الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائله الغرامية وحكاياته عالقة في الأذهان.. bbm يتوقف بعد 14 عاما من الذكريات

صدى البلد

العاشرة صباحا، استيقظت يمنى من نومها تتحس بأناملها المنضدة جوارها، لتلتقط هاتفها المحمول، لم تستيقظ هذا الصباح على رنات برنامج المحادثات خاصتها كالمعتاد، كيف تجاهلها أصدقاؤها الذين اعتادت على الاستيقاظ على رسائلهم، تمسك هاتفها لتكتشف أن البرنامج لا يعمل، تستجمع تركيزها، فيعود لذاكرتها ما سمعته عن إغلاق خدمة الرسائل المجانية "بي بي إم bbm"، الخاصة بهواتف "بلاك بيري"، على جميع أنظمة التشغيل.


صدمة قابلها مستخدمو هواتف بلاك بيري بعد قرار الشركة بوقف برنامج المحادثات خاصتها، وبررت الشركة قرارها إنهاء التطبيق بضعف الإقبال عليه وتوجه المستخدمين إلى برامج أخرى للمحادثات، خاصة مع التطور الكبير في تطبيقات "واتساب" و"فسيبوك ماسنجر" وغيرهما من البرامج. 

"نشعر بالحزن لقولنا وداعا، فقد حان وقت غروب الشمس على تطبيق (BBM)، والمضي قدمًا"، كان ذلك وداع الشركة للمستخدمين، الذين وثقوا بها على مدار سنوات وعقود مضت.


عاش الـ BBM سنوات طويلة مع الشباب منذ 2005، شهد أحزانهم وأفراحهم، كان بداية تفتحهم على برامج المحادثات والدردشة، وطفرة في عالم الهاتف المحمول، حتى ظل مستخدموه يظنون أنهم متميزون عن غيرهم بسبب هذا التطبيق، عاصر بدايات التقدم التكنولوجي قبل ظهور نظام الأندرويد ببرامجه المختلفة.

رمز الـ pin كان الرقم المفضل للبعض الذين حفظوه عن ظهر قلب، تعددت الأزرار في الهاتف إلا أن المستخدمين أحبوها وحفظوا أماكن الحروف فكتبوا رسائلهم دون النظر إليها، ظهرت الهواتف باللمس وصغر حجمها إلا أن مستخدمي البلاك بيري أخلصوا لهاتفهم فظل المحبب إليهم، فكان الاختيار الأول بجانب آخر حديث. 

تتذكر سارة كيف استقبلت نتيجة الثانوية العامة عبر رسالة صديقتها، وكيف ارتبطت به بعد أول رسالة حب جاءتها عبره، حزن أحمد على إغلاق البرنامج الذي اعتاد إرسال رسائل غرامية كل يوم في الصباح لحبيبته منذ بداية تعارفهما، وآخر يتذكر رسائل صديقه المتوفي فيعود إلى قراءة المحادثة بينهما، ذكريات عاشها جيل كامل، اندثرت اليوم أمام قرار الشركة، وسط إحباط مستخدميه.