الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بـ 25 جنيها للأسرة كلها.. حلاق الحي صاحب السعادة في ليلة العيد .. نوستالجيا

صدى البلد

يحمل صندوقه الخشبي على كتفه يجوب به الأنحاء، لا يحتاج إلى المناداة في الشارع، فحتما سيتسابق عليه المارة الذين اصطفوا أمامه حتى ازدحم الشارع بسببهم، عرفوا أماكن تواجده فأصبح بمثابة النجم الساطع في الشارع ليلة العيد الذي يضفي لمسته على أوجه الأطفال والرجال بحلاقته التي جعلت رجال الحي يتألقون في وقفة العيد.

كان حلاق الشارع، علامة مميزة في الشارع المصري عبر الزمان، قبل ظهور صالونات الحلاقة ومراكز التجميل، فكان يتنقل في الشارع في انتظار زبائنه الذين انتظروا قدومه، وظهر في مصر منذ القدم، وكان في الأغلب يحصل على مقابل عمله في صورة مواد غذائية وليس نقودا، فكان يقبل بالتعويض وفي بعض الأوقات يكرم زبائنه بأن يحلق لهم بالمجان بدون أخذ نقود أو مقابل عيني لرسم الفرحة على أوجه الأطفال.

ومع مرور سنوات، تطور حال حلاق الشارع فصنع "كشك" صغيرا له في الشارع، بضعة امتار صغيرة، فلم يحتج سوى كرسي وموس الحلاقة، ولكن كان يأخذ مقابلا ماديا بسيطا له، واشتهر كل حي بحلاق معين، كان بمثابة الحلاق والطبيب، و كان الجوال يقصد أماكن تجمع الرجال، مثل المقاهي وأماكن العمل، حاملا أدواته داخل الحقيبة، التي تحوي جميع مستلزماته مثل المشط والموس والقطن وفرشاة الحلاقة وتنظيف.

أصبح حلاق الشارع فيما بعد مثل "الدليفري"، يأتي منازل زبائنه بالطلب، فيحلق لأفراد الأسرة، وفي الأغلب كانت تلك الخدمة لأعيان القرية وكبرى عائلات القرية، فكان يحضر المنزل ويأتي رؤوس الأطفال والكبار مرة واحدة في أجواء من البهجة والفرحة.

يتذكر "اسلام أحمد" كيف اعتاد أن يحلق ليلة العيد من حلاق الحي، الذي كان يأتي منزل العائلة، ويجتمع الرجال حوله وبـ25 جنيها فقط، كان يحلق للأسرة بأكملها.

ومع مرور الأيام، كان موس الحلاقة سببا في انتشار العديد من الأمراض، مما جعل توجه الدولة بعد ذلك إلى منع حلاق الشارع، وظهرت بعدها محلات الحلاقة واندثر تدريجيا حلاق الشارع، إلا أن ذكراه مازالت محفورة في أذهان الرجال حتى اليوم، الذي كان سببا في سعادتهم ليلة العيد لسنوات .