EN 
باكية تأثرًا، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم نيتها الاستقالة من رئاسة حزب المحافظين، فاتحة الباب أمام التنافس على منصب رئيس الوزراء.
وقالت تيريزا ماي في خطاب مؤثر أمام مقر الحكومة في 10 دواننج ستريت في لندن: إنه اتضح لها الآن أن مصالح البلاد العليا تقتضي أن يكون هناك رئيس وزراء جديد يقود جهود الخروج.
الأرجح أن ما أبكى تيريزا ماي هو خروجها من منصبيها الحكومي والحزبي مكللة بهزيمة الفشل في إدارة ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، بيد أن المعتاد لدى قرار مسئول كبير وقديم ومخضرم مثل ماي اعتزال الحياة السياسية أن يتلو خطاب وداعه بينما تتابع في ذهنه مشاهد من أبرز محطات حياته المهنية والسياسية. ولابد أن ذهن تيريزا ماي توقف قليلًا عند محطتها الأخيرة قبل توليها رئاسة الوزراء.
ارتقت تيريزا ماي السلمة الوحيدة التي تفصل مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننج ستريت عن الشارع، قادمة من على رأس وزارة الداخلية، آخر المناصب التي شغلتها قبل الصعود إلى الموقع الأهم في السياسة البريطانية.
وتولت وزارة الداخلية لمدة 6 سنوات بين 12 مايو 2010 و13 يوليو 2016، لتكون واحدة من أطول وزراء الداخلية عهدًا في المملكة المتحدة، ثم فازت بمنصب رئيس الوزراء بالتزكية في 11 يوليو 2016، بعد انسحاب المرشحة الوحيدة المنافسة لها على رئاسة حزب المحافظين، في أعقاب تصويت البريطانيين بالأغلبية لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي واستقالة رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب المحافظين ديفيد كاميرون، لتصبح ماي ثالث رئيس وزراء بريطاني يتولى المنصب دون انتخابات.
على أن تيريزا ماي، لم تكن رئيس الوزراء الأول ولا الوحيد الذي يرتقي سلمة مقر 10 داوننج ستريت قادمًا من وزارة الداخلية، إذ سبقها في الترتيب نفسه أربعة من أشهر من تولوا رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة.
هنري جون تمبل
اشتهر أكثر بلقب اللورد بالمرستون أو الفيسكونت بالمرستون، وتولى منصب وزير الداخلية بين عامي 1852 و1855 قبل أن يتولى رئاسة الوزراء مباشرة بين عامي 1855 و1858، ثم فاز بفترة ثانية كرئيس للوزراء بين عامي 1859 و1865.
هربرت هنري أسكويث
تولى هربرت هنري أسكويث عددًا من أرفع مناصب الحكومة البريطانية، بينها منصب وزير الداخلية في حكومة ويليام جلادستون بين عامي 1892 و1895، قبل أن يفوز برئاسة الوزراء عام 1908 ويستمر في المنصب حتى عام 1916، وفي عهده خاضت بريطانيا الحرب العالمية الأولى ضمن معسكر الحلفاء.
ونستون تشرشل
لعله أشهر رؤساء وزراء بريطانيا على الإطلاق، فهو الذي قاد بريطانيا إلى الانتصار في الحرب العالمية الثانية ضد قوى المحور بزعامة ألمانيا النازية. تولى ونستون تشرشل وزارة الداخلية لفترة قصيرة بين عامي 1910 و1911، في عهد رئيس الوزراء هربرت هنري أسكويث.
جيمس كالاهان
هو آخر وزير داخلية يتولى رئاسة الوزراء قبل تيريزا ماي، شغل منصب وزير الداخلية بين عامي 1967 و1970 في حكومة رئيس الوزراء هارولد ويلسون، ثم انتُخب رئيسًا للوزراء بين عامي 1976 و1979.
