الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب: مأساة تيريزا ماي

صدى البلد

أُعلنت نتيجة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) يوم ٢٣ يونيو ٢٠١٦ ، وقد أسفرت عن موافقة أغلبية الشعب البريطاني علي الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة بلغت ٥٢٪؜ ، وقد كان الخطاب المحرض علي المهاجرين هو الدافع الأقوى في هذا المضمار والمحرك الرئيسي للجموع التي خرجت لدعم الخروج من الاتحاد الذي أظهرته التيارات الشعبوية أمام المواطن البريطاني مظهر من يقتص من أمواله لصالح المهاجرين.
  وقد اعتمد الداعين للخروج (leave compain) هذه الفزاعة كرأس حربتهم ضد الداعيين للبقاء (remainers).

في اليوم التالي من اعلان نتيجه الاستفتاء استقال رئيس الحكومه ديفيد كاميرون وحلت محله تيريزا ماي التي تعد ثاني امرأة تحتل هذا المنصب بعد المرأة الحديدية " مارجريت تاتشر " ، والغريب في الأمر ان تريزا ماي كانت هي الداعية للبقاء في الاتحاد رغم انها تولت رئاسة حكومه مهمتها التفاوض علي الخروج من الاتحاد الأوروبي تنفيذًا لرغبة الشعب.

أول إجراء اتخذته ماي كان تعيين الأصوات التي كانت تنادي بالانفصال قبل الاستفتاء في مواقع قيادية حتي تتمكن من إنفاذ أجندة الخروج.

وفِي أول تصريحاتها العنترية ومحاولة منها لمغازلة المطالبين بالخروج قالت ماي: "الخروج يعني الخروج، الخروج بلاصفقة أفضل من الخروج بصفقة سيئة" وكان ذاك الموقف الأول الذي أوقعت فيه ماي نفسها في فخ التيار الشعبوي الذي لا تنتمي اليه هي بالأساس.

أول إنذار بلغ مكتب تيريزا ماي كان بعد توليها منصبها بأيام من قبل الاتحاد الأوروبي يبلغها انه بحلول مارس ٢٠١٩ اذا لم يتم عرض أجندة مقبوله للاتحاد للخروج سيُفعِّل الاتحاد بند الخروج العنيف (hard brexit) ، والذي يعني عدد من الإجراءات الاقتصادية التي قد تتسبب في احداث تدهور عظيم للاقتصاد الإنجليزي. 

كانت هذه الرسالة ليست فقط مقتصرة علي مضمونها وإنما هي أيضا اعلان تحدٍ من جانب الاتحاد لحكومة تيريزا ماي الراغبة في التمرد على العباءة الأوروبية، وإنذار للسيدة بان عددًا من العراقيل ستوضع أمامها وأن الخروج ليس سهلا كما كانت تظن. 

ماي لم تكن قد وصلت لرئاسة الحكومه بانتخابات إنما حلت محل ديفيد كاميرون لإكمال المدة الانتخابيه للحكومه ولكي تظهر قوتها امام الاتحاد الأوروبي أعلنت عن انتخابات مبكرة وكانت النتيجة أقوى دليل على عدم صوابية خيار ماي فقد خسرت الأغلبية البرلمانية التي كانت تملكها قبل الانتخابات المبكرة ،إن ما فعلته ماي كان بمثابة هدف يسجله لاعب في مرماه.

اضطرت ماي لكي تتمكن من تشكيل الحكومة التحالف مع الحزب الأيرلندي. 
  
بعد تشكيل الحكومة خرجت الجماهير الداعيه للبقاء في تظاهرات كبيره تطالب باستفتاء جديد علي الخروج من الاتحاد الأوروبي ، مما اضطر ماي الي تشكيل وزارة جديدة داخل الحكومه تسمي وزارة الخروج من الاتحاد الأوروبي (brexit ministry) والتي لم يمكث فيها وزيرًا أكثر من أشهر معدودة حتى يقوم بتقديم استقالته تحت وطأة المشهد الغائم.

في المقال القادم نستكمل سرد المشهد حتى نصل من هذا العام لشهر مايو الذي كان تعيسًا دائما على السيدة ماي ربما لتشابه الأسماء.