الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قومي الطفولة والأمومة يرصد صورة الطفل في دراما وبرامج رمضان

مجلس القومي للطفولة
مجلس القومي للطفولة والأمومة

قام المجلس القومي للطفولة والأمومة برصد عدد من المسلسلات والبرامج والإعلانات، التي عرضت على الفضائيات المصرية منذ بداية شهر رمضان حيث أن هناك الكثير من الأعمال التي ركزت أساسًا على مشاهد العنف ضد الأطفال ،والابتذال اللفظي، والمشاهد الجريئة ،والإيحاءات الجنسية ، ومشاهد التدخين والمخدرات ، والخمور.

جاء ذلك بناء على عدة معايير قد وضعها المجلس القومي للطفولة والأمومة لضبط صور ظهور الطفل في وسائل الإعلام ، وتتناول القضايا التي تخص الطفل وهي كالآتي :

1. أن يراعي الإعلام حقوق الطفل الواردة بالدستور والقانون المصري والاتفاقيات الدولية ذات الصلة

2. احترام كرامة الأطفال في جميع الظروف .

3. توفير اكبر قدر من الحماية من التعرض للإيذاء الجسماني والنفسي .

4. ألا يتم استغلاله بكافة الأشكال بغرض الشهرة أو التربح بشكل يسيء للطفل حاليا أو مستقبلا .

5. تجنب تصنيف الأطفال إلى فئات أو توصيفهم بشكل يزيد من وصمهم اجتماعيا .

6. كسب الدعوة والتأييد لقضاياهم وحقوقهم، مثل مناهضة عمل الأطفال وزواج الأطفال وختان الإناث .

7. أن يكون الإعلام صديقا للطفل بأن ينصت له وإلى أفكاره ومشاعره، بأن يقوم الإعلام على أساس مراعاة الطفل وجدانيًا وجسمانيًا وعلاقته بأسرته وبالبيئة المحيطة .

8. أن يكون للطفل ذوي الإعاقة فرصة للمشاركة بشكل يضمن عدم الإساءة لهم أو وصمهم.

9. أن تتفق لغة الإعلام مع الطفل من حيث الفئة العمرية والاجتماعية والثقافية للطفل بشكل يضمن عدم سوء الفهم أو السخرية من الطفل .

10. أن يراعى الشكل الظاهري للطفل من حيث البيئة التي نشأ بها الطفل سواء حضر أو ريف .



أولًا: المسلسلات

المخدرات
ـ احتوي مسلسل " لمس أكتاف " للفنان ياسر جلال علي مشاهد كثيرة لتعاطى الأطفال والشباب في سن 17 و18 سنة للمخدرات والكحوليات وخاصة مخدر " الإستروكس " فقد تم من خلال المسلسل تقديم دروس مجانية لتعليم الشباب الممارسات السلبية والتي تحرض الأطفال والشباب علي الانجذاب إلي هذه الأنواع من المخدرات ، كما تناول المسلسل مشاهد تحريض وحث الأطفال والشباب علي كيفية ترويج المخدرات بين شباب الجامعات وفي أماكن تجمعات الشباب نظير حصولهم على مبالغ مالية كبيرة . وكذلك طرق التشاجر بالأسلحة واستخدام العنف لحل أي خلاف، مما تؤثر تاثيراّ سلبيا مباشراّ علي الأطفال وتجعلهم يقعون فريسة للسلوكيات العنيفة .

ـ كما تضمن مسلسل " زي الشمس " مشاهد تدخين وخمور ومشاهد العنف بين احد الزوجين امام الاطفال ثم تطور المشهد الي خطف الاب للاطفال انتقاما من الأم .

حالات خطف الأطفال

ـ والتي ظهرت بشكل كبير في مسلسل " لأخر نفس " بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز حيث احتوي علي بعض مشاهد العنف وخطف أفراد العصابة لأطفالها المرضي وتعذيبهم وذلك لاجبارها علي تنفيذ طلباتهم .

الإتجار بالأطفال

كما احتوي مسلسل " حدوته مرة " بطولة الفنانة غادة عبد الرازق والذي تدور احداثه حول حياة الفتاة (مُرة) والتي عانت من طفولة شقية مع والدتها اﻷم الوحيدة والتي كانت تعمل كفتاة ليل ، وتعاني (مُرة) من تنمر المحيطين بها بعد كبرها، مما يجعلها تصمم على تغيير مصيرها الحالك عن طريق بيع أطفالها لتاجر يقوم بالإتجار في الأطفال مقابل مبالغ مالية كبيرة.

