الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعريضة إلكترونية وهاشتاج #يسقط_مؤتمر_البحرين.. كيف يحارب شباب فلسطين صفقة القرن؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

«إن دولة فلسطين التي أعلنت رفضها المطلق لاستبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بالازدهار مقابل السلام تؤكد بأننا لن نشارك في ورشة العمل التي دعت لها الإدارة الأميركية في المنامة».

تلك كلمات ألقاها الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، ردا على المساعي الأمريكية لتمرير صفقة القرن بقياد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه، وذلك خلال القمة العربية الطارئة التي انعقدت قبل يومين في مكة، بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، بحضور قادة الدول العربية، وفي مقدمتهم، الرئيس عبدالفتاح السيسي.

الفلسطينيون أعلنوا أنهم سيتصدون لمنع تمرير صفقة القرن اليهودية الأمريكية، التي تسعى إلى تكريس التواجد الإسرائيلي في المنطقة على الأراضي الفلسطينية ومحو الدولة الفلسطينية ومنحها الحكم الذاتي فقط دون سيادة، وفق أحدث التسريبات المنشورة عن صفقة القرن المشبوهة، فمن رئيس الدولة إلى الشباب الفلسطيني الذي أطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #يسقط_مؤتمر_البحرين، الذي يأتي في مقدمة الوسوم الأكثر انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.

كما نظَّم الشباب الفلسطيني دعوة عامة لكل العالم من العرب وغيرهم لإعلان رفض انعقاد ورشة المنامة برعاية أمريكية، والتي اعتبروها أول محطة لتمرير صفقة القرن الأمريكية، التي يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان تفاصيلها خلال الشهر يونيو الجاري، وعقب انتهاء شهر رمضان، فقاموا بنشر عريضة إلكترونية لقمع توقيعات الرفض، التي وصلت حتى الآن إلى 83604 توقيعا، من مختلف دول العالم معلنين رفضهم لمؤتمر البحرين.

مؤتمر البحرين
وقد دعت الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم «مؤتمر البحرين» في العاصمة «المنامة» تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار» في 25 و26 يونيو الجاري؛ للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية، ما اعتبره الفلسطينيون أولى خطوات تمرير صفقة القرن، التي -وفق التسريبات حولها- تنقسم إلى شقين سياسي واقتصادي، أما السياسي قيلخص إلى منح فلسطين حكما ذاتيا دون سيادة على الأرض، والشق الاقتصادي فيعد الفلسيطنيين برخاء اقتصادي بالموافقة على بنود الصفقة.

وأبدت السلطة الوطنية الفلسطينية معارضة شديدة لهذه المبادرة، وقالت إنها لن تشارك في ورشة العمل، متهمة الولايات المتحدة بنقل الصراع من الإطار السياسي إلى الديني بغطاء اقتصادي، وفق تصريحات لصائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، الذي أكد أن المخطط الأمريكي يهدف إلى «استبدال مبدأ الأرض مقابل السلام» بمبدأ «المال أو الازدهار مقابل السلام».

أما على المستوى الدولي فقد لاقت دعوات انعقاد مؤتمر البحرين رفضا واسعا من العديد من الدول، ولم يتأكد حتى اليوم سوى حضور دولتين عربيتين فقط هما المملكة العربية السعودية ودول الإمارات العربية المتحدة، مع تلميح قطري بالحضور، فيما أعلنت روسيا والصين مقاطعة المؤتمر، فضلا عن عدم تمثيل الأمم المتحدة في هذه الورشة.

مؤتمر البحرين ينتظر أن يشارك فيه ما بين 300 و400 ممثل ومسؤول تنفيذي من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، حيث قاد كبير مستشاري البيت الأبيض وموفد الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جاريد كوشنير، وفدا أمريكيا رفيعا إلى عمان والرباط والقدس لحشد الدعم لهذه الورشة.

وفي البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة الأمريكية والبحرين في 19 مايو الماضي عن مؤتمر البحرين، جاء: «ستوفر ورشة (السلام من أجل الازدهار)، فرصة لنقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلًا مزدهرًا للفلسطينيين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نمو سريع للقطاع الخاص».

مؤتمر البحرين في الصحافة الإسرائيلية
وبحسب صحيفة «هايوم» الإسرائيلية، فإن مؤتمر البحرين سيحضره وزراء المالية والخبراء الاقتصاديون ورواد ورجال الأعمال من الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، والتي ستأخذ دورًا في تطبيق «صفقة القرن» لتشجيع الاسثتمار في الصفة الغربية وقطاع غزة في مجالات البنية التحتية والصناعة والاستثمار في الطاقة البشرية وترشيد الحكم مما يساعد في خلق الظروف المناسبة للاستثمار، وفق ما أورد موقع «روسيا اليوم».

كما ستتلقى «السلطة الفلسطينية» التي ستبصر النور حسب الصفقة 25 مليار دولار على مدى 5 سنوات على شكل هبات وقروض طويلة الأمد بلا فائدة واستثمارات.

وفي حال رفض الجانب الفلسطيني للخطة فإن الإدارة الأمريكية ستوقف كل أشكال الدعم المالي للفلسطينيين وستضغط على الجهات والأطراف والدول الأخرى لتتخذ نفس الإجراء.