الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريحان كاشفا تاريخ الأنباط: كانوا مملكة متقدمة تمتعت بالحرية والأمن في سيناء..صور

نقوش الأنباط
نقوش الأنباط

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء كثيرا من الحقائق التاريخية عن الأنباط ومظاهر حضارتهم،كذلك علاقتهم بسيناء وآثارهم الموجودة فيها.

وقال ريحان لصدي البلد أن أصل تسميتهم بالأنباط يرجع لسببين، الأول لاستنباطهم ما فى باطن الأرض والثانى لكثرة النبط عندهم وهو الماء، وتوصلوا إلى أعظم نظم مائية لتوفير المياه العذبة وزراعة أراضيهم، كما استنبطوا خيرات الأرض واستخرجوا النحاس من سيناء ونبغوا في صناعة الفخار،وهناك نوع من الفخار الرقيق المتميز برع فيه الأنباط

وأوضح أن الأنباط مجموعة من القبائل العربية جاءت من جنوب الجزيرة العربية،و ظهروا لأول مرة فى القرن السادس ق.م ك قبائل بدوية فى الصحراء الواقعة شرق الأردن،ثم استمروا كذلك حتى القرن الرابع ق.م رحلًا يعيشون فى خيام ويتكلمون العربية،ويكرهون الخمر ولا يهتمون كثيرًا بالزراعة.

وتابع:وعاشوا فى شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام،واتخذوا البتراء (بالأردن الآن) عاصمة لهم فى القرن الرابع قبل الميلاد،وفى القرن الرابع قبل الميلاد ورّد الأنباط لمصر القار الذي كان يستخدم فى عمليات التحنيط،وفى القرن الثالث قبل الميلاد تركوا حياة الرعى واتبعوا حياة الاستقرار وعملوا فى الزراعة والتجارة.

وقال ريحان أن الأنباط تحولوا من حياة البداوة إلى الحياة الزراعية نتيجة علاقاتهم التجارية، التى استلزمت استقرار وعمل مخازن وعمل سفن،وبذلك تحولت مجموعة من القبائل إلى مملكة متقدمة فى الزراعة والتجارة والفنون فى الشرق الأدنى.

وبنهاية القرن الثانى قبل الميلاد أصبح لهم نشاط بحرى وقوة بحرية عظيمة، وكان لهم سفن خاصة بهم بالإضافة لاستئجار سفن أخرى ومن القرن الأول قبل الميلاد أسس الأنباط جيشًا وكان لهم شبكة طرق تتوفر فيها مصادر المياه.

‏واضاف: وبنهاية القرن الأول قبل الميلاد كان لهم إنجازات عظيمة فى مجال البناء – النحت – إنتاج الفخار – استخراج المعادن وتمتع الأنباط خلال القرن الأول قبل الميلاد بعلاقات تجارية مع البطالمة فى مصر وكانوا يعاملون باحترام شديد.

‏وأكد ريحان أن الأنباط تمتعوا بالحرية والاستقلال لأنهم كانوا يستغنون عن سائر العالم وقتهم بصهاريج مياه منقورة فى الصخور،ويملؤوها من ماء المطر فى الشتاء الناتج عن السيول،ويوصلون الصهاريج بعضها ببعض عن طريق أقنية نقبت فى الصخر.

‏وهذه الصهاريج مربعة الشكل لها فوهات ضيقة،حتى إذا امتلأت أحكموا سد الفوهات،وكانوا يخفونها عن الأنظار بعلامات لا يعرفها سواهم ليستحيل على الأعداء أن يعثروا عليها فيموتوا عطشًا.

وقال ريحان أن الأنباط صنعوا أوانى خزفية رقتها لا تتجاوز رقة قشرة البيضة مما يشهد بتفوق صناعتها، واحترموا الموت فأقاموا النصب التذكارية وحرموا تدنيس القبور بلعن كل من يفعل ذلك،كما اهتموا بتغطية قبور العامة وصيانتها بالألواح وحفرها فى صفحات المنحدرات الجرفية لئلا يصل إليها من يدنسها،ووجدت مقابر عديدة للأنباط بسيناء معظمها فى وادى فيران ودهب، وهى مقابر محفورة فى منحدرات الجبال

وعن علاقتهم بسيناء رغم أن عاصمتهم البتراء بالأردن،نوه ريحان إلى أن الأنباط تحكموا لتأمين الطريق التجارى من البتراء مخترقة النقب إلى غزة أو العريش،واستغلوا الأرض الزراعية وطوّروا النظام المائى فأنشئوا  الآبار والأحواض والسدود والصهاريج المائية.

وقال أن الوجود النبطى فى سيناء امتدادًا زمنيًا لوجودهم فى النقب،وكانت بداية العمران النبطى فى النقب فى القرن الثالث ق م وذلك من خلال النقوش والبقايا الأثرية ومركز صناعة الفخار ومئات وحدات العملة، واستقر الأنباط بسيناء شرق قناة السويس وجنوب غرب أيلة والمنطقة الجبلية الجنوبية.

واضاف:ولأن النشاط البحرى للأنباط بدأ بنهاية القرن الثانى قبل الميلاد وأصبحت لهم قوة بحرية عظيمة، ومن القرن الأول قبل الميلاد أصبح لهم شبكة طرق وحققوا إنجازات فى مجال استخراج المعادن لذا فمن المرجح أن تكون علاقتهم بسيناء بدأت منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى نهاية دولتهم رسميًا على يد الإمبراطور الرومانى تراجان عام 106م .