الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعز أعاد ابتسامتهم.. كيف قضت عائلة سورية نجت من القصف أول رمضان في مصر

صورة تعبيرية لدمار
صورة تعبيرية لدمار سوريا

الأذان يبدو متشابها، تجلس الأم على المائدة برفقة أسرتها، وجوههم مختلفة، كساها الحزن ولم تجد الابتسامة طريقا لها بينهم، ساد الصمت في الأرجاء، حاولت بكل بقدر استطاعتها تهيئة مناخ مناسب لهم، إلا أن الحزن مازال يخيم عليهم، بعدما تسللوا من منازلهم ليلا خائفين، لم يستطيعوا توديع أفراد الأسرة، كيف وقد احتضنهم التراب وفجرت الصواريخ قريتهم وطمس الإرهاب ملامح بلادهم فأصبحوا كالغرباء.


هاجرت "سناء" برفقة أسرتها من سوريا إلى مصر أغسطس الماضي، مع زوجها وطفلها ذو التسعة أعوام، وصغيرتها ذات الخمس أعوام، بعدما أخذ منها الحرب ما أخذ فلم يتبق لها سوى أجساد أسرتها الصغيرة، بعدما دمر الحرب روحهم فتحولوا لأصنام متحركة، تصف الأم مظهر أبنائها أثناء الهرب من القصف، إنه أشبه بالكابوس الذي صرخت لتستيقظ منه ولكن الواقع كان أسوأ من كوابيسها.


كانت سناء وأسرتها ممن حالفهم الحظ للسفر خارج سوريا هروبا من ويلات الحرب، فهبطت على أرض مصر، واستقرت في منزل صديقة والدتها، في حدائق الأهرام، لم يعد هناك من تلجأ إليه، حملت صغارها وزوجها، الذين تبقوا لها من عائلتها، التي غادرتهم تحت الأنقاض يلفظون أنفاسهم الأخيرة.

"أول إفطار لنا برة ضيعتنا، كل شي من غير طعم ولا روح"، تقضي سناء رمضانها في مصر لأول مرة، سعت الأم برفقة صديقتها إلى جمع كل مكونات الطعام التي اعتاد أطفالها تناولها في سوريا حتى لا يشعرون بالغربة، فصنعت لهم أطباق الكبيبة والفتوش بدبس الرمان.


حيلة واحدة واقتراح ذكي من صديقة الأسرة استطاع أن يبدد أحزانهم، ويزيح قليلا من حزن قلوبهم، ليلة قضتها الأسرة في سحر المعز والحسين كانت كافية للصغار لكي يروحوا عن أنفسهم، رمضانيات المعز أذهبت عنهم حزن عجزت الأم عنه لمدة شهور، ليلة قضتها الأسرة في شوارع المحروسة، بين قهاوي المعز والحسين، والتجول على كورنيش النيل.


"لأول مرة بحس إن أولادي مبسوطين من زمان، وضحكتهم رجعتلهم من تاني"، انقضت ليلة الأسرة بعد سحور على عربة فول في السيدة زينب، التي كانت مثل المغامرة للأطفال، ليعودوا منازلهم يتحاكوا باليوم الذي أسعدهم وبدد الحزن داخلهم.