الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء عبد الحسيب يكتب: الهجوم على السوريين.. إفلاس أم وطنية؟

صدى البلد

يبدو أن «الحابل» اختلط بـ«النابل» في أزمة الهجوم علي السوريين المقيمين في مصر.. فهناك من يهاجم حقدًا ضد نجاحات هؤلاء بكافة المجالات.. وهناك من يهاجم إفلاسًا من اجتهاداتهم ونشاطاتهم.. وهناك من يهاجم بدافع الوطنية والخوف علي بلاده..

لكن أين الحقيقة؟.. وهل انتشار أبناء سوريا في مصر بهذا الشكل يمثل أزمة؟.. خاصة بعدما أصبحوا في كل مكان.. تجدهم هنا علي طريق «القاهرة – إسكندرية الصحراوي» يحملون الملابس الجاهزة.. وفي وسط القاهرة يتجولون بالأنتيكات والهدايا والساعات.. وفي المناطق الشعبية التي تضج برواد النواصي، يعملون في مجال الأطعمة والمحمول.. حتى في المناطق الراقية والفنادق والمنتزهات والمولات والشواطئ فإنها لا تخلو من أبناء دمشق..

إن كان الأمر متعلقًا بالأمن القومي للبلاد أو وجود مخاوف من تورط أحدهم في أعمال عدائية أو تخريبية ضد مصر، فهذا تشكيك – غير مقبول - في دور أجهزة الأمن المصرية الداخلية والاستخباراتية.. وهذا بالطبع جريمة أخرى تستوجب الحساب والعقاب.. فلا المواطن المصري يقبل أن يعيش معه خائن أو متآمر.. ولا الدولة المصرية تسمح بوجود هؤلاء علي أرضها إطلاقًا.. بل تدفع كل يوم الغالي والنفيس لمواجهة الأخطار والمكائد التي تهدد بلادنا.. ويقدم أبناؤها من رجال الشرطة والجيش أرواحهم ودمائهم فداء لها..

وأما إن كان الأمر متعلقًا بما يتردد حول انكماش فرص العمل بالنسبة للمصريين أنفسهم فهناك الآلاف من فرص العمل التي تنتظر من يشغلها.. فرص عمل لا حصر لها بالمشروعات القومية وفي العاصمة الإدارية وفي القطاع الخاص أيضًا.. وفي أماكن أخري كثيرة تملأ إعلاناتها صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي ..

دعونا نعترف بأن السوريين في مصر أثبتوا نجاحات كثيرة في شتى المجالات بالمقارنة بالأشقاء العرب الذين فروا من جحيم الحروب وبؤر الصراعات والاقتتال في بلادهم.. كأشقائنا اليمنيين والليبيين والسودانيين وقبلهم العراقيون الذي جاءوا إلى مصر، فمنذ قديم الأزل ومصر حاضنة للأشقاء العرب من جميع البلاد.. لم تغلق مصر أبدًا أبوابها أمام من يقصدها بل كانت دائمًا خير سند لهم.. وكان ذلك واضحًا عندما وجه الرئيس السيسي بمساندة الأشقاء السوريين وتيسير كافة الإجراءات الخاصة بالمدارس والصحة الأوراق الرسمية لهم بداية الأزمة السورية ..

إلى كل من يعترض علي وجود الأشقاء السوريين في مصر.. هل تعلمون أن السعودية بها قرابة الـ 3 ملايين مصري؟.. وقبلها ليبيا كان بها قرابة الـ 5 ملايين مصري؟.. والكويت والإمارات وقبلهما سوريا أيضًا التي كانت تفتح ذراعيها أمام أعداد غفيرة من المصريين قبل أزمتها.. ولا أظن أن الوضع غير المستقر الذي تشهده الأراضي السورية سيستمر إلى الأبد وإن طال .. فمصير هذه الحروب تخمد ومصير المياه تعود إلى مجاريها ليرجع أبناؤها المشردون في شتى بقاع الأرض إلى منازلهم وبلادهم.. وهنا لا تبقى إلا مساندة الشعوب ومواقفها تجاه المنكوبين..

وأخيرًا.. نحن في دولة بها قانون ينفذ علي الجميع، المصري والأجنبي.. ولدينا أجهزة أمنية علي أعلى مستوى مُكلفة بحماية الأمن القومي للبلاد من أي أخطار سواء من الداخل أو الخارج، وهي كفيلة بردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها.. نحتاج لأن نتفهم أن تشويه صورة الشعوب بمثابة مسمارًا في نعش العلاقات بين الدول إن لم يكن في الوقت الحالي ففي المستقبل.. دعونا نعترف أن الحروب والصراعات والانقسامات لن تستمر إلى الأبد في البلاد بل مصيرها يومًا إلى الزوال.. علينا أن نصفق للناجح والشاطر والمجتهد بدلًا من الهجوم عليه.. علينا أن نعرف أن الله كان في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .. وللحديث بقية..