الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استراتيجية الولايات المتحدة في الضغط على إيران ستفشل.. احتمالات المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران تتلاشى.. الإيرانيون يرون أن القوى العالمية حرمت بلادهم من الصدارة الإقليمية التي تستحقها

استراتيجية الولايات
استراتيجية الولايات المتحدة في الضغط على إيران ستفشل

- ناشيونال انترست: استراتيجية الضغط الأقصى لن تؤدي لتغيير كبير في السياسة
- تطوير قدراتها الصاروخية.. إيران ترسل رسالة مفادها أن المواجهة العسكرية مع إيران ستكون مكلفة
- بعد الفحص الدقيق.. طهران لن تغير موقفها من القدرات الصاروخية والصراعات الإقليمية
- العقوبات الأمريكية عززت الشعور لدى الإيرانيين بأنهم ضحية للظلم الأمريكي


تحت عنوان "استراتيجية الضغط الأقصى الأمريكية على إيران ستفشل"، نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية تقريرًا مطولا قالت فيه إنه على الرغم من أن استراتيجية الضغط الأقصى، التي تمارسها واشنطن تجاه طهران، جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لحكومة طهران ولأغلبية الشعب الإيراني إلا أنه من غير المرجح أن يؤدي الضغط إلى تغيير كبير في السياسة. 

وقالت المجلة الأمريكية إنه في أوائل شهر مايو، كثف المسؤولون الإيرانيون والأمريكيون خطاباتهم، وكان يبدو أن في الجانبين على وشط الدخول في مواجهة عسكرية. فقد قررت إدارة ترامب عدم تجديد الإعفاءات التي منحتها لعدد قليل من الدول لاستيراد النفط الإيراني، وردت طهران بتعليق بعض التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة. 

وعلاوة على ذلك، اتُهمت إيران بالوقوف وراء هجمات غامضة على أربع ناقلات نفط وضربة من طائرة بدون طيار على خط أنابيب سعودي، كما اتهمت بالتخطيط لشن هجوم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا (وفقا لصحيفة نيويورك تايمز)، وردت الولايات المتحدة بنشر حاملة طائرات في الخليج وأعلنت عن خطة لإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة.

وبحلول يونيو، يبدو أن احتمالات المواجهة قد تلاشت، فقد صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن إدارته لا تسعى لتغيير النظام في طهران، كما اقترح الرئيس حسن روحاني إجراء مفاوضات إذا أبدت الولايات المتحدة الاحترام لبلاده.

وفي الوقت نفسه، أعرب رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، عن اهتمامه بالتوسط في الأزمة بين طهران وواشنطن. وبعد لقائه بنظيره السويسري، إجناسيو كاسيس، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع إيران دون أي شروط مسبقة. وهنا تتساءل "ناشيونال انترست"، هل من الممكن التوصل إلى حل وسط يعود بالنفع على البلدين.

وأوضحت المجلة أنه منذ تولي الرئيس ترامب منصبه وهو يسعى لإعادة القوات الأمريكية إلى البلاد وتجنب المواجهات العسكرية. وقد حذر العديد من المحللين من مواجهة مع إيران، فهي دولة تضم أكثر من ثمانين مليون شخص إضافة إلى شبكة كبيرة من الوكلاء والحلفاء ولاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي.

ومن ناحية أخرى، في ظل العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة وهدف استراتيجية 'الضغط الأقصى' التي تتبعها الولايات المتحدة، تمارس طهران ما يطلق عليه قادتها 'الصبر الاستراتيجي'. فقد صرح آية الله خامنئي والرئيس روحاني وزعماء إيرانيون آخرون مرارا وتكرارا أن بلادهم لا تسعى للدخول في حالة من الحرب.

وتابعت المجلة قائلة بالإضافة إلى هذا الافتقار إلى الإرادة السياسية للانخراط في مواجهة عسكرية، طور الاستراتيجيون الإيرانيون من أساليبهم واعتمدوا استراتيجية للحرب غير المكافئة. وتعرف وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الحرب 'تطبيق استراتيجيات وتكتيكات وقدرات وأساليب مختلفة'. وفي هذا السياق، طورت طهران قدرات لصواريخ البحرية والباليستية، ومن خلال هذه الخطوة أرسلت رسالة مفادها ان المواجهة العسكرية مع إيران ستكون مكلفة.

وعلى هذه الخلفية، يبدو أن القادة السياسيين والعسكريين في كل طهران وواشنطن قد استنتجوا أن استخدام الخيارات العسكرية لمعالجة خلافاتهم الاستراتيجية لن تنجح على الأرجح، وسيدفع الجانبان ثمنا باهظا وستعاني المنطقة بأسرها من المزيد من الفوضى السياسية والاقتصادية. 

وقد أشار الفحص الدقيق لسياسات طهران إلى أنه من غير المرجح أن تغير الجمهورية الإيرانية موقفها من القدرات الصاروخية والصراعات الإقليمية.

وذكرت "ناشيونال انترست"، أنه ليس هناك شك في أن استراتيجية الضغط الأقصى تسبب في جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لحكومة طهران ولأغلبية الشعب الإيراني. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يؤدي الضغط إلى تغيير كبير في السياسة. لقد كانت الثورة الإيرانية عام 1979 مدفوعة إلى حد كبير بالعداء تجاه الاختراق الأمريكي للحكومة والمجتمع الإيرانيين. وبمرور الأجيال، كان الإيرانيون ينظرون إلى بلادهم على أنها ضحية تدخل القوى العالمية بما في ذلك روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الآن. وهم يعتقدون أن هذه القوى العالمية حرمت إيران من الصدارة الإقليمية التي تستحقها. وتعزز العقوبات الاقتصادية هذا الشعور بالإيذاء؛ لذا ليس من المرجح أن تؤدي إلى تحول رئيسي في السياسة.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن التوصل إلى اتفاق نووي معدل يتطلب تنازلات من قبل جميع الأطراف ويجب ألا يكون على حساب أي دولة، والحقيقة أن التوتر في المنطقة يمكن أن يتراجع بشكل كبير في حال حسنت طهران علاقاتها مع جيرانها“.