زواج القاصرات

ـ وفي مسلسل ولد الغلابة بطولة الفنان أحمد السقا ناقش قضية " زواج القاصرات " ، حيث يقوم الفنان محمد ممدوح في دور ضاحي الكيال تاجر المخدرات بالانتقام من أحمد السقا في دور الأستاذ عيسى الغنام مدرس التاريخ من خلال استدراج اخته الصغرى القاصر " قمر" ليتزوجها عرفيًا ، وتدور الأحداث حتى يعرف أخيها الأوسط حمزة " ويقتلها " ، وفي التحقيق بجريمة القتل يتهم رئيس النيابة ضاحي الكيال زوج الطفلة الضحية بارتكاب مخالفة للقانون بزواجه من قاصر ويغرمه كفالة خمسة آلاف جنيه.

وفي مشهد لضاحي الكيال المتهم بزواج الضحية القاصر يتحدث إليه المحامي بالإشارة إلى أن القاضي اعتبره مخالفا للمادة 31مكرر من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 ، مؤكدا أن قانون الطفل وقانون الأحوال الشخصية يعتبرا زواج القاصر جريمة مما يعد إيجابية لإلقاء الضوء على مثل هذه المواد الخاصة بحقوق الطفل . وعلى صعيد آخروفى نفس المشهد فقد طمأن المحامي المتهم بزواج الضحية القاصر وهون من العقوبة المتعلقة بزواج القاصرات وأن الحكم سيكون ضعيف جدا من خلال قولة " كبيرها غرامة 500 جنيه " .

مشاهد عنف وتعذيب



ـ وفي مسلسل (فكرة بمليون جنيه ) ظهرت بطلة المسلسل في مشهد وهي تتفاجأ بأن أخيها الصغير يخبيء مواد تعليمية يحضرها للغش منها في الامتحانات وتعالج الموضوع بضرب الطفل وتوبيخه وهي تصيح (يا بابا يا بابا ) .

ـ اعتمد مسلسل ( قابيل ) بطولة محمد ممدوح على الإثارة والتشويق وتدور الأحداث حول جرائم خطف وقتل وتعذيب ، واحتوى على مشاهد عنف وتعذيب لضحايا القاتل حيث يتولى أحد محققي الشرطة التحقيق والبحث في الجرائم ، والتي يرى أشباح ضحاياها ، ويحاول الوصول لمكان الجثث وأيضًا تحديد هوية القاتل .

تجاوزات لفظية

هناك بعض المسلسلات التي احتوت على كم هائل من التجاوزات اللفظية، التي وصلت إلى درجة غير مسبوقة من الوقاحة والفجاجة، والتي تؤثر تأثير سلبي علي سلوكيات الاطفال والأسرة ككل ، خاصة أن الأطفال أكثر الفئات محاكاة لما يشاهدونه . كما لوحظ في مسلسل "البرنسيسة بيسة" العديد من التجاوزات اللفظية والسب للأطفال كما تضمن الكثير من المشاهد التي لا تتناسب مع الأطفال صغار السن وهي كالآتي :

مشهد دخول بطلة المسلسل وهي من حي شعبي في حصة الموسيقي بالمدرسة وعنفت المدرس لتعليمه الاطفال موسيقي بيتهوفن كما عنفت التلاميذ وطلبت منهم احضار (صاجات) كما علمتهم بعض الاغاني الشعبية للقيام بها في الأفراح الشعبية قائلة( علشان لو عندكوا نمرة في فرح )

مشهد دخول البطلة إحدي الفصول مصطحبة طفل من منطقة شعبية ثم طلبت من إحدي التلاميذ

بشكل ساخر معنفة الطفل ليقوم من مكانه ليجلس الطفل الآخر في نفس المكان ، وعندما تساءلت المعلمة عن تسجيل الطفل واذا كان مقيداّ ام لا فقالت (احنا لو فيشناه هنلاقيه مسجل خطر )

كما تناول المسلسل العديد من المشاهد التي ترسخ في الأطفال بعض السلوكيات الخاطئة مثل المشادات الكلامية واللفظية السيئة أمام الاطفال

وكذلك تنشئتهم علي نشيد الصباح بعنوان (صباح النور علي البنور) بدلا من الأناشيد الوطنية مما يقلل من هيبة النشيد الوطني.

وتناول ايضا مشاهد لبعض اولياء أمور الاطفال بالمدرسة وشكواهم ضد المدرسة من الطريقة التي تتبعها المدرسة لتعليمهم السلوكيات الخاطئة والالفاظ غير اللائقة.

وفي مسلسل " فكرة بمليون جنيه " بطولة الفنان على ربيع وسهر الصايغ وصابرين حيث احتوي علي مشهد سب لطفل بقول ( العِرة ) عدة مرات بسبب حصوله على استدعاء ولى أمره لاحتفاله بعيد الحب في فسحة المدرسة ( ويظهر الأخ في مشهد يؤيد الطفل في فعلته ومشهد آخر للأخت توبخه وتسبه ).



