خطر داهم يهدد المجتمع.. إنذار برلمانى بعودة أمراض السل وإنفلونزا الخنازير.. الطلاب يطلقون هاشتاج #رجعوا_تكليف_طب_بيطرى

"إحنا مش أقل من صيدلة وأسنان أو طب بشرى.. إحنا المسئولين عن سلامة الغذاء والثروة الحيوانية"، هكذا عبر خريجو وطلاب الطب البيطرى عن ألمهم على مواقع التواصل الاجتماعى، على أمل أن يسمع نداءهم أحد، حيث إنهم مازالوا يعانون من قرار إلغاء تكليف الخاص بالأطباء البيطريين منذ عام 1995، وعلى الرغم من مرور كل تلك السنوات لم يلتفت لهم أحد.

65 ألف طبيب بيطرى
وتشير سجلات نقابة الأطباء البيطريين إلى أن هناك نحو 65 ألف طبيب بيطري مُسجل في النقابة؛ منهم 11 ألف طبيب يعملون بالحكومة، ورغم ذلك لم يكن هناك أى تحرك أو اتجاه لوقف إلغاء تكليف الخاص بالأطباء البيطريين منذ عام 1995.

ومع مرور كل تلك السنوات، وجد طلاب الكليات البيطرية والأطباء نافذة للتعبير بها عن شكواهم والمطالبة بحقوقهم فى إعادة التكليف للأطباء البيطريين، مطلقين هاشتاج #رجعوا_تكليف_طب_بيطرى على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع التدوينات القصيرة "تويتر".

لم تتوقف تلك الشكاوى عند حد مواقع التواصل الاجتماعى، ولكنها وصلت إلى البرلمان، حيث تقدم النائب حسن عمر، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، موجها إلى رئيس مجلس الوزراء، بشأن إلغاء تكليف خريجى الطب البيطري.

ينذر بكارثة
وأكد النائب فى طلبه أن مهنة الطب البيطرى تحتضر ويغتالها الروتين الحكومي، بسبب وقف تكليف وتعيين الأطباء البيطريين، مما ينذر بكارثة فى السنوات القادمة لعدم توفر الأطباء البيطريين.

وقال إن الطب البيطري يمثل خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان، إلا أن الحكومات المصرية منذ عام 1994 لم تقم بتعيين أي خريج للأطباء البيطريين بالجهاز الإداري للدولة، وهو ما ينذر بكارثة قد تهدد صحة الإنسان والحيوان على السواء لأن هناك ما يقرب من 300 مرض مشترك بينهما، لاسيما وأن 70% من البيطريين العاملين بالحكومة ستتم إحالتهم إلى المعاش لبلوغهم السن القانونية.

وأضاف "حسن" أن الأطباء البيطريين كانوا مثل قرنائهم في جميع المجالات الطبية، الذين يصدر لهم تكليف سنوي، ولكن توقف التكليف أثر سلبا على المنظومة البيطرية في البلاد، منوها بأن خريجي الكليات البيطرية ليس مهمتهم فقط حماية صحة الحيوان وإنما أيضا وقاية الإنسان من الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.

زيادة أعداد العاطلين
وأكد أن الحكومة تكتفي بإجراء مسابقات للتعيين ينجح فيها المئات من أصل آلاف الخريجين، الذين يدخلون في عداد العاطلين، مما يجبرهم على العمل فى مجالات أخرى ليست وثيقة الصلة بالمهنة وما درسوه فى الكلية، حيث يتجه الخريجون إلى مجالات الدعاية للأدوية البيطرية ومندوبى المبيعات، أو العمل فى عيادات وصيدليات بيطرية، وغالبًا ما يكون ذلك فى القطاع الخاص وليس الحكومة، ما يؤثر فى النهاية على أدائهم، ويجعلهم مجرد خريجي وليسوا مهنيين.

وشدد النائب البرلمانى على خطورة الوضع والخوف من خلو الجهاز الإدارى للدولة من الأطباء البيطريين، لافتا إلى أن ذلك يمثل كارثة كبرى قد تحل بالبلاد إذا لم تنتبه الحكومة لذلك، وينذر بعودة أمراض السل وأنفلونزا الخنازير بجانب تأثيره على الثروة الحيوانية.

بوادر انفراج
وقد سبق وصرح النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، لـ"صدى البلد" عن وجود بوادر انفراج أزمة عدم تعيين خريجي كليات الطب البيطرى خلال الأيام المقبلة.

وطمأن النائب خريجى الطب البيطرى بأن "هناك جلسة بالبرلمان تم عقدها لمناقشة موازنة الطب البيطري، وتحدثنا عن الحاجة إلى تعيينات لأطباء الطب البيطري، خاصة فى ظل وجود عجز فى عدد الأطباء".

حصر على مستوى الجمهورية
وأشار إلى أن اللجنة خاطبت مديريات للطب البيطرى على مستوى الجمهورية لحصر أعداد خريجى الطب البيطرى للمطالبة بتعيينهم فى ظل وجود عجز فى أعدادهم، على أن يتم تقديم كشوف على مستوى الجمهورية بأعدادهم.

وأوضح أنه عندما يتم إعداد حصر على مستوى الجمهورية بأعداد خريجى كليات الطب البيطرى، سيكون هناك لقاء يجمع بين لجنة الزراعة والرى بالبرلمان ورئيس هيئة الطب البيطرى ورئيس هيئة التنظيم والإدارة لحل أزمة تعيينات خريجي كليات الطب البيطرى فى أسرع وقت.