الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د/عبدالله المصرى يكتب: من الانكسار إلى الانتصار

صدى البلد

ها هو الزمان يدور دورته وتأتى ذكرى نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧م وقابل البعض هذه الذكرى بالحزن والأسي في ذكرى الهزيمة، وفي الواقع هذا فهم خاطئ لأنه لم تكن ٥ يونيو هزيمة بالمعني الحقيقي، فالحرب كانت بين مصر والعرب من جانب وإسرائيل من جانب آخر سجال فكيف تكون ٥ يونيو هزيمة وفي اليوم التالي مباشرة في ٦ يونيو ١٩٦٧م كانت قوات الصاعقة المصرية بقيادة البطل هريدى وقوات المظلات بقيادة البطل جلال ورجالهما ينفذون خطط عسكرية بضرب المستعمرات الإسرائيلية لتوصيل حدود مصر البرية بالأردن، وعندما حاولت إسرائيل احتلال منطقة رأس العش في أول يوليو ١٩٦٧م تصدت لها فصيلة ( فصيلة فقط) وأجبرت قوات العدو علي الانسحاب منها وفشلت في احتلالها وصارت هي النقطة الوحيدة التي لم تحتل من أرض سيناء فلمَا جلد الذات ؟!. 

وبعد النكسة في ١٤يوليو قام قائد الطيران البطل مدكور أبوالعز بجمع البقية الباقية من الطائرات التي لم تدمر حتي طائرات التدريب والطائرات التي جاءت لمصر من الجزائر و يوغوسلافيا الصديقة وقاد هجوما عنيفا في عمق سيناء بطول جبهة القتال ووجه ضربات موجعة لإسرائيل وكلها خسائر فادحة ، كما دمرت الضفادع البشرية بالقوات البحرية المصرية الباسلة وأغرقت المدمرة إيلات في ٢١ أكتوبر ١٩٦٧م وبعد كل هذا نتساءل.. أين الهزيمة إذن يوم ٥ يونيو ١٩٦٧م ..؟ وكيف نغفل هذه الانتصارات والحرب سجال؟! .

وحرب الاستنزاف التي بدأت بعد أن قام الرئيس جمال عبدالناصر بالسفر إلي موسكو وأحضر السلاح الذى احتاج له الجيش في جميع مناطق جبهة القتال، وقد روى لي أحد شهود العيان الذى حضر لقاء علي أرض سيناء النقيب احتياط محمود مبروك ( أمد الله في عمره) وحضره من كل كتيبة ضابط عظيم ( رائد فما فوق من الرتب ) وضابط آخر من الرتب الصغيرة لحضور مؤتمر عسكرى سرى برئاسة عبدالناصر وبحضور الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية ،وبعد التمام العسكرى وقف جمال عبدالناصر وعلي وجهه علامات الحزن وقال : أنا مش جاى أتكلم ..أنا جاى أسمع منكم ..أنا بيوصلني تقارير يومية عن الموقف ..لكن يهمني أن أسمع منكم علشان الصورة تكون أقرب " ثم فتح باب المناقشة فاستأذن ضابط صغير برتبة ملازم وسأل الرئيس : احنا قدرنا أننا ندافع عن بلدنا وده ممكن يؤدى لاستشهاد أى حد فينا في أى لحظة، واحنا رجال بفضل الله ولانخاف الموت لكن يعز علينا أن نموت ( فطيس) من غير ما يكون معنا سلاح نواجه به العدو ..سلاح الجو الإسرائيلي بيعربد فوقنا بدون رادع والاتحاد السوفيتي اللي صفته الصديق يضن علينا بالسلاح المتطور بينما أمريكا تعطي إسرائيل الأسلحة الحديثة التي لم يستخدمها الحلف الأطلنطي..فرد الرئيس وشرح التوازنات الدولية وقال: المسألة حياة أو موت وهناك بدائل عرضت علي السوفيت بتسليحنا وتسليمنا أسلحة متطورة .. وانا نفذ صبرى وسأسافر في زيارة سرية والمثل القائل: ياقاتل يامقتول فإما أن أعود بكل السلاح الذى نحتاجه أو سيكون لي شأن آخر مع السوفيت .. ويافوزى رتب مؤتمر مع نفس هؤلاء الضباط بعد العودة ليكونوا أول من يعرف النتيجة.

وعاد عبدالناصر بعد تفاوضه علي صواريخ سام(٢) للطيران المرتفع، وسام(٣) للطيران المنخفض، وصواريخ بولوتكا، واسترادا المحمولة علي الكتف وسام(٦) ،و(٧) ،وغيرها من الطائرات والدبابات وأعلن وسط الضباط انتهاء العربدة الإسرائيلية..فاخترقوا التقاليد العسكرية وهتفوا الله أكبر..الله اكبر..ربنا يخليك يا ريس وبدأ ناصر في الإعداد للخطة جرانيت للدخول في الحرب الحاسمة وتحرير سيناء لكن لم يمهله الآجل وقاد المعركة رفيقه بطل الحرب والسلام أنور السادات ..رحم الله عبدالناصر وفوزى والسادات وشهداء العاشر من رمضان، وطوبي لأبطال أكتوبر وتحية لجند مصر الذين سماهم الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) بالجند الغربي ..وخير أجناد الأرض.