الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق تحول فريد شوقى من كومبارس لـ وحش الشاشة وأسرار طلاقه من هدى سلطان بسبب رشدى أباظة.. وعلاقة نجيب الريحانى بنجوميته

فريد شوقى وهدى سلطان
فريد شوقى وهدى سلطان

فى محافظة الجيزة وتحديدًا في فيلا 18 شارع فريد شوقى (دسوق سابقًا) العجوزة، عاش الفنان الراحل فريد شوقى الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 30/07/1920، وتاريخ الوفاة 27/07/1998.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

فريد شوقى هو ممثل وكاتب سيناريو وحوار ومنتج مصري، امتدت حياته المهنية نحو أكثر من 50 عاما، تألق شوقي فيها، أنتج، وكتب سيناريو أكثر من 400 فيلم - أكثر من الأفلام التي أنتجت بشكل جماعي من قبل العالم العربي كله - بالإضافة إلى المسرح والتليفزيون والسينما، غطت شعبيته مجمل العالم العربي، بما في ذلك تركيا، حيث أنتج فيها بعض الأفلام هناك.

ولد فريد شوقى بحي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، بينما نشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة، وهذا الحي يتوسط عدة أحياء شعبية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم.

أول أعماله كان فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946 مع يوسف وهبي، أمينة رزق وإخراج يوسف وهبي، ثم قدم فيلم "ملائكة في جهنم" عام 1947 إخراج حسن الإمام ثم توالت أعماله بعد ذلك.

ومع بداية الخمسينات بدأ يغير جلده نوعا ما ليقدم شكلاَ آخر للبطل بعيدا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته في أفلام مثل "قلبي دليلي" عام 1947 إخراج أنور وجدي، "اللعب بالنار" عام 1948 للمخرج عمر جميعي، فيلم "القاتل" عام 1948 إخراج حسين صدقي، و"غزل البنات" عام 1949 إخراج أنور وجدي وغيرها من الأفلام التي أدى فيها أدوار صغيرة كلها تدور في إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتجهم الوجه، بعد ذلك غير جلده تماما، وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار أمثال محمود المليجي وزكي رستم، وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم "جعلوني مجرما" عام 1952 للمخرج عاطف سالم، وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولى للأحداث وهو من تأليف فريد شوقي ورمسيس نجيب، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه نجيب محفوظ وهو أحد الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب فيما بعد.

وقف الفنان فريد شوقى- المولود لأب تركى وأم مصرية على خشبة مسرح الأزبكية للتمثيل، للمرة الأولى فى حياته، عندما عمل مع الرابطة القومية للتمثيل، التى كانت تضم نخبة من رواد المسرح المصرى، كما وقف أول مرة كمحترف على خشبة مسرح دار الأوبرا القديمة مع جورج أبيض فى مسرحية "عطيل".

عندما شاهده نجيب الريحانى يقدم حفلة ماتينيه على مسرح "ريتس"، عرض عليه الاشتراك معه فى فرقته المسرحية، وحينما التقى به فى فيلم "غزل البنات" قال له: "توقعت أن تكون نجمًا منذ أن شاهدتك لأول مرة".

أما فى التأليف، فتتلمذ فريد شوقى المؤلف على يد الراحل سيد بدير، والأديب العالمي نجيب محفوظ، وكان أول إنتاجه فى مجال التأليف فكرة فيلم "الأسطى حسن"، الذى أخرجه صلاح أبوسيف، وكتب السيناريو الخاص به سيد بدير، ثم كتب فريد شوقى للسينما: "حميدو، ورصيف نمرة ٥، والفتوة، وجعلونى مجرمًا"، وحصل عن الأخير على جائزة القصة من الدولة.

تزوج فريد شوقى خمس مرات الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره وكانت تغار عليه كثيرًا، الثانية من محامية احبها كثيرًا وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر ثم تزوج من ممثلة غير معروفة زينب عبد الهادي وأنجب منها منى، ثم النجمة هدى سلطان التي أحبها حتى وفاته رغم الانفصال وأنجب منها ناهد، مها وأخيرًا السيدة سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها عبير ورانيا لذلك لقب بأبي البنات، وقد عمل من أبنائه في الفن الفنانة رانيا فريد شوقي والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي.

وعن قصة طلاق فريد شوقى من هدى سلطان، فقد ترددت قصص كثيرة عن تسبب فيلم "امرأة في الطريق" الذي قامت ببطولته هدى سلطان ورشدي أباظة فى هذا الطلاق، حيث قيل إن فريد شوقي شعر بالغيرة من رشدى أباظة، حيث كان فريد شوقى في تلك الفترة كان يقوم بتصوير فيلم آخر، وفي طريق عودته كان يمر على هدى سلطان أثناء تصويرها للفيلم، فكان صناع الفيلم يحجبون عنه الألبومات خوفا من غضبه حينما يراها، وهو ما أكدته ابنته ناهد فريد شوقى فى تصريحات صحفية سابقة.

فيما عزا المكايير الشهير محمد عشوب سبب الطلاق إلى أنه بسبب غيرة هدى سلطان من توايد الجميلات بجوار فريد شوقى بعد أن صار نجم تركيا الأول بعد توقف صناعة السينما فى مصر بسبب الحرب، وهي الأخبار التي وصلت إلى هدى سلطان في مصر، طلبت منه أن تأتي إليه، ولكن رفض بحجة برودة الجو في تركيا، فكانت المفاجأة قدومها غير المتوقع وتأكدها من صحة ما قيل، وحينما طلبت منه العودة إلى مصر رفض مبررا موقفه بتعاقداته هناك، فعادت هي إلى مصر وأصرت على الطلاق.

وأشارت إلى أن والدها كان من المفترض أن يقوم ببطولة الفيلم بدلا من رشدي أباظة، لكن هذه الفترة شهدت انشغاله بالعديد من الأعمال، وهو ما منعه من المشاركة.

من أبرز أعماله الفنية من الأفلام السينمائية: "غزل البنات 1949، أمير الانتقام 1950، زينب 1952، ريا وسكينة 1953، صراع فى الوادى 1954، جعلونى مجرما 1954، الفتوة 1957، باب الحديد 1958، بداية ونهاية 1960، وا إسلاماه 1961، الكرنك 1975، السقا مات 1977، إسكندرية ليه؟ 1979، خرج ولم يعد 1985"، وقد اختيرت ضمن قائمة احسن مائة فيلم حسب استفتاء النقاد عام 1996.

ومن أبرز الأعمال المسرحية: "البكاشين- الدنيا لما تضحك – شارع محمد علي".

أما عن أهم الأعمال التليفزيونية: "البخيل وأنا - صابر ياعم صابر- العرضحالجي- عم حمزة- العاصفة- العبقري".

حصل على جائزة الدولة عن قصة "جعلونى مجرما" عام 1955، كما فاز بجائزة الإنتاج في مهرجان برلين عام 1956 عن فيلم "الفتوة"، حصل على جائزة الدولة للإنتاج عام 1962، وسام العلم عام 1964 كرمه مهرجان القاهرة عام 1994.

يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.