الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسئول بالآثار يكشف علاقة عمود مرنبتاح بخروج بني إسرائيل من مصر

عمود مرنبتاح
عمود مرنبتاح

قال باحث المصريات الدكتور محمد رأفت عباس، مدير عام إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار الإسكندرية، إن عمود المطرية "مرنبتاح" الذي جرى تنصيبه بالبهو الأعظم في المتحف المصري الكبير لا علاقة له بخروج بنى إسرائيل من مصر، مضيفًا أنه "أمر عار تمامًا من الصحة".

وأضاف "عباس"، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "يبدو أن هناك خلطا شديدا بين عمود المطرية ولوحة انتصارات الملك مرنبتاح الشهيرة والمعروفة باسم لوحة إسرائيل".

وأوضح أن العمود عبارة عن عمود من الجرانيت الوردى يبلغ طوله 5,50 متر وعثر عليه الأثري المصري الشهير منير بسطه في منطقة عرب الحصن بالمطرية بالقرب من المسلة أثناء حفائر مصلحة الآثار المصرية أعوام 1967 – 1970، وهو الموقع الذى ظل قابعًا فيه لسنوات قبل أن ينتقل إلى قلعة صلاح الدين لترميمه.

وكشف عن الأهمية التاريخية والأثرية لعمود المطرية حيث يوجد عليه نص من 4 أسطر يتحدث عن الانتصار التاريخي العظيم الذى حققه الملك الباسل مرنبتاح على الليبيين فى العام الخامس من عهده فى حدود الدلتا الغربية (حوالى عام 1208 ق.م)، وهي إحدى المعارك الحربية الشهيرة والخالدة خلال عصر الرعامسة وخلال عصر الدولة الحديثة والتي سجلت من خلال العديد من آثار الملك مرنبتاح، وذلك فى نقش الكرنك الكبير وكذلك فى لوحة انتصاراته الشهيرة المعروفة بـ"لوحة إسرائيل".

وأوضح أن آثار الملك مرنبتاح تحظى باهتمام بالغ من قبل علماء المصريات والمؤرخين والباحثين على مستوى العالم نظرا لأهمية الحقبة التاريخية التي قاد مصر فيها للانتصار في معارك حربية ضارية ضد الليبيين وشعوب البحر.

وأضاف أنه "نظرًا لما أشيع حول علاقته الوثيقة بقضية خروج الإسرائيليين من مصر جعل الكثير من المؤرخين يتهمونه بأنه "فرعون الخروج"، ومرجع ذلك أن كلمة إسرائيل قد وردت فى المرة الأولى والأخيرة فى النصوص المصرية من خلال لوحة بالمتحف المصرى رقم CGC 34025, JE. 31408، وهى اللوحة المسماة بـ"لوحة انتصارات الملك مرنبتاح"، والتي شاعت تسميتها خطأ في أوساط علم المصريات منذ اكتشافها بلوحة إسرائيل.

وأشار إلى أن هذه القضية التاريخية بالغة التعقيد والغموض، لأن النص الموجود في السطر 27 من اللوحة والذي جاء فيه "لا يرفع أحد رأسه من بين الأقواس التسعة، الخراب للحنو، وبلاد خيتا قد أسكتت، ونهبت كنعان وأصابها كل شر، واستسلمت عسقلون وأخذت جازر، وينوعام أصبحت كأنها لم تكن، وخربت إسرائيل ولم يعد لها بذور، وأصبحت خارو أرملة لمصر".

وأضاف أن بعض العلماء يروا وفقا لدراساتهم الحديثة أن الترجمة القديمة لكلمة إسرائيل خاطئة وأنها يجب أن تترجم بـ"يسيريارو" والمقصود بها سكان أو قبائل سهل يزريل أو جزريل، وهو مرج "بن عامر" من الناحية الشرقية الشمالية من جبل الكرمل والذي يمتد من حيفا غربًا إلى وادى الأردن.

وأضاف أن هذا يعنى أن أي وجود للشعب الإسرائيلي على أرض كنعان (فلسطين) خلال تلك الحقبة هو أمر مستبعد تمامًا بعكس ما أشيع منذ العثور على هذه اللوحة من قبل عالم الآثار الإنجليزى الشهير بترى عام 1896 في البر الغربي بالأقصر.