الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة بنت بطوطة المغربية.. زارت 30 بلدا وتحلم بزيارة مصر والعالم

الرحالة المغربية
الرحالة المغربية أسماء وكين

- سافرت لأول مرة بمفردها وهى بعمر 18 عامًا
- تنوى إصدار كتاب كوميدى عن طرائف السفر التى مرت بها
- تعلمت من السفر 4 لغات رسمية، ولهجات إفريقية وعربية
- تتعلق بالبلدان وتزورها أكثر من مرة ولا تكتفي بزيارة واحدة فقط
- تحلم بزيارة مصر لإكتشافها على طريقتها الخاصة ونقل ثقافتها للكثيرين

بدأت قصة بنت بطوطة المغربية الأصل كما تحب أن تنادى منذ 12 عامًا، عندما قررت السفر لأول مرة ولم تكن تدري أنها ستقع فى غرام السفر للأبد، ويصبح هو الشغل الشاغل لها، وتتنقل بين بلدان الأرض من مشرقها لمغربها.

تحلم أسماء وكين ابنة مدينة مراكش بزيارة كل دول العالم، لتأثرها الشديد بـ ابن بطوطة الرحالة المغربي الأصل، والذى استقر بعد رحلاته العدة فى المدينة الحمراء وهى نفس مدينتها، لإكتساب خبرات وثقافات البلدان المختلفة، وفى نفس الوقت تكون سفيرة عن بلدها وباقي البلدان العربية.

درست التجارة وإدارة الأعمال وحاصلة على الماجيستير فى التسويق، وتعمل الآن فى شركة برازيلية، ومن أهدافها زيارة كل العالم، وإصدار كتاب عن طرائف السفر تتخلله المواقف المضحكة أثناء زيارة بلاد العالم المختلفة، وتصبح مدونة شهيرة تنقل خبراتها عن السفر وتساعد الناس على السفر.

زارت أسماء 30 بلد على مدار 12 عامًا، وكان يمكنها زيارة عدد أكبر من ذلك، ولكنها تتعلق بالبلد عند زيارتها، مثل تركيا التى ظلت فيها لمدة سنتين، وعادت إليها 12 مرة، لبنان أيضًا زارتها 3 مرات، الهند مرتين، والسنغال 10 مرات فهى الرحلة الأولى.



كانت أول رحلة لـ وكين إلى السنغال فى غرب افريقيا وهى بعمر 18 عامًا فقط، وكانت حلم كبير لها بسبب حبها للثقافة الإفريقية، وبالفعل زارت السنغال تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة المغربية ضمن برامج تبادل ثقافية بين المغرب والسنغال لمدة 10 ايام، بالرغم من خوفها من عدم موافقة عائلتها إلا أنه بعد تجهيز أوراق السفر، استطاعت إقناع الأهل بعد مفاوضات مطولة بالحصول على الموافقة.

وسافرت فى مجموعة من 5 أشخاص بأعمار مختلفة، وكانت التجربة ممتازة فى استعراض ثقافة بلد جديدة ومعرفة شباب من نفس العمر يثقافات مختلفة، ومشاركة الأنشطة سويًا، وكانت المكاسب أكثر مما تتخيل هى نفسها، مثل كسر حاجز السفر فى سن صغير وبمفردها، خصوصًا فى بلد غير موجودة بأولويات الكثيرين.

وكانت المرة الثانية بالسفر لنفس البلد ولكن بدون فنادق وبرامج رسمية، بل بالمكوث مع عائلة سنغالية فى منزلهم، واكتشاف ثقافتهم وعاداتهم من خلال حياتهم اليومية، ورؤية البلد بعين ابنها وليس بعين السائح.



مع الوقت ارتفع سقف طموحات وكين من أجل السفر أكثر، ولكن وقتها كانت إمكانياتها لاتسمح حيث كانت تدرس فقط، ولكن الفضل فى ذلك لمدينة مراكش التى تعيش بها، حيث اختلطت بالكثير من السياح وممن يدرسون بالمغرب، وتستضيفهم بمنزلها وتجعلهم يتعرفون على مدينتها أكثر، ومن ناحية أخرى تتعلم أيضًا منهم، ومع كثرة الإختلاط مع الأجانب دفعها الفضول لزيارة كل بلد ومعرفة أسرارها بنفسها، دون الإكتفاء بسؤال أصحابها فقط.

