الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد داود: رمضان فرصة لإخراج الأمة من أزمتها العصيبة

الدكتور محمد داود
الدكتور محمد داود مفكر إسلامي والأستاذ بجامعة قناة السويس

قال الدكتور محمد محمد داود، المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة قناة السويس، إن شهر رمضان جاء هذا العام والأمة تمر بظروف عصيبة فى مواجهة الأعداء الذين يتربصون بنا، واستباحوا حرماتنا واستهانوا بمقدساتنا.

وأوضح «داود» خلال حلقة برنامج «لماذا؟» المُذاع عبر قناة أهل القرآن، أن شهر رمضان فرصة لنعد أنفسنا على البذل والعطاء، والصبر والتضحية، حتى يأتى الله بالفتح ، فقال الله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» الآية 128من سورة النحل، منوهًا بأنه جاء بقيم تشتد إليها حاجة الأمة فى ظروفها المعاصرة.

وأضاف أن القيمة الأولى: الوحدة الشاملة للأمة التى يحدثها الصوم بين المسلمين، فليس لقوم أن يصوموا شهرًا ولآخرين أن يصوموا شهرًا آخر، بل المسلمون جميعًا يصومون معًا شهرًا واحدًا هو شهر رمضان، وفى هذا درس عظيم فى جمع الشمل ونبذ التفرق والتمزق الذى تعانى منه أمتنا، كما يدعونا هذا الدرس إلى أن نعمل بروح الفريق بعيدًا عن الفردية والأنانية التى تضعفنا وتفرقنا.

وتابع: والقيمة الثانية: قيمة الإرادة وقوة العزيمة، فالله تعالى لم يشرع الصيام إيلامًا للإنسان ولا تعذيبًا له، ولكن شرعه ليكون وسيلة لتهذيب النفس وتربية القدرة على السيطرة على الأهواء والشهوات، فكم من الناس من يشتهى ولا يصبر؟ ، وكم من الناس من يغضب ولا يملك نفسه عند الغضب؟، وكم من الناس من ينفلت فى الآثام دون إنابة؟! ، وكم من الناس يفقد عمره بالتسويف والتمنى ؟!، مشيرًا إلى أنه لو أن لهؤلاء عزم قوى وإرادة صلبة لصانوا عهد الطاعة وما سقطوا فى شراك الشيطان وفساده، والصوم يربى فينا هذا العزم وتلك الإرادة.

ونبه إلى أن القيمة الثالثة: قيمة الصبر والتحمل فلا نضعف ولا ننهار أمام الشدائد، والقيمة الرابعة: قيمة اقتصادية فى تحويل الأمة من موقع الاستهلاك والإسراف إلى موقع الاعتدال، وخامسها قيمة خلقية ضد الفساد فالصيام تطهر من الذنوب وإصلاح للنفوس وتربية للسلوك، فقال الله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» [البقرة: 183].

وأكد أن بـهذه القيم تقوى الأمة وتخرج من أزمتها فتتوحد بعد فرقة وتجتمع بعد تشتت، وتنصلح بعد فساد، وتغنى بعد فقر، ويأتيها نصر الله وفتحه ، فإن الله قد وعد فى قرآنه ووعد الله حق وصدق لا يتخلف ، قال تعالى : « إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» أما أن نخرج رمضان عن مقصده الذى أراده الله له ، فأى لنا بطيب الثمر وقد أسأنا الغرس !!، وقال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ » [الرعد: 11].