الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجدى صادق يكتب: فتش عن توليفة الخراب.. قطر والإخوان فى السترات الصفراء! (1-3)

صدى البلد

لم يكن انفجار طرد مفخخ فى أحد شوارع مدينة ليون التى تعد الأكبر فى فرنسا هو الأول أو الأخير والذى تسبب فى جرح 13 شخصا بينهم طفلة عمرها 8 سنوات يوم الجمعة قبيل تظاهرات الأسبوع 28 للسترات الصفراء وصبيحة استعداد فرنسا لانتخاب نوابها فى البرلمان الأوروبي حيث حقق حزب مارين لوبان فوزا على حزب ماكرون وكالعادة قالت وزيرة العدل الفرنسية تعقيبا عن حادث ليون : من " المبكر جدا " الحديث عن فرضية " العمل الارهابي " الغريب أن الطرد المفخخ يحتوى على قنبلة مسامير وهى معروفة عبواتها وصناعتها البدائية والطريقة رجل فى الثلاثينات من العمر على دراجة نارية يقوم بإلقائها على مخبز فى شارع فيكتور هوجو نفس سيناريوهات ما حدث فى مصر ! 

وكان قد ظهر ماكسيميليان روبسبير فى جادة الشانزليزيه فى حركة السترات الصفراء .يوم السبت 17 نوفمبر 2018. بعد ان اصبح يتغطى بغطاءا راديكاليا متطرفا وقد اخفى لحيته حين راح الى ستراسبورج ليقتل ويفجر ويروع 4 قتلى ثم يتم تصفيته ليظهر ان اسمه شريف شيكات ليعلن داعش مسؤوليته عن القتل !

روبسبير هذا المحامى الشاب الذى كان يرغب فى تغيير وجه فرنسا وكان يؤمن بحرية جميع البشر وأن الفقراء يجب أن يعيشوا مثل الأغنياء حقوقا واحدة ..

وسرعان ما أصبح روبسبير هو اقوى رجل فى فرنسا إبان الثورة الفرنسية والتى أطاحت بالملك عن عرشه ولكنه مع تلك الصورة الحالمة والرومانسية السياسية لروبسبير حتى تحول بين ليلة وضحاها الى ديكتاتور تخيل الأعداء من حوله فى كل مكان وتحت ادعاء حماية الثورة الفرنسية وإعدام الآلاف حتى اقرب اصدقائه ليطالب الشعب صباح صيف 1794 برأس روبسبير ليقطع بالشفرة الثقيلة التى اعدم من خلالها الآلاف ! 

فإذا كانت الثور الفرنسية التى اندلعت لم تكن بسبب ازمة خبز او ثورة جياع ( شعار اى ثورة ! ) مثلما طرح لكن ازمة يأس من العدالة , تفجرت فى شكل جموع وفياضانات هادرة من البشر تدمر وتبتلع اى شئ فى طريقها
واذا كانت ثورة جماعة السترات الصفراء قد بدأت فى شكل حركة احتجاجية حيث اندلعت بسبب زيادة الضرائب على المحروقات ( أزمة خبز وثورة جياع ! ) فإنها ربما قد بدأت هكذا , لكن ظهر روبسبير آخر لينقض عليها ويقودها إلى منحى آخر من داخل حركة السترات الصفراء وهم الذين يمثلون الطرف الثالث وقد أصبحت الحركة بمثابة حصان طروادة يسكنه الثوار الجدد الذين فشلوا فى النجاح فى الكثير من البلدان العربية لكنهم اعتبروها " بروفة " فى دول أخرى وجدوا ضالتهم فيها خاصة وهى دول ترفع شعارات حرية التظاهر والديمقراطية وحقوق الانسان وهى وسائلهم فى تحقيق " ضربتهم " !

علينا أن نعيد قراءة المشهد عن قرب وتفاصيل الصورة ولا مانع من ان تقودنا نظرية المؤامرة التى تدير العالم إلى تحليل للمشهد الفرنسى الذى يثير الكثير من علامات الاستفهام فى ظل تصاعد عمليات العنف والتخريب والحرق والسرقة سيناريوهات نفذت بالحرف من قبل حيث تم قطع رأس دمية تمثل الرئيس ماكرون يوم 21 ديسمبر فى مدينة انجولام من طرف شخص يرتدى الاسود بنفس الأسلوب الداعشى بقطع رؤوس ضحاياهم فى ليبيا وسوريا والعراق !

لا تنسوا أن روبسبير عندما كان ينام يضع تحت وسادته كتاب جان جاك روسو ( العقد الاجتماعى ) لكن روبسبير ذى السترة الصفراء يضع تحت وسادته كتاب " الفريضة الغائبة " لحسن البنا لكنهما يتفقا معا فيما قاله مكسيمليان روبسبير من قبل ( تحيا الثورة انها مفعمة بالعصير ) !

وهاهى الشعارات التى رفعت تؤكد وتشير إلى هذا وهى من نوعية ( وحشية العسكر الفرنسى لا مثيل لها ,نحن الشعب فرنسا لنا ! )

فقد كانت غاية الحكومة الفرنسية برئاسة إدوار فيليب هى رفع ضرائب الديزل والبنزين لتشجيع الناس على التحول لاستخدام وسائل نقل أقل ضررا للبيئة ولم تنس الحكومة أن تطرح حلولا حيث قدمت الحكومة حوافز وتسهيلات لشراء سيارات كهربائية أو سيارات صديقة للبيئة وإذا كانت السترات الصفراء فى بدء انطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي حركة كانت تحمل مطالب مشروعة ولكن كعادة الإخوان المسلمين الذين انتشروا فى الضواحى الفرنسية باعنبارهم رعاة لكل الاستثمارات القطرية بفرنسا نجحوا فى خطف التظاهرات وقيادتها فى ظل " خيبة " الأحزاب اليسارية التى نجحت فى ضم دانيال اوبوفو اليمينى الذى أصبح بين ليلة وضحاها رمز "الإسلاميين واليساريين " داخل السترات الصفراء واحد قيادتها مستغلا عفوية أصحاب الحركة وقلة تجربتهم التنظيمية مثلما قال الصحافي الجزائرى المقيم بباريس حميد زنار وسذاجة اليسار المتطرف الذى يمثله جان لوك ميلونشون زعيم حزب فرنسا العاصية بدعم من الحزب الشيوعي وهو صحافى وسياسى ورسام كاريكاتير وفشل مرتين فى انتخابات الرئاسة حيث كان يتبني برنامجه الانتخابي إنشاء " جمهورية سادسة "وبالطبع حليفه ضد الرأسمالية تلك التيارات الاسلاموية المتمثلة فى جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وجاءت فلول داعش ودخلوا على الخط وحسب (جيل كيبل) فى محاولة لايجاد ثغرة يتسلل منها الى فرنسا لإذكاء الحرب الاهلية التى يحلم بها الإسلاميون والجهاديون ولتغطية فشلهم فى سوريا والعراق ومصر وليبيا !