وزارت أسماء تركيا بعد إنتهاء أخر عام لها بالجامعة، وسحرتها مدينة اسطنبول و قررت أن تمكث بها لفترة، وبحثت عن عمل وهى مازالت فى مقتبل العمر، وظلت هناك مدة عامين لتضرب عصفورين بحجر واحد، من ناحية السفر والسياحة، ومن ناحية أخري تعلم لغة جديدة والعمل وكسب المال أيضًا.

وحتى هذه الفترة لم تكن بنت بطوطة تشارك تجارب سفرها سوى مع أصحابها ودائرتها المقربة فقط، حتى بدأت تنضم لمجموعات سفر شهيرة على منصات التواصل الإجتماعى لنقل خبراتها، ولاقت قبولًا من الكثيرين، لأسلوبها فى استعراض رحلتها، حتى أصبح الكثيرون يطالبونها بإعطائهم أهم النصائح والإرشادات قبل السفر.



كانت المشاركة تقتصر على المواقف الطريفة التى تتعرض لها، والتى لاقت رواجًا كبيرًا على جروب مغربي شهير للبنات فقط، يتبادلن خبراتهن فى السفر على فيسبوك يحمل إسم "المسافرات"، حتى التحقت بجروب " Travel Secrets club"، والذى كان بمثابة النقلة الأكبر حيث تجمعات أكبر وشباب من الجنسين وتبادل خبرات أكثر، ومن هنا كانت الخطوة الأولى بإنشاء صفحة مستقلة بذاتها تحمل عنوان " Curly traveler"، مع حساب على Instagram لنشر بعض الصور والفيديو من رحلاتها، ومع الوقت أصبح يتابعها الألاف وينتظرون نصائحها.

وتعتمد أسماء على العديد من التطبيقات أهمها:
- skyscanner لحجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة.
- booking لحجز الفنادق أو المنازل الفندقية وحتى أماكن المبيت.
- tripadvisor لمعرفة أراء الناس على أماكن ومطاعم ومناطاق فى بلدان قبل زيارتها.
- uber للتنقل بوسائل آمنة ومعروفة. 
- airbnb لتأجير أماكن سكن بأسعار معقولة مع تجارب أخرين سبقوا إليها.
- Google Maps لمعرفة الطرق وسهولة الوصول لأى مكان باستخدام الهاتف.
- EX currency لحساب فروق التحويل بين العملات المختلفة دون الوقوع فريسة لعمليات النصب.



وتنصح الرحالة المغربية باختيار وجهة السفر الصحيحة لزيارتها من حيث البلد المستقرة والآمنة وسهلة التجول، والأقل سعرًا، ولكن قاموس ابنة المغرب يخلو من كلمة مستحيل، فهى تزور أى بلد حسب رغبتها عما اذا كانت لطبيعة أو بحر أو مدينة لها طابع تاريخي.

وتفضل أن تكون خارج المواسم، حيث الأسعار أقل وبدون زحام، وكل شىء يكون أفضل وأرخص كثيرًا، ولكنها تراعى قبل كل ذلك الطقس حتى لاتظل حبيسة غرفتها بالفندق، ودائمًا تفضل زيارة البلاد صاحبة تأشيرات الدخول الأسرع والأفضل، ولكنها تسافر ايضًا فى "الهاى سيزون" اذا كان هناك حدث مهم جدًا مثل مهرجان ريو ديجانيرو فى البرازيل، فلابد أن تسافر فى توقيته لكى تلحق به.

أما اذا كانت بلد لم تزورها من قبل تلجأ للإنترنت لمعلومات أكثر ومعرفة النشاطات، من خلال مجموعات السفر حيث التجارب الحقيقية والآراء المختلفة من أكثر من شخص، أو مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب، أو حتى أفلام وثائقية.



تفضل الرحالة الشابة السفر مع أصدقاء وليس مع أى شخص، لأنه ليس من السهل أن تتأقلم مع أى شخص بسهولة، لأن كل شخص له أسلوب حياته وما يحبه وما يكرهه، لذلك فاختيار رفيقك فى السفر ليس بالسهل، فالرفيق قبل الطريق، ولكنها ترى أن من لم يسافر من قبل، يفضل له السفر فى البداية بمفرده لتحديد أى طريقة ستكون الأفضل له لاحقًا، ولابد من تبادل الثقافات وانفتاح الأشخاص على بعض من بلدان عدة لإكتشاف الحياة بنظرة مختلفة.

