الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمانى سمير تكتب: حنان مطاوع .. النضج على نار هادئة

صدى البلد


من زمان قوى .. حيث بدايات التسعينيات .. بدأت ظاهرة توريث الفن من الآباء للأبناء.
أعتقد أن من بدأ هذه الظاهرة كان صلاح السعدنى حيث قدم ابنه (أحمد) إلى الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل من بطولته كنجم كبير . 

واستمرت الظاهرة فى التصاعد والتوغل والانتشار .. حتى وصلنا اليوم إلى أن معظم الوجوه الشهيرة على الساحة الدرامية فى التليفزين المصرى هى لأبناء الفنانين .. باختلاف المهن .. منهم الممثل الذى أتحفنا بالممثل أو الممثلة .. ومنهم الممثل الذى رزقنا الله منه بالمخرج أو الكاتب .. وربما نجد الكاتب الذى وهب الوسط الفنى موهبتين لا مثيل لهما فى نفس واحد .. أحدهما نجم برامج شهير .. يكسب من السفاهة الملايين كل عام فى رمضان .. موسم أولاد النجوم. 

من كل هذا الزخم البشرى القائم على ظاهرة مؤسفة تسببت فى ضرب قيمه مهنية مهمة تعلمناها على مر السنين .. وهى أنه لا وساطة فى الفن ... فأصبح الفن فى بلادى قائم فقط على الوساطة .. وصلة النسب أو الدم .
ولكن لأن القاعدة العلمية تقول .. أنه لكل قاعدة إستثناء .. أجدنى رمضان 2019 .. أرشح وبقوة الممثلة .. والتى أراها جديرة بهذا اللقب (الوصف) باقتدار .. حنان مطاوع لتكون نجمة هذا العام .. ولنقل ( ممثلة العام)
أعتقد أنه يصعب على ممثلة تتمتع بقدر معقول من الشهرة .. دعمت اختيارها كل عام من الشركات المنتجة .. لأداء دور أو أكثر فى عمل وأكثر فى موسم مزدحم كالموسم الرمضانى .. أرى أنه من الصعب عليها أن تتحرى التنوع فى الاختيارات .. ولكنها فعلت ، وأحسنت دومًا الاختيار .. ربما لأنها تنتمى لعائلة اتخذت من الفن أسلوب حياة .. فالوالدة نجمة خاصة جدًا .. لها تاريخ طويل فى العمل الدرامى سواء فى المسرح وهو المعلم الأول والأهم للتمثيل فى العالم .. أو فى السينما وأخيرًا فسهير المرشدى نجمة تلفيزيونية مهمة .. فى زمن كانت لمصر قوتها الناعمة الملحوظة ... أما عن الوالد .. فيكفيك أن تقول الاسم فقط .. كرم مطاوع .. ولا تزيد .. فاسمه وحده يكفيك لتعرف لماذا هذه الموهبة مقدّرة ممن يعرفون قيمة الموهبة فى الفن .
حنان مطاوع فى ( عايدة) ، دورها فى (لمس أكتاف) ممثلة من العيار الثقيل .. فى زمن ندرت فيه الموهبة الحقيقية ، فأصبح كل من يطل علينا من خلال شاشات الفضائيات .. مناظر وصور .. خالية من الدسم .
قدمت حنان فى عايدة الحناوى نموذج إنسانى .. فهى تدير شبكة لتجارة المخدرات .. وكبيرة عائلة الحناوى .. التى يتزعمها (حمزة) زوجها ومدير الشبكة العائلية .. عايدة أو حنان إنسانة تجتمع فيها كل الصفات الإنسانية من حب لزوجها زعيم الشبكة والمتزوج عليها من إمرأة أخرى .. وسطوة كمديرة لشبكة مخدرات .. تحكم وتأمر وتنهى .. وأم لم تلد لكنها تعشق ابن زيدان (محمد عز) أخو حمزة وابن عمها .. الذى تحفظ غيبته بالحفاظ على زوجته المتمردة المدمنة من الهروب بابنه من العزبة مقر الإقامة .
استطاعت حنان كممثلة قديرة فى الحقيقة أن تجسد كل هذه المشاعر والأحاسيس المتناقضة والإنسانية فى عجين متماسك منضبط الأداء .. فهى لم تقع فى فخ المباشرة لمعلمة مخدرات .. تطجن فى الكلام وتستخدم المفردات الدارجة للمتعارف عليه من هذه النوعية من الأدوار .. بل استخدمت الطبقة العريضة من صوتها الرقيق فأكسبت الشخصية قوة التسلط والإدارة فى تحكم واضح فى قدر المشاعر المطلوبة بالقدر المناسب دون مبالغة أو استعراض .. وكانت تعبيرات وجهها ونظرات العين بميزان حساس .. فلم تقع فى فخاخ شر المليجى ونجمة إبراهيم .. بل كانت الأقرب لآل باتشينو فى محامى الشيطان .
عايدة الحناوى إنسانة .. تشربتها الممثلة (حنان مطاوع) فجسدت شخصية من لحم ودم .. احترمتها رغم انحرافها .. لإنسانيتها .. لم أتعاطف معها ولم أكرهها كشخصية درامية .. بل تابعت تطورها الدرامى خلال الأحداث بمصداقية ممثلة أدركت الفارق بين التشخيص وإلقاء الكلام للتخلص منه .
حنان مطاوع .. نجمة تستحق لقب ممثلة .. على نار هادئة .