EN 
يبدو أن النية الإنتاجية كانت "مبيته" للخلاص من جيل يتواجد في البطولة الدرامية منذ سنوات والدفع بجيل جديد من الأبطال والبطلات، وبالفعل تعرقلت معظم مشروعات أعمال نجوم ونجمات الدراما الكبار وفشلت جميع محاولاتهم للظهور هذا الموسم.
ولكن فوجئ الجميع بواحدة من نجمات الدراما المصرية في السنوات العشر الأخيرة تصور فجأة مسلسلا لتخوض به السباق الدرامي في رمضان، وهي غادة عبدالرازق، الأمر بدا صعبا للمتابعين وتوقع الجميع ان يتوقف المشروع لأسباب إنتاجية وتسويقية ولكن المفاجأة أن العمل اكتمل والنتيجة "الفنية" كانت أفضل من التوقعات وجذب المسلسل الجمهور منذ حلقاته الأولى بسبب قصته المثيرة إلى جانب أداء غادة والتي يبدو أن داخلها كان تحديا فهي تعرف انها الوحيدة من جيل الكبار التي تخوض السباق وهناك من كان يتمنى عدم اكتمال التجربة، ولكنها رغم ظروف التصوير "الصعبة" نجحت في تقديم أداء من أفضل ما قدمت في مسلسلاتها.
بالتأكيد ما فعلته غادة يستحق التقدير لعدم إستسلامها للمزاج الإنتاجي واصرارها على التواجد، بل قدمت عملا جيدا بفريق عمل وراء الكاميرا من الشباب لأول مرة يتحملون المسؤولية منحتهم الثقة فأخرجوا أفضل ما لديهم سواء المخرجة ياسمين أحمد كامل او المؤلف عمر عبدالحليم.
الوصول للنجومية صعب للغاية وما حققته غادة على مستوى الدراما من نجاحات خلال السنوات الماضية يمنحها الحق في الإستمرار خاصة إذا كانت عاشقه لعملها إلى جانب انها من المواهب القليلة في فن التمثيل حاليا.
لم تهبط غادة على البطولة بل مثل معظم النجوم "المهمين" حصلت على البطولة بعد عمل وجهد سنوات طويلة منذ نهاية التسعينيات وهي تحاول الحصول على فرصة تلو الأخرى بأدوار صغيرة ثم أدوار بطولة مشتركة حاولت من خلالها أن تثبت للمنتجين والمخرجين انها ممثلة "موهوبة" يمكن الإعتماد عليها ومنحها المزيد من الأدوار الصعبة وبالفعل نجحت بعد مشوار طويل أن تبدأ مرحلة البطولات لتحدث مفاجأة كبيرة بتصدرها المشهد الدرامي المصري وسط وجود نجمات ونجوم كبار وتجد مكانا بينهم، ولذلك النجوم الذين يصلون لهذه المكانه بعد سنوات عمل طويلة تكون مكانتهم لدى الجمهور كبيرة ورصيدهم من الصعب أن يمحيه أحد بسهولة.
تعتبر غادة عبدالرازق من الممثلات القليلات جدا التي تجيد تقديم شخصياتها المتنوعه بتفاصيل دقيقة تفاجئ الجمهور والنقاد دائما هي من نوع الممثلين الذين يذوبون مع شخصياتهم، فنجحت مع المرأة الارستقراطية مثلما نجحت مع المرأة الشعبية وفي كل دور تقدمه تفاجئنا بأداء مختلف لشخصياتها، ربما تأخر المخرجين في الإلتفات لموهبتها الكبيرة ولكنها نالت ما تستحق من تقدير الجمهور وفرضت اسمها بقوة على صناع الدراما.
في "حدوتة مُرة" مسلسلها الذي عرض الموسم الحالي نجحت غادة في تقديم الشخصية ببراعة كبيرة تحسب لها فكانت إمرأة تملك من الشر والدهاء ما لا يصدقه عقل إمرأة تجردت من جميع مشاعرها الإنسانية لتحقق ما تريده فاستفزت الجمهور ولفتت نظرهم مع شخصية "مُرة" وظهر ذلك في تعليقاتهم على السوشيال ميديا، لتؤكد على نجاحها الكبير كممثلة موهوبة، وسط موسم نادرا ما استمتعنا خلاله بأداء البطلات.
ربما نجاح غادة في التواجد وسط هذا الموسم سيدفع كثيرا من النجمات اللاتي تم تغيبهن عن الموسم الحالي للإصرار على التواجد من جديد وفي رأيي يجب ترك الجميع يعملون والجمهور هو من يقرر فهو صاحب الكلمة العليا في منح النجومية لا أحد غيره، ويجب الحفاظ على مواهبنا الكبيرة التى نتباهى بها في العالم العربي فهم "قوة مصر الناعمة".
