الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عامان من العزلة.. هل يعيد حصار طهران نظام الدوحة إلى رشده

تميم بن حمد خلال
تميم بن حمد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني

منذ إعلان الدول العربية الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مقاطعة قطر في 5 يونيو 2017م، نتيجة لممارساتها الدائمة في دعم وتمويل الإرهاب وما تقوم به من محاولات لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، تعيش حالة من العزلة والمقاطعة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي.

عامان من العزلة، شهدت خلالهما الدوحة تراجعا كبيرا اقتصاديا وسياسيا، وفقا للتقارير الصادرة عن مؤسسات دولية وتقارير رسمية قطرية، تشير جميعها إلى مستوى التدهور والتراجع الكبير في الاقتصاد القطري، حتى من بين تلك التقارير ما صدر عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، والذي كشف عن انكماش اقتصاد الدوحة وارتفاع نسب التضخم وشح السيولة المالية.

حالة العزلة التي تعيشها قطر، جاءت نتيجة لدعمها المستمر للجماعات الإرهابية ومحاولاتها المستميتة لزعزعة استقرار الدول العربية وفي مقدمتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ولما عمل عليه النظام القطري من عدم الولاء لعمقه العربي، والارتماء في أحضان إيران وتركيا. 

الدوحة التي حاولت الادعاء على مدار عامي العزلة ومقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لها، أنها لن تتأثر بتلك المقاطعة أو أنها لن تؤثر على اقتصادها وحاولت الترويج لتلك لذلك باستخدام آلتها الإعلامية مجوعة قنوات الجزيرة، عملت خلال تلك الفترة على الارتماء في أحضان أيران وتركيا، في محاولة منها لتكون يد كلتا الدولتين لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، مقابل استمرار دعمها للدوحة لتقوى على العيش مع تلك المقاطعة. 

ارتماء قطر في أحضان إيران لم يسند اقتصاد الدوحة وسط ما يتكبده من خسائر فادحة تزداد يوما تلو الأخر، والتي من بينها قيام الدوحة بتعليق خطط التوسع بخطوط طيرانها في غرب ووسط أفريقيا بسبب الخسائر التي يتبكبدها الطيران القطر جراء المقاطعة، وطول زمن الرحلات بسبب منع الطيران القطري من المرور من المجال الجوي للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وغيره من الخسائر المالية والاقتصادية الكبيرة. 

كذلك لم تستطع الدوحة التي ادعت أنه بمقدورها العيش وسط تلك المقاطعة العربية، مكتفية بالإرتماء في أحضان النظامين الإيراني والتركي، لم تستطع الحصول على دعم أو تأييد سياسي خاصة من الدول الغربية، وهو ما جعلها تنفق مبالغ طائلة لشركات العلاقات العامة الأوروبية والأمريكية لتبيض صفحتها من الاتهامات الثابتة ضدها من دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، وهو مالم تنجح فيه بسبب الانتقادات الغربية للنظام القطري لدعمه للإرهاب. 

النظام القطري الذي فرط في انتمائه العربي، وارتمى في أحضان طهران رغم ما تمارسه من تهديد لأمن دول الخليج، لم يكن يعلم أن الاقتصاد الإيراني الذي يحتمى به سيدخل في نفق ضيق وتفرض عليه عقوبات، وحصار بأمر الولايات المتحدة الأمريكية، لما تمارسه إيران من انتهاكات مستمرة لكافة الاتفاقيات والمواثيق. 

الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على طهران، يعول عليه كثيرون في أن يعيد النظام القطري إلى رشده والعودة إلى محيطه العربي، والتخلي عن تلك الممارسات، والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية، بعدما عاش النظام القطري منبوذا في المؤتمرات والقمم الدولية، وغياب أمير قطر عن 5 قمم دولية عقدت بالمملكة العربية السعودية، وهروبه من القمة العربية التي عقدت في تونس نهاية مارس الماضي.