الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى ميلاده..أحمد خالد توفيق حكاية طبيب حبب الشباب في القراءة .. «العراب» تنبأ بيوم وفاته وساعة دفنه

صدى البلد

عرف بأديب الشباب الأول في الوطن العربي، والذي حبّب الكثير في القراءة برواياته المشوقة وأسلوبه المتميز والساخر وشخصياته الفريدة، ولقربه من الشباب فكريًّا وتواصله الدائم معهم، كما أن رواياته دائمًا ما تتناول الشعب المصري وما قد يحدث للبلاد في المستقبل، إنه الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.

وُلِد أحمد خالد توفيق أو "العرّاب" كما يلقب، في 10 يونيو 1962، بمدينة طنطا، وتخرج من كلية طب طنطا عام 1985، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة، عام 1997، وتزوج من طبيبة أخصائية صدر، من المنوفية، اسمها منال، ولديه منها ابن اسمه محمد وابنة اسمها مريم.
بدأ أحمد خالد توفيق كتاباته، بأول عدد من سلسلة "ما وراء الطبيعة" في يناير 1993، عن المؤسسة العربية الحديثة، وأثرت دراسته للطب على طريقة كتاباته وشخصياته، فأول شخصية له هو العجوز رفعت إسماعيل، كان طبيبًا لأمراض الدم، وكذلك ناقش فترة التكليف للطبيب في المناطق الريفية في كتابه الساخر "الطريف في طب الريف"، كما أنه جعل أحمد عبد العظيم - بطل سلسلة سافاري- طبيبًا يعمل في الكاميرون، حيث يسيطر طب المناطق الحارة والعديد من الأمراض، وركز في هذه السلسلة على الكثير من الأمراض وأسبابها وتاريخها.


وقدم أحمد خالد توفيق ستة سلاسل للروايات وصلت إلى ما يقرب من 236 عددًا، وقد ترجم عددًا من الروايات الأجنبية ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب، كما قدّم أيضًا خارج هذه السلسلة الترجمات العربية الوحيدة للروايات الثلاث نادي القتال للروائي الأمريكي تشاك بولانيك وديرمافوريا "رواية لكريج كليفنجر" وكتاب المقابر "نيل جايمان"، بالإضافة إلى ترجمة الرواية الطويلة "عداء الطائرة الورقية للأفغاني خالد حسيني"، إلى رواية مصورة، وله بعض التجارب الشعرية.

في نوفمبر 2004 انضم إلى مجلة الشباب ليكتب فيها قصصًا في صفحة ثابتة له تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، كما أنه كتب في عديد من الإصدارات الدورية. 
يعتبر أحمد خالد توفيق، أديب الشباب الأول في الوطن العربي، والذي حبّب الكثير منهم في القراءة برواياته المشوقة وأسلوبه المتميز والساخر وشخصياته الفريدة، مثل رفعت إسماعيل، ولقربه من الشباب فكريًّا وتواصله الدائم معهم، ونجحت سلسلة الرعب نجاحًا كبيرًا، رغم عدم انتشار هذا النوع من الأدب في الوطن العربي، وبدأ في كتابة سلاسل أخرى للمؤسسة نفسها، مثل سلسلة "سافاري"، وسلسلة "فانتازيا"، وسلسلة "روايات عالمية للجيب"، غير بعض الأعداد الخاصة وبعض الروايات مثل "يوتوبيا"، و"السنجة" لدور نشر أخرى.

واشتهر "توفيق" كذلك بكتابة مقالاتٍ سياسية واجتماعية دورية في العديد من الصحف والمجلات العربية، مثل اليوم الجديد، والتحرير الإخباري، وإضاءات، وبص وطل؛ كما أنه يحب الترجمة، ومن أشهر أعماله الرواية العالمية "Fight Club" والتي ترجمها باسم "نادي القتال" عن دار ميريت للنشر، وأعادت دار ليلى نشرها بعدها بعام.
كانت فكرة الموت تسيطر دائمًا على "توفيق" خصوصًا بعدما أصيب بنوبتين قلبيتين؛ الأولى في 2011، والثانية في 2015، نتج عنهما أن أجرى جراحة زرع جهاز مهمته مراقبة النبض، فإذا شعر باضطراب في القلب أطلق صدمة كهربائية تعيد القلب للحياة مرة أخرى، وأجبره الأطباء على الإقلاع عن التدخين.
وما يثير الدهشة أن الكاتب "أحمد خالد توفيق" ذكر في إحدى رواياته الشهيرة، وهي رواية "قهوة باليورانيوم"، أنه سوف يموت في 3 أبريل، ويدفن في مسقط رأسه في هذا اليوم، وهو ما حدث بالفعل، في مفارقة غريبة ومثيرة.

ففى الصفحة 62 من الرواية، بدأها "توفيق" قائلا: "اليوم، كان من الوارد جدًّا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل، بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطًا ومختصرًا وسريعًا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أنني لم أر أي شيء من تجربة الدنوّ من الموت التي كتبت عنها مرارًا وتكرارًا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هي أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابًّا".

وبعد 55 عامًا قضاها "توفيق" بين الطفولة والطب والأدب والمرض، قضى الرجل نحبه، في الثاني من أبريل 2018، ليدفن في مسقط رأسه بطنطا، بينما تظل روايته عالقة في أذهان كل من طالعها واستمتع بما فيها من أدب وخيال وعلم، وودعه الآلاف من الشباب بالورد التي وضعوها على مدفنه.


ومن مؤلفاته سلسلة، "ما وراء الطبيعة"، بدأ إصدارها في عام 1992، وانتهت عام 2014 بعدد أسطورة الأساطير، و"سلسلة فانتازيا"، بدأ إصدارها في عام 1995، و"سلسلة سافاري"، وبدأ إصدارها في عام 1996، و"سلسلة روايات عالمية للجيب" وهي روايات مترجمة، و"سلسلة رجفة الخوف"، وهي روايات رعب مترجمة، و"سلسلة WWW"، بدأ إصدارها مطبوعة في عام 2006 عن دايموند بوك ودار ليلى للنشر.

ورواية "يوتوبيا"، صدرت أوائل عام 2008 عن دار ميريت للنشر، و رواية "السنجة" صدرت عام 2012 عن دار بلومزبري ـ مؤسسة قطر للنشر، و"مثل إيكاروس"، صدرت عام 2015 عن دار الشروق، ورواية "في ممر الفئران"، صدرت عام 2016 عن دار الكرمة، وهي كما يقول المؤلف في مقدمة الكتاب معالجة مستوحاة ومطورة -مع اختلاف جذري بالشخصيات والعمق والحبكة والنهاية، ورواية "شآبيب"، صدرت عام 2018 عن دار الشروق وهي تحمل طابع المغامرات والتشويق.