإبتعاد للأبد دون ظهور اعلامي إلا في احدي احتفاليات مصر بتخريج دفعة من الكلية الحربية في سنوات الرئيس مبارك الأخيرة في الحكم وقتها ظهر بعد نحو نصف قرن من الاختفاء ليجلس في كبرياء وقد ظهرت عليه علامات المشيب.

تجربة زكريا محيي الدين تعج باسرار كثيرة ولكنه عزف عن الكلام ولم يكتب مذكراته تاركا ماحدث للتاريخ .

الابتعاد عندما تصل الأمور الي مفترق الطرق إما الصداقة وإما تقبل الرأي المؤلم ويقيني أن كارثة هزيمة يونيو١٩٦٧ قد وضعت النهاية لتجربة زكريا محي الدين وقد كانت ثقة الرئيس عبد الناصر في المشير عامر سببا فيما جري وقد كانت النتيجة ضياع سيناء وهزيمة جيش لم يحارب تزامنا مع وجيعة وطن.

اليقين أنه الأوحد الذي احترم نفسه وجلس في بيته بكرامته بعد أن وجد أنه لا دوي من البقاء.

زكريا محي الدين في ذكراه. المواقف تصنع الرجال واليقين أنه نال الاحترام والتقدير .وتبقي التجربة مقترنة بكثير من الأسئلة الحائرة التي أجاب عنها بالصمت حتي الموت.

في ذكراه السابعة رحم الله زكريا محيي الدين.