الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عبد الحفيظ يكتب: "تويتر" .. كراهية الشعوب‎

صدى البلد

احتلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام و "تويتر" بشكل خاص مكانتها الأثيرة في واقعنا، حيث أصبحت تلك الوسائل أحد الفاعلين الرئيسين في واقعنا، نظرًا لقدرتها الكبيرة على التأثير، في مجال الحياة بشكل عام.

وهذه الوسائل بما شهدته من تمدد وتطور كبيرين أُريد لها أن تكون أداة بناء وزرع قيم الخير والحب ، لكن ثمة تحولًا مخيفًا جعل منها أداة تم تسخيرها من قبل البعض لبث الكراهية ، فتجد هؤلاء يفتخرون بجنسيتهم وبلدانهم في محاولة للتقليل من الجنسيات الأخرى والإساءة للشعوب والدول.

فتجدهم يسعون بكل يملكون من معجم الكلمات الرديئة والسباب والوصف بأبشع الأمور ووصل الأمر إلى المطالبة بطرد فئة بعينها من بلدانهم إذا ما كانت محل أرزاق البعض بنظرة تملؤها كل معاني الكِبر والاستعلاء. وما من الطرف الآخر إلا الرد بنفس الأسلوب ، وتجد الحرب الكلامية قد وضعت أوزارها دون قيود أو نهاية.

وكثيرا ما بات "المغردون" يحرجوا قيادات بلدانهم دون مبالاة بالعلاقات الأخوية والدبلوماسية والتي تمتد إلى قرون في بعض الأحيان.. فلاشك أن "تويتر" وغيره من الوسائل باتت موائد لبث سموم الكراهية تارة والطائفية المقيتة ؟! تارة أخرى فهل يدرك المشتركون أنهم يرتكبون ببعض منشوراتهم أخطاء قد تصل إلى ارتكاب أبشع الجرائم وذلك من خلال زرع الضغينة والكره بين الشعوب الأشقاء.

هل يعلمون أن مجموع الأحرف المرصوصة لتكوين كلمة ومن ثم جُمل هي بمثابة من يصنع القنابل الفتّكة والسموم المميتة، وبث الفتن وإفساد العقول بإشاعة الخلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي عامة و"تويتر" خاصة، وما ينتج من ذلك من خصومات ونزاعات وفقدان للسلم الاجتماعي العربي.

وللأسف أن ذلك الأمر خرج عن المألوف وبات لا يقتصر فقط على مجموعة من المغردين بل تخطى الأمر إلى عدد من المسؤولين لبث الفتن والعنصرية ضد الشعوب، مما كان له دورا في تهييج الرأي العام و اشعال الكراهية .. ذلك الأمر الذي لايموت بل أصبح مثل "الطاعون" الذي ينتشر في نفوس الشعوب على الدوام. 

فهذه المنشورات التي تفوح بالكراهية والضغينة أصبحت موائد يعزم عليها صغار الناس لا عظمائهم وتسببت بتأجيج نيران العدائية، وتدفع باتجاهات خطيرة وشعورا نفسيا قوامه "الإنتقام" من ذاك الجنسية أو تلك، ذلك الشعور الذي لاينتهي وتتوارثه الأجيال ما ينعكس على قيم التسامح والتعايش والتآلف والوحدة بين الشعوب والأمم.

فيا معشر "التويتريون" إذا ما كنتم لا تخافون ولا تعترفون بخطورة كلماتكم القبيحة والبذيئة بإتجاه بعضكم البعض، فأقول أنكم لا تختلفون عن "داعش" كثيرًا إلا باللباس!! .. وأخيرا "الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. ما دين الله سوي كلمة.. ماشرف الرجل سوي كلمة.. مفتاح الجنة في كلمة.. ودخول النار علي كلمة"