التنمر
ـ احتوي مسلسل " زي الشمس " للفنانة دينا الشربيني وريهام عبد الغفور مشاهد تنمر ضد الأطفال داخل مدرستهم حيث تدور أحداث المسلسل حول قتل والدة الأطفال الذي يتعرضون للإساءة بالتلميحات البذيئة من أقرانهم بالمدرسة وتحدث مشاجرة بينهم ، كما تتكرر الإساءة للأطفال والتجريح بسبب قتل والدتهم وتعرض خالة الأطفال التى ترعاهم بعد وفاة والدتهم لمشاجرة مع مشتبه به ، ولم يتم معالجة التنمر بشكل جيد في الحبكة الدرامية حيث حاولت مديرة المدرسة إجراء عقاب على الأطفال الذي مارسوا التنمر على زملائهم الأمر الذي رفضه أولياء أمورهم ، وبالتالي تحدثت المديرة مع الأطفال وخالة الأطفال الممارس عليهم التنمر بأنها ستحل الموضوع . مما جعل الخالة تتحدث مع الأطفال بأن العنف ليس حلا لأي خلاف على الرغم من أنهم مجنى عليهم ومن المفترض أن يكون هذا الكلام موجه للأطفال الذين مارسوا التنمر على أقرانهم.

قد لوحظ مشاركة الأطفال في الدراما والمسلسلات بشكل سلبي لأنها تعلقت بقضايا الخطف في مسلسل " لاخر نفس " وبقضية الاتجار في الأطفال في مسلسل " حكاية مرة " وبقضية زواج القاصرات في مسلسل " ولد الغلابة " وبقضية " التدخين والمخدرات في مسلسل " لمس أكتاف "


ثانيا: الإعلانات

تضمنت الإعلانات :

ـ مشاهد مخيفة ومرعبة للأطفال وتجاوز أخلاقي وإساءة لصورة للطفل فى خطر.

ـ حيث احتوي إعلان " الشيخ حبيب بن علي الجفري " لمستشفي أهل مصر لعلاج الحروق عدداّ من الانتقادات لاحتواءه علي مشاهد مخيفة ومرعبة ومنفرة للأطفال نظرا لظهور بعض الأطفال والمرضي المشوهين مما يؤذي مشاعر الأطفال الذين قاموا بمشاهدته .

ـ أظهرت إعلانات ملابس داخلية " دايس " تقديم منتجاتها التجاوز الأخلاقي، كما احتوت على إيحاءات جنسية غير مقبولة تقدم من خلال طفل صغير يقوم بخلع ملابسه أمام اصدقاءه من الأطفال ليشاهدوا ملابسه الداخلية.

ويلاحظ أن :

قلة الأعمال الدرامية والبرامجية المخصصة للأطفال مثل بكار ، وعصام والمصباح ، أو البرامج الدينية المستهدفة للأطفال سوى مسلسل كارتونى للأطفال " باسمك اللهم " يذاع على قناة أون دراما تناول السيرة العطرة للنبى مع عرض أبرز مشاهد وأحداث السيرة منذ عام الفيل كما تناول سماحة الاسلام .ونظرا لقلتها لا يجد الطفل سوى الأعمال المخصصة والدراما المخصصة للكبار .

كما يلاحظ عدم وجود الأعمال الدينية والتاريخية التي تتناسب مع الشهر الكريم الذى يعد فرصة مناسبة لتوعية الأطفال التوعية الدينية والتاريخية الصحيحة .

توصيات قومي الطفولة والأمومة

ـ ضرورة عرض الإعلانات قبل عرضها على شاشة التليفزيون على لجنة متخصصة في هذا الصدد خاصة الإعلانات التى يشارك فيها الأطفال وتضم خبراء تربويين واجتماع وعلم نفس وحقوق طفل بما يهدف لحماية الطفل وتحقيق مصلحته الفضلى .

ـ ولابد من خضوع الإعلانات للرقابة مثل الأعمال الدرامية فبعض الإعلانات تتضمن رسائل سلبية ولابد من لجان تضم متخصصين في علم الإجتماع ، ونقاد ، وصناع الإعلام ، ومثقفين ، وضرورة عدم تركيز عرض الدراما علي الموسم الرمضاني فقط .

ـ ضرورة متابعة الآباء لما يشاهده الاطفال من مسلسلات وبرامج واعلانات لتجنب تعرضهم لمشاهد عنف وألفاظ سلبية والتي من شأنها ترسخ السلوكيات الخاطئة في أذهان الأطفال .

ـ نوصي بتقليل عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام التليفزيون ومرافقة الأسرة للطفل أثناء مشاهدة المسلسلات والقيام بالشرح والتوجيه قدر الإمكان حتى نساعد الطفل على اكتساب قيم غير مزدوجة وغير مرغوبة .