الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شبح الحرب يقترب.. ترامب يرسل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لردع إيران.. طهران تهدد برد قاس.. وذعر في الشارع الإيراني والمواطنون يتدافعون لتخزين السلع

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

  • ترامب وافق على طلب وزير الدفاع بنشر تعزيزات في الشرق الأوسط
  • الحرس الثوري الإيراني يعلن السيطرة على شمال مضيق هرمز
  • حديث الحرب يسيطر على الشارع الإيراني
  • الخارجية الإيرانية: لن نتحاور مع من أخلف وعوده



أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن مصدرا أمريكيا مسئولا كشف عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على طلب القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، بنشر موارد عسكرية إضافية في الشرق الأوسط لردع التهديدات الإيرانية.

وقال المصدر إن إن التعزيزات العسكرية المقرر إرسالها إلى منطقة الخليج تشمل بطاريات صواريخ باتريوت وطائرة استطلاع والقوات اللازمة لهذه الموارد.

وذكرت قناة "سكاي نيوز" أن البيت الأبيض أبلغ الكونجرس بخطط إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط على خلفية التوتر مع إيران.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذه القوات سيتم نشرها لأغراض وقائية.

وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، أمس، إن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة هي «صراع إرادات»، مشيرًا إلى أن «أي مغامرة من الأعداء ستواجه برد ساحق».

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" يأتي تعليق باقري بعد ساعات من إعلان نائب قائد «الحرس الثوري» على فدوي سيطرة الجيش الإيراني وقوات «الحرس» على شمال مضيق هرمز.

وهذا أول رد من باقري بعدما كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على «تويتر»: «إذا أرادت إيران القتال، فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدًا!».

ويريد ترمب أن تأتي إيران إلى طاولة التفاوض للتوصل إلى اتفاق جديد يتضمن قيودًا جديدة على برنامجيها النووي والصاروخي.

وتستمر الحرب الكلامية بين الجانبين في حين عمد القادة الإيرانيون والأمريكيون إلى طمأنة الشعبين بأنهم لا يسعون للحرب.

وأفادت وكالة «رويترز» بأن الإيرانيين العاديين يمرون بأوضاع «عصيبة متوترة» خشية أن يفلت الزمام بينما يواجهون صعوبات جراء تشديد العقوبات.

وقال إيرانيون لوكالة «رويترز» إن «مناقشات حامية تدور في الداخل في الشوارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي».

وقال مستشار قانوني في شركة إيرانية ناشئة، يدعى نعمت عبد الله زاده، إن احتمال نشوب الحرب أصبح الآن موضوع النقاش الرئيسي في أماكن العمل وفي سيارات الأجرة والحافلات. وأضاف: «بخلاف تدهور الاقتصاد الإيراني، أعتقد أن أشد الآثار حدة» للمواجهة مع الولايات المتحدة «هو الحالة النفسية للإيرانيين العاديين؛ فهم يعانون من قدر كبير من التوتر».

ووسط عودة شبح الحرب بقوة، يجاري الإيرانيون تداعيات العقوبات والتوتر يومًا بيوم. وقال سكان وأصحاب متاجر إن المخاوف من صعوبة الحصول على المنتجات دفعت ببعض الإيرانيين لتخزين الأرز والأطعمة المعلبة ومواد النظافة.

ويسعى إعلان يذاع على تلفزيون الدولة لإقناع الناس بعدم تخزين السلع. فيظهر رجل في منتصف العمر وهو عائد إلى بيته بعد العمل ثم ينجذب إلى السوبر ماركت عندما يرى الناس يشترون بدافع الذعر، ويعمد إلى شراء كل ما يستطيع أن يضع يده عليه فتبدو الرفوف فارغة.

في المقابل، يعتقد شاهين ميلاني (38 عامًا) الذي ينشر تغريدات عن السياسة الإيرانية لأكثر من 7 آلاف متابع على «تويتر»، أن التدخل العسكري لن يؤدي إلى الديمقراطية على الإطلاق.

ويقول ميلاني: «على الناس أن يفعلوا ذلك بأنفسهم... إذا كان شخص ما يشعر حقًا بالقلق من خطر الحرب، فعليه أن يعمل على إقامة حكومة ديمقراطية علمانية في إيران... وما دامت (الجمهورية الإسلامية) تتولى السلطة، فسيظل شبح الحرب مخيمًا على إيران».

وقال ناشط عمالي أمضى شهورًا في سجن إيراني بسبب أنشطته وطلب عدم نشر اسمه: «الحرب والعقوبات وجهان لعملة واحدة من تصميم النظام الرأسمالي (الأمريكي). وستتحمل الطبقة العاملة عبء الضغوط».

ويتوقع بعض الإيرانيين أن تسفر ضغوط البيت الأبيض عن مفاوضات جديدة مثلما حدث عندما شدد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما العقوبات التي كبلت الاقتصاد الإيراني وأدى ذلك إلى الاتفاق النووي عام 2015.

غير أن آخرين يعتقدون بأن قياداتهم لن تعاود السير في هذه الطريق في أعقاب العقوبات التي أعاد ترمب فرضها.

وقالت طالبة إن «أي سياسي يبدأ التفاوض مع أمريكا فسيجعل من نفسه مغفلًا. حتى (محمد جواد) ظريف يئس من ذلك».

وقال ظريف لتلفزيون «سي إن إن» هذا الأسبوع إن إيران «تصرفت بحسن نية» في التفاوض على الاتفاق النووي، وأضاف: «لسنا مستعدين للتحاور مع أناس أخلفوا وعودهم».

ورغم القول إن المحادثات لم تعد مطروحة الآن، فإن القادة الإيرانيين لا يزالون يقولون إن الحرب مستبعدة. وقال المرشد علي خامنئي قبل أيام إن الولايات المتحدة لن تهاجم، لأن ذلك «ليس في مصلحتها».

وقال ترمب إن واشنطن لا تحاول إجراء محادثات؛ بل تتوقع أن تتصل بها طهران عندما تكون مستعدة.

وقال فؤاد آزادي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، إن تلك المكالمة الهاتفية لن تحدث. وأضاف: «المسؤولون الإيرانيون توصلوا إلى هذه النتيجة؛ بأن ترمب لا يسعى للتفاوض. فهو يود أن يتلقى اتصالًا هاتفيًا من (الرئيس الإيراني حسن) روحاني؛ بل وعقْد اجتماع والتقاط الصور، لكن هذا ليس تفاوضًا حقيقيًا».

من جانب آخر، قال طالب إيراني في طهران يدعى عليّ إنه على النقيض من كثيرين لا يعارض غزوًا عسكريًا أميركيًا؛ إذ يعتقد أن «سقوط النظام هو الحل الوحيد للمشكلات الاقتصادية والسياسية المتزايدة». وأضاف: «أملي الوحيد هو الحرب حتى أستطيع أن أشفي غليلي. وأنا أقول لأصدقائي في الجامعة إن سبيلنا الوحيد هو النضال المسلح... فليس لدينا ما نخسره».