الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة مصطفى تكتب: هيروشيما الأخلاق

صدى البلد

يا أهل النفاق !! تلك هى أرضكم .. وذلك هو غرسكم .. ما فعلت سوى أن طفت بها وعرضت على سبيل العينة بعض ما بها .. فإن رأيتموه قبيحًا مشوها ، فلا تلومونى بل لوموا أنفسكم .. لوموا الأصل و لا تلوموا المرآة . أيها المنافقون !! هذه قصتكم ، و من كان منكم بلا نفاق فليرجمنى بحجر. 

كلمات من نور ونار ترحمت علي كاتبها عندما أشاهد هذا المشهد المتكرر عبر الازمنة واختلاف الأبطال .نعم ....مشهد محزن متكرر فقرارات سيادية جريئة ومحددة تبني أكثر من عالم يعقبه آلية تنفيذ من البعض هشة من عقول ساقطة متحجرة مرتعشة الأيدي تخشي علي معبدها الوظيفي أكثر من حرصها علي أولادها بل وطنها للأسف تحت مظلة ' أهي ماشية ' وتهدم وتشوه ما يتم بناؤه تقتل بغبائها الإداري وضميرها المشوه مجهودا غالي الثمن يبني العالم بأسره و تغتال الانتماء الي المؤسسة لتفتح الأبواب علي مصاريعها لترحب بالفساد و المفسدين وفتح النوافذ للمجاملات وأهل الهوي . 

نعم ... مريدو سياسة الباب المفتوح المقصور علي أهل الثقة والمنافقين لرصد ما حولها ودون التفرقة بين تدرج الأهداف وكذا ترقب نجاح من يشكل خطرا علي معبدهم الوظيفي وقد يمتد الأمر إلي هدم نجاحهم . للأسف سياسة لها آثارها السلبية المتعددة علي منظومة العطاء الوظيفي وزيادة الاعمال العدائية للأفراد ونقطة انطلاق لتحليل سرقة المال العام والرشوة والمنفعة والمنتفعين ومصالح بتتصالح .....لن يبني الوطن بهؤلاء.

ومن الجدير بالذكر أن التشريع الخفي المتفق عليه بين هؤلاء ودون توقيع رسمي بين الأطراف ما هو إلا انه تعهد بالقواعد الالزامية المنطقية في إراحة الضمير الميت واتخاذ كافة التدابير لإعطاء الأولية في الإزاحة لمن لا يخضع لقانون المصطفين او من يفوقهم علما وخلقا مستغلا الدرجة الوظيفة الممنوحة لهم والتي من المفترض أن يخدم الوطن فقط من خلال إصلاح المنظومة ليعلو بالجميع وان يكون مبدأ تكافؤ الفرص حقا مكفولا للجميع وغير قاصر علي فئة بعينها وتحريم الحلم الطبيعي علي الباقين وضرب عرض الحائط بمستقبل البعض إلا من رحم ربي . نحن في أمس الحاجة إلي تشريع قانون يجرم الفساد الاداري والتعديات المتدنية من اهل الصفوة الهشة التي تحيط بصاحب هذا المعبد الوظيفي لنحد من آثار (هيروشيما الضمير الميت) التي دمرت أجيالا ودفنت كفاءات و صعدت عناصر ورقية لا تعلم في عمرها الوظيفي غير أرقام تليفونات لأرباب القصد والنية ....لن يتحرر الجهاز الإداري للدولة بهؤلاء.

نحن لا نحلم بجنة الله في الأرض بل نأمل بضمير حي يمهد الطريق إليها بتطهير وطن من السلوكيات المنحرفة بخلع بذور الفساد من جذورها بفتح النيران علي هذا النوع من الفساد الإداري كنبتة أولية لجث جذور الفساد المالي والتوقف عن صناعة أبطال من ورق تطفو علي أنقاض الحق والعدل والوطن.
 
وفي الختام لن تبني الاوطان بالخواطر إنما بإنتاج جيل متحرر الفكر والاداء خال من العقد النفسية والاحباط.. من اجل تحقيق هدف واحد هو الحفاظ علي الوطن الذي لا نرضى غيره بديلا.