الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التاريخ ينصف مصر في استطلاع الهلال.. رحلة الرؤية من سفح الجبل ومنارة حتى المرصد

صدى البلد

انقسام وحيرة، ليلة من التخبط عاشها العالم الإسلامي أمس واليوم بسبب رؤية هلال شوال، وتحديد أولى أيام عيد الفطر، تقدم علمي وتكنولوجي يشهده العالم اليوم جعل الكثيرين يتساءلون في أذهانهم عن كيفية رؤية الهلال منذ قرون مضت، وكيف استطاع المصريون رؤية هلال شوال منذ الفتح الإسلامي.

كانت رؤية الهلال في البداية في مصر تقتصر على الرؤية بالعين المجردة حتى العصر الفاطمي، الذي كان بداية استطلاع الهلال، والذي كان يتم من فوق مئذنة جامع بدر الجمالي، حتى ألغي نظام استطلاع رؤية الهلال بالعين المجردة واستبدل بالحسابات الفلكية بسبب كثافة السحب.

فى عهد المماليك كان قاضى القضاة يخرج لاستطلاع الهلال من فوق منارة مدرسة المنصور قلاوون، ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفى المآذن وتضاء المساجد.

ويخرج قاضى القضاة فى موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره ، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام .

وفي العصر العثماني كان استطلاع الهلال من سفح المقطم، فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية فى، ثم يركبون جميعًا يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية ، حيث يعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته فى موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل فى ليلة مشهودة .

وعند عودة الخليفة إلى القصر يستقبله المقرئون بتلاوة القرآن الكريم في مدخل القصر، حتى يصل إلى خزانة الكسوة الخاصة، وتوزع الكسوة والصدقات والبخور وأعواد المسك على الموظفين والفقراء، ثم يتوجه لزيارة قبور آبائه حسب عاداته فإذا ما انتهى من ذلك أمر بأن يكتب إلى الولاة والنواب بحلول شهر رمضان.

في عام 1838م، تم إنشاء أول مرصد فلكي فى مصر في القلعة، ثم انتقل بعد ذلك إلى العباسية باسم الرصد خانة ثم نقل بعد ذلك إلى حلوان سنة 1903 م، نظرًا لتعذر رؤيته من منطقة العباسية، وكانت مصر بذلك أول دولة إسلامية تنشأ مرصدا فلكيا.

ثم أمر الخديو عباس حلمي الثاني بنقل رؤية هلال رمضان إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق، وفي عام 1956م كانت مصر تعمل بنظام الاستطلاع بالعين المجردة.

في أواخر القرن التاسع عشر تم إنشاء دار الإفتاء المصرية، وتم إسناد إليها مهمة استطلاع الهلال والاحتفال به.