الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: على نياتكم ترزقون

صدى البلد

يُولد الإنسان وفطرته نقيه لا يحمل كرها ولا غلا ولا حقدا يولد بصفحة بيضاء كبياض الثلج ثم يصبح طفلا يلهو ويلعب ويمرح لا يعرف من الحياه سوى والدته وعائلته والأشخاص القليلين المحيطين به والأشياء البسيطة التى تسعده وكل متطلباته أن يأكل ويلعب ويعيش حياة بسيطة ثم يُصبح شابا ويخرج لحياه أكبر ويبدأ بملء صفحته البيضاء وهنا يصبح عليه الاختيار هل سيحافظ قدر الإمكان على نقاء صفحته أم سيلوثها ويشوه بياضها باللون الأسود واعتقد ان الأنسان هنا تحكمه نيته أو فطرته التى تحدثنا عنها سابقا ومدى نقائها وايضا مستوى تربيته هل تربى على أسس دينيه سليمه ومبادئ وقيم تحث على الخير والحب والسلام أم العكس كما تلعب البيئه التى نشأ فيها دورا كبيرا أيضا فى تكوين شخصيته ويصبح عليه الإختيار هنا هل سيحافظ على نقاءه رغم كم التلوث الرهيب حوله أم سيضطر الى إضافة بعض التشويه لنقاءه لكي يستطيع العيش وسط هذا الكم الهائل من الشر .. وهنا يُختبر مدى إيمان الإنسان ومدى نقاء قلبه وتمسكه بدينه ومبادئه رغم كم الضغوط التى يتعرض لها يوميا وهنا طبعا يتجلى دور الشيطان ويُبدع فى محاولة تغيير هذه الفطرة الطيبه ويبدأ عمله ونشعر جميعا فى كثير من الأوقات بوسوسته التى يحثنا فيها على الشر والبعد عن فطرتنا الطيبه ،فكثيرا ما نفكر أننا يجب أن نتغير ويجب أن لا نكون أنقياء مع الغير ونَذكر لأنفسنا أمثله كثيرة عن مدى ما قدمنا من خير وحب للبشر وتمت مواجهتة بالشر والغل والحقد منهم ويَسرد الشيطان لنا ما عانينا منه فى صورة مؤامرات ومكائد ويذكرنا دائما بضرورة ان نتغير للأسوء وأن نعامل من حولنا بنفس معاملتهم حتى نستطيع العيش سعداء وحتى نستطيع ان نحقق ما نريد من أهداف فى هذه الحياه الصعبه وهنا يُختبر إيمان الإنسان و هل سيرضخ للشيطان ويشوه نيته الطيبه ونقاءه بحجة ان الطيبه أصبح لا مكان لها على هذا الكوكب أم سَيُصر على تعاليم دينه ومبادئه ونقاءه وسيحافظ على بياض صحيفته ويستمر بمعاملة البشر طبقا لتعاليم دينه وفطرته النقيه .

وأود أن أوضح وجهة نظرى المتواضعه فى هذا الأمر إستنادا على الحكمه التى أؤمن بها جدا وهى "فعلى نياتكم ترزقون " و لأني على يقين أنك ما دمت تنوى الخير فأنت بخير وإستنادا على الحديث الشريف لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمالُ بالنيات ولكل أمرئ ما نوى" أن الأنسان الطيب النقي الذي يَحمل الخير والحب للجميع ويسارع فى خدمة الغير ولا يحمل غلا ولا حقدا لغيره يعتبر فى مَعية الخالق وتحت ظله ورعايته لأنه سلم أمره لله حتى أذا ظلمه الأخرين ولم يقدروا حبه وعطاءه ترى الله يعوضه بكل الخير ينجيه الله عز وجل من المهالك ومن كل شر يزرع حبه في قلوب كل من يراه ويسخر له عباده الطيبين ويصرف عنه عباده الأشرار ويوضح له حقيقة من حوله وينور له بصيرته ويرزقه من حيث لايدرى ولا يحتسب عكس الأنسان الشرير الماكر الذى لا يتمنى الخير لغيره خبيث النوايا ترى الله عز وجل لا يحبه تراه مكروه من الأخرين تراه غير موفق بحياته .

لذا اعزائي مهما تعرضتم لشر من البشر مهما ضاقت بكم الحياه وشعرتم أن طيبتكم ونيتكم النقيه كانت سبب مباشر لكثير من المشاكل والصدمات والأزمات التى حدثت لكم تذكروا دائما أن الشيطان يحاول أن يُغير فطرتكم ويلوث بياض صفحتكم ونقاء قلوبكم فلا تستسلموا له وتذكروا أعزائي أن الله يحب عباده الطيبين وطالما تنوى الخير فأنت بخير ولا تنسوا ابدا انكم " على نياتكم ترزقون".