وتضيف أسماء أن التواصل والعلاقات التى تحدث بين الناس، اذا كنت على طبيعتك ومقبول لدى الأخرين ،ستجد نفسك مرحب بك دائمًا فى أى بلد، فأخلاقك وطباعك هى تأشيرة دخولك لأى مكان، والأمر الذى سيساعد من يسافر من بلدك لنفس المكان لاحقًا، فالتواصل مع البشر هو سر الحياة، وهذه النوعية من الصداقات تظل للأبد لأنها حقيقة.

وتتابع:"السفر له طعم ثانى عند الإختلاط بأهل كل بلد، وتوصيل الثقافة والعادات أيضًا لأصحابها، فكل شخص سفير عن بلده، فأنا عربية أمثل المغرب والعرب، لذلك من المفترض أن أوصل صورة رائعة عن بلدى وسلوك أبنائها، فالبشر كلهم نفس السلوك فى الفرح والحزن رغم اختلاف الأماكن والثقافات والديانات".



وتقسم بنت بطوطة السفر لعدة أنواع، مثل تجربتها فى السفر والعمل فى نفس الوقت كتجربتها فى البرازيل وتركيا، أو السفر مع منظم مثل، aisec التى تتيح للطلاب العمل التطوعى، كما تتيحه أيضًا للخريجين حتى سن معين، وهى فرصة جيدة لمن يرغب فى السفر بدون أى تكلفة فى فترات تتراوح من شهر حتى سنة مع أشخاص فى نفس العمر من دول مختلفة.



أو الطريقة الأخري بتوفير مبلغ مناسب للإستمتاع بالسفر، وأحيانا عن طريق كارت الإئتمان ذو التسهيلات، فى حالة أن تكلفة السفر باهظة مقارنة بمستوى الدخل، فمثلًا بلدان آسيا رخيصة التكلفة تمامًا، إلى أن اسعار تذاكر الطيران مرتفعة جدًا لذلك يفضل حجز التذاكر قبل فترة كبيرة لتوفير النفقات.

وبالطبع لم تخلو رحلات سفرها من المواقف، منها الطريف ومنها السىء، ومن أطرف المواقف التى تعرضت لها عندما كانت فى الهند وذهبت لعرس هندي فى قرية صغيرة فى مدينة كيرالا الهندية، وهى قرية لايزورها الكثيرون من السياح، بالإضافة أنها كانت أجنبية عن أهل المكان، فكان الكل يلتقط معها الصور لأنها مختلفة عن الجميع، لدرجة أن المصورين نسوا تصوير العريس وعروسه وركزوا معها أكثر منهما، لأنها مختلفة عنهم، الأمر الذى أصابها بالحرج.



وفى فبراير 2018، كانت فى الولايات المتحدة الأمريكية، وباقي فى تأشيرتها أيام معدودة، ففوجئت أن ميعاد رحلتها مخلتف عن ما تعتقده، وفوتت طائرة بسبب هذه الغلطة، وتكلفت مبلغاَ ضخماَ بلغ أكثر من الضعف من أجل توفير رحلة أخري للبرازيل التى تقيم فيها من أجل لحاق مهرجان هام تتابعه سنويًا، وظلت أسبوعًا تبحث عن رحلة عودة، لذلك بعدها تراجع باستمرار ميعاد الطائرة، حتى لايتكرر هذا الموقف.



وفى النهاية تقول أسماء:" إن شخصيتي تغيرت للأحسن بعد زيارة عدد كبير من الدول حيث أصبحت لا أحكم على شخص مختلف عنى وأتقبل كل الثقافات والطباع حتى لو لست متفقة معها.. أستطيع التأقلم مع أى بيئة مهما كانت بالإضافة للشجاعة وتحفيز الإستقلالية وحس المغامرة مع تنمية الثقافة خارج إطار القراءة والكتاب واكتساب العديد من اللغات..انا أتحدث الآن تركي وبرتغالى وانجليزي وفرنسي مع لهجات عربية مختلفة منها المصرية والشامية، وأيضًا الإفريقية".

واختتمت:"كل بلد لها ميزتها التى تجذب الشخص لها، وتجعله يتعلق بها جدًا، ويظل يتردد عليها بإستمرار..أحلم بزيارة مصر، لأنها من البلدان الأقرب إلى قلبى، واكتشف معالم جديدة بنفسى ومشاركتها مع أصدقائى ومتابعينى".