الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكويت وتونس بمجلس الأمن وعُمان في الأمم المتحدة.. نشاط عربي ضخم في المؤسسات الدولية الكبرى

الأمم المتحدة
الأمم المتحدة

  • للمرة الثالثة في تاريخها.. الكويت رئيسًا لمجلس الأمن لشهر يونيو الجاري
  • تونس تفوز بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن لمدة عامين تبدأ 2020
  • انتخاب سلطنة عمان نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة عام

شهدت الأيام الماضية حراك عربى دبلوماسى وسياسى بامتياز فى الأوساط الدولية، حيث تترأس دولة الكويت مجلس الأمن الدولى خلال شهر يونيو الجارى، كما تم انتخاب سلطنة عمان نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الجارى، بالإضافة إلى انتخاب تونس عضوًا غير دائم بمجلس الأمن الدولى لمدة عامين لتتسلم "الراية العربية" من الكويت مطلع العام القادم.

المرة الثالثة

تسلمت دولة الكويت مطلع الشهر الجارى رئاسة مجلس الأمن لشهر يونيو، لتكون المرة الثالثة التي تترأس فيها المنصة الدولية الأهم فى العالم، منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1963، والمرة الثانية خلال عضويتها الحالية في المجلس للفترة 2018 – 2019 التى تنتهى مع نهاية العام الجارى وقد ترأست الكويت مجلس الأمن لأول مرة في تاريخها في شهر فبراير 1979، خلال عضويتها الأولى في المجلس للفترة 1978 - 1979، وترأست المجلس للمرة الثانية في شهر فبراير 2018 خلال عضويتها الحالية.

محطة مهمة

تعد رئاسة الكويت لمجلس الأمن الثالثة خلال شهر يونيو الجارى، محطة مهمة في تاريخ دبلوماسية الكويت التي تنتهج الاعتدال في سياستها الخارجية وترتكز على احترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتسعى للمساهمة بشكل فعال لصيانة السلم والأمن الدوليين عبر عضويتها في المجلس.

تركز الكويت على 4 أولويات خلال تلك الرئاسة، أولها: القضايا العربية وأبرزها القضية الفلسطينية، وثانيها: القضايا الإنسانية، وثالثها: منع النزاعات والوساطة، ورابعها: تعزيز أساليب العمل في أرفع محفل لاتخاذ القرارات الدولية بالإضافة إلى مناقشات مفتوحة حول أساليب عمل مجلس الأمن، واجتماعات حول حل النزاعات بالوسائل السلمية والوساطة، والتعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، إلى جانب التركيز على القضايا العربية والأفريقية، وإحاطات حول حفظ السلم والأمن الدوليين وجهود الأمم المتحدة فى مكافحة الإرهاب والوضع الإنساني والسياسي فى سوريا وكذلك قضايا فلسطين والعراق واليمن، ومتابعة التطورات في جنوب السودان وقضية ميانمار وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

الأمم المتحدة

الحراك العربى الآخر هو انتخاب سلطنة عمان نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم انتخاب السلطنة فى 8 يونيو الجارى ضمن مجموعة من الدول الأخرى التي تمثل المجموعات الجغرافية لشغل منصب نواب لرئيس الجمعية العامة بالأمم المتحدة، وجاء ذلك خلال الانتخابات التي جرت بمدينة نيويورك الأسبوع الماضى، للدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستبدأ في شهر سبتمبر المقبل ولمدة عام كامل.

تونس عضوًا

أما الحراك المهم الثالث هو فوز تونس بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن ولمدة عامين، عقب فرز الأصوات فى انتخابات المجلس نهاية الأسبوع قبل الماضى وحصولها على 191 صوتًا.. وتم انتخاب تونس إلى جانب إستونيا والنيجر وفيتنام وسانت فنسنت وغرينادين كأعضاء غير دائمين، ليحلوا محل غينيا الاستوائية وساحل العاج والكويت وبولندا وبيرو.

وأكد الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى أن انتخاب بلاده عضوًا غير دائمًا بمجلس الأمن بنسبة تصويت مشرفة قاربت الإجماع، يؤكد أهميتها على الساحتين الإقليمية والدولية.. كما أكد وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي أن بلاده حصلت على الدعم العربي والأفريقي اللازمين، وأوضح أن تونس ستكون صوت هاتين المجموعتين بمجلس الأمن، وأضاف أن تونس عملت على مدى ستين عاما بصورة دائمة لإعلاء مفاهيم الحوار والتواصل والحلول السلمية للقضايا، وشدد على ضرورة عقلنة العلاقات الدولية، وإعلاء المبادئ الأساسية التي أنشئت من أجلها الأمم المتحدة.

المرة الثالثة

ويأتي انتخاب تونس للمرة الرابعة في تاريخها لعضوية مجلس الأمن، ليعكس رصيد الاحترام الذي تحظى به على الساحة الدولية باعتبار ثوابت سياستها الخارجية والثقة في قدرتها على الإسهام الايجابي في رفع التحديات المرتبطة بتعزيز وحفظ السلم والأمن الدوليين، وليبرز أيضا الدعم القوي الذي تحظى به، لا سيما لدى المجموعتين الإفريقية والعربية اللتين سبق أن أكدتا تأييدهما لهذا الترشح منذ القمة العربية في سبتمبر 2014 والقمة الإفريقية في جويلية 2018..

يضاف هذا النجاح لسلسلة النجاحات التي حققتها تونس على الساحة الدولية في الفترة الأخيرة، إذ يأتي بعد احتضان تونس للقمة العربية في مارس 2019 واختيارها لاحتضان القمة الفرنكفونية لأول مرة في 2020، ويؤكد استرجاع تونس للمكانة التي تستحقها على الساحة الدولية وإسهامها في صنع القرار على المستوى العالمي.

وتعمل تونس خلال عضويتها بمجلس الأمن، على غرار ولاياتها السابقة، على دعم العمل الجماعي من أجل تعزيز السلم والأمن الدولين وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب العالم وبناء جسور الثقة والحوار والتضامن والتعاون بين جميع الدول الأعضاء، وستحرص على أن تكون الصوت العربي والإفريقي وعلى الدفاع عن المواقف الموحدة المتخذة بشأن مختلف المسائل العربية والإفريقية المطروحة على مجلس الأمن، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما ستدفع باتجاه إيجاد حلول سلمية عادلة ودائمة لمختلف القضايا الدولية العالقة الأخرى، وفقا لمقتضيات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

ويكون ضمن أولويات تونس الرئيسية بمجلس الأمن منع نشوب النزاعات وتعزيز التزام المجلس بإيجاد تسويات سلمية للنزاعات القائمة والنهوض بمشاركة المرأة والشباب في هذه الجهود، بالإضافة إلى مواصلة دفع دور الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وتعزيز فعالية عمليات حفظ السلام والتعاون من أجل التنمية ودعم الاستجابة الجماعية والتوافقية للتحديات العالمية الجديدة.