الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعتداءات أمام أعين الشرطة.. أسباب دفعت السعوديين لمقاطعة السياحة في تركيا

بعد الاعتداءات ..
بعد الاعتداءات .. مقاطعة سعودية للسياحة في تركيا

قرر أغلبية السعوديين مقاطعة السياحة في تركيا بعد توحل الأمر هناك من "ترفيه وقضاء أوقات سعيدة وهادئة"، إلى "سرقة ونهب وخوف وقلق"، وذلك بعد تعرضهم لحوادث نهب وسرقة واعتداءات دون تحرك من السلطات في أنقرة.

قاطع السعوديون وكثير من الخليجيين السياحة في تركيا مؤكدين أن جمال المناطق التركية لا يساوي شيئًا بعدما عكرته العنصرية وأعمال البلطجة وانعدام الأمن، معربين عن استعدادهم للذهاب إلى أي مكان في العالم لمجرد توافر به "الأمن والأمان"، وفقا لصحيفة "سبق" السعودية".

ورصدت الصحيفة السعودية عددا من حوادث الاعتداء على السعوديين في تركيا، مشيرة إلى أن أخطر ما تعرَّض له السياح السعوديون في تركيا مقتل 5 منهم، وإصابة 9 في حادث إرهابي، ضرب أحد الملاهي الليلية في إسطنبول في بداية عام 2017.

وقتل مسلح ما لا يقل عن 39 شخصا، في هذا الحادث بينهم أجانب، أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة، وذلك في هجوم وصفه مسؤولون بأنه عمل إرهابي، في إشارة إلى انعدام الأمن في ربوع المناطق التركية.

ويقول السياح السعوديون الذين قاطعوا تركيا إنهم لم يشعروا بالسعادة أثناء وجودهم هناك، وإنما بـ"الخوف والقلق والاضطراب من التعرض لأي مكروه"، مؤكدين أن أهاليهم وأصدقاءهم في السعودية كانوا على اتصال دائم معهم أثناء وجودهم في تركيا للاطمئنان عليهم بأنهم بخير، ولم يتعرضوا لأي مكروه.

وأشار السعوديون إلى أن هذه الاتصالات الدائمة بهم أشعرتهم بأنهم في ميدان معركة، وليس في بلد سياحي، يُفترض أنه آمن وخالٍ من أعمال البلطجة والاحتيال والنصب كما هو الحال في تركيا اليوم، على حد قول الصحيفة.

وأشارت إلى تركز حالة الاعتداء على السياح السعوديين في منطقة "تقسيم"، وخاصة شارع "الاستقلال"، وهو أحد الشوارع الرئيسية المليئة بالمحال التجارية والمطاعم والكافيهات المعروفة، موضحة أن الشارع يظل ساهرا حتى ساعات متأخرة من الليل، واعتاد السياح السعوديون الذهاب إليه، والتجول بين محاله ومعارضه التجارية. وينتشر في الشارع عدد من الأتراك الذين يستدرجون السياح السعوديين إلى المحال الموجودة في الأزقة والحارات الضيقة بعيدًا عن الأضواء والازدحام بحجة أن فيها سلعًا جديدة، وعندما يتوجه السائح إلى هذه المحال "يتم الاعتداء عليه، وسلب جميع أمواله وبطاقات الفيزا كارد وجوالاته وجوازات السفر، والإبقاء عليه في محبسه ساعات عدة، وتهديده بأنه لن يحصل على جواز سفره إذا أبلغ الشرطة".

واكدت "سبق" التزام الشرطة التركية الصمت تجاه مثل هذه الحوادث، حيث يتظاهر رجالها بأنهم متعاطفون مع المجني عليهم، لكن لا يفعلون شيئًا بحجة أنهم لا يتحدثون اللغة العربية، أو حتى الإنجليزية، ويلتزمون بالتحدث بلغتهم الأم؛ وبالتالي لا يفهمون طبيعة شكاوى المجني عليهم؛ فتضيع الحقوق، ويذهب الجناة بسرقاتهم آمنين من العقاب.

وأشارت إلى أن أعمال البلطجة التركية تستهدف السياح السعوديين بصفة خاصة، والخليجيين بصفة عامة، فيما لا توجد حوادث مماثلة للسياح الأوروبيين، في إشارة واضحة إلى التعامل السيئ والعنصري لكل ما هو عربي.

وتضيف الصحيفة نقلا عن مصادرها أن هذا التعامل يأتي من منطلق ظاهرة الاستعلاء التركي، التي رسخها الرئيس رجب طيب أردوغان في أفراد شعبه، وجعلهم يشعرون بأنهم أحفاد سلاطين الإمبراطورية العثمانية، التي احتلت دولا عربية وخاصة في شبه الجزيرة العربية.