الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أماني سمير تكتب: دنيا سمير غانم .. اكتشاف جديد فى رمضان

صدى البلد

بغض النظر عن نظرية الاحتكار الإنتاجى والتى حصرت الأعمال الدرامية فى بوتقة واحدة تحمل تصور أحادى عن القيم التى يرغب صاحب رأس المال فى ضخها إلى شرايين المجتمع المصرى تبعًا لذوقه الشخصى ومرجعيته الثقافية التى بالقطع لا أعرف عنها شيئًا .. ولا أظن أن القائمين على اتخاذ القرارات المصيرية فى البلاد على دراية بها .. وربما لا يهتمون بها من أساسه . 

ما علينا .. أرى أن من أهم فوائد انحسار ظاهرة النجوم ذوى الأجور المليونية .. هو ظهور بعض المواهب اللافتة للنظر رغم تواجدها على الساحة منذ سنوات . 

من أهم هذه المواهب .. التى أعيد اكتشافها هذا العام هى دنيا سمير غانم .
تلك البنوتة المنتمية لعائلة فنية جدًا .. أثبتت على مدى سنوات عمرها الفنى القليلة نسبيًا أنها تمتلك موهبة خاصة جدًا .. وأرها نادرة فى زماننا الحالى .. وهى موهبة التشخيص . 

هذا العام .. اختارت دنيا بذكاء مسلسل كوميدى خفيف .. تسمح قماشته الفنية بالتنوع الواضح بين ثلاث شخصيات متباينة جدًا فى كافة التفاصيل .. ولأنها موهوبة فعلًا وممثلة ذات خيال خصب .. فقد استطاعت من خلال رسمها الخاص للشخصيات الدرامية المكتوبة كتابة خفيفة .. أن تضع هى ملامح كل شخصية على قدر خصوصيتها الدرامية على الورق . 

القارئ لمسلس ( بدل الحدوتة ثلاثة ) يكتشف من أول حدوتة أنه أمام موهبة تشخيصية نادرة .. ارتدت دنيا فى كل حدوتة ثوبًا جديدًا يجعل المشاهد لا يرى سوى الشخصية الرئيسية فى كل حدوتة ، بطلة الحدوتة بكل تفاصيلها من الأزياء لتسريحة الشعر لأسلوب الحوار للمشاعر الخاصة جدًا من حب وغيرة وكبرياء .. كل هذه التفاصيل وضعتها دنيا سمير غانم بالقدر المناسب وبهدوء الواثق دون استعراض أو مبالغة . 

أهم ما لفتنى فى أسلوب دنيا سمير غانم فى الأداء ، أنها دائمًا تمتلك تصور كامل عن الشخصية التى تختارها .. واختياراتها تقوم على اقتناعها الشخصى بأنها تستطيع أن تمتلك أدوات الشخصية الى تؤديها .. فلا تغامر باختيارات لا تناسب صورتها أو تكوينها الجسمانى .. فتقع فى فخ التكرار أو التهور الفنى الذى أنهى الحياة الفنية لكثيرين من الجنسين فى تلك المهنة الشائكة ( التمثيل) .

ثانى ما لفتنى فى هذه الموهبة .. هو جمعها لأجمل ما فى جيناتها الوراثية .. فمن سمير غانم التقطت خفة الظل وسرعة النكته والقدرة على إلقاء الإفيه بذكاء فطرى غير مصنوع .. فهى ممثلة تعرف جيدًا كيف تقف على الخط الفاصل بين الكوميديا والاستخفاف بعقل المشاهد ... ومن دلال عبد العزيز اكتسبت موهبة التشخيص وتفوقت على والدتها ، ذلك لأن دنيا تميزت عنها بالعين الفوتوغرافية .. فدنيا تمتلك قدرة غير مسبوقة على تقليد الشخصيات بأسلوب فنى راقى يرتفع بهذه الموهبة الفريدة عن فكرة المونولوجست .. ويرتقى بها إلى مستوى التشخيص الإبداعى .. فمن تقليد الشخصيات ، تخترع دنيا شخصيات درامية من لحم ودم .. تقتنع بها كمشاهد وأحيانًا تصبح أيقونات فنية .. مثلما فعلت فى ( لهفة) و(نيللى) .. على سبيل المثال . 

المتابع لسنوات دنيا سمير غانم الفنية .. يجد ممثلة شاطرة جدًا .. أعطاها الله موهبة ربانية .. وحرصت بذكائها على تطوير أدواتها .. والتدقيق فى اختياراتها .. لتتقدم فى هذه المهنة الشاقة والشائكة .. والتى للأسف أصبحت فى مراحل زمنية كثيرة .. مهنة من لا مهنة له .

أعتقد أن الأيام القادمة سنرى إعادة اكتشاف لنجوم .. ظهروا فى فترات سابقة .. وهيستيريا الشهرة حجبتهم قليلًا إلا أن الاحتكار الفنى هذا العام .. أعاد اكتشافهم .. وربما يكون قد وضعهم فى مواقف اختيار .. تجبرهم على إعادة صياغة علاقتهم بمهنتهم .. ليبتعدوا قليلًا عن فكرة الانتشار الفنى .. ويصبح التشخيص هو الأساس فى اختياراتهم الفنية .

رمضان 2019 .. شهد إعادة اكتشاف دنيا سمير غانم بعد أن كانت رمضان الماضى ( فى اللالا لاند) .