إعلان الحرب على الكيس البلاستيك بـ البحر الأحمر.. المحافظة تمنع استخدامها في المعاملات التجارية.. شجار بين أصحاب المولات والأهالي ومطالبات بـ إيجاد بدائل رخيصة.. وخبراء: تمثل كارثة بيئية

حالة من الجدل سادت بين أهالى البحر الأحمر بسبب قرار منع الأكياس البلاستيكية، حيث يطالبون بتوفير بدائل الكيس البلاستيك وتنفيذ القرار على مراحل، خاصة أن المحلات والمولات التجارية بدأت تستغل هذا القرار بعمل أكياس ورقية وقماش مطبوع عليه اسمها كنوع من الإعلان وتباع بأسعار بها عائد ربح، مما سبب حالة من الضيق بين الأهالى.

مشاجرات مع المولات التجارية
يوميا تحدث مشاجرات بسبب تلك الممارسات من المولات التجارية، والتى تعتبر ذلك نوعا من الضغط على المواطن لتضعه فى مواجهة مع صاحب القرار، لذلك قامت جمعية المحافظة على البيئة "هيبكا" بالتعاون مع الوحدة المحلية لمدينة الغردقة بتوزيع شنط بالمجان فى سوق الخضار بالغردقة، كنوع من توفير البدائل عن الكيس البلاستيك بعد قرار محافظ البحر الأحمر بمنع تداوله فى الأسواق والمحلات لأخطاره البيئية والصحية، وتقوم هيلدا بإنتاج كميات من الشنط كبيرة لتوزبعها مرحليا حسب استلامها من المصنع مجانا.

"الكيس البلاستيك" كارثة بيئية
ويقول الباحث البيئى الدكتور أحمد غلاب: "لا تخلو حياتنا مطلقا من أى استخدام للأكياس البلاستيكية، فهو الوسيلة الوحيدة تقريبا التى نعرفها لوضع أى شىء نشتريه، من البقالة إلى الدواء، وكل مستلزمات حياتنا تقريبا، لكن نادرا ما يعتقد أحد أن فى هذا "الكيس البلاستيك" كارثة بيئية واقتصادية كبيرة، يتكلم العالم كله عنها ومصر تستهلك 12 مليار كيس بلاستيك فى العام الواحد، تكلف تقريبا حوالى 2.5 مليار جنيه غالبهم بالعملة الصعبة، لأننا نقوم باستيراد المواد الخام المصنعة لتلك الأكياس البلاستيك، ما يعنى أن هناك ما قيمته 2 مليار ونصف المليار جنيه وما يعادلها من العملة الصعبة يتم إلقاؤها فى القمامة فى النهاية.

5 تريليون قطعة من المخلفات البلاستيكية
وتؤكد هبة شوقى، الرئيس التنفيذى لجمعية الحفاظ على البيئة "هيبكا"، أنه يوجد حاليا حوالى 5.25 تريليون قطعة من المخلفات البلاستيكية فى المحيط، منها حوالى 269 ألف طن تطفو على السطح والباقى فى أعماق البحار والمحيطات، مشيرة إلى أن المتسوقين في جميع أنحاء العالم يستخدمون سنويا ما يقرب من 500 مليون كيس من البلاستيك، وهذه الأرقام فى ارتفاع مستمر وما يقرب من 100 ألف كائن بحرى يموت سنويا من البلاستيك وما يقرب من مليون من الطيور البحرية يموت سنويا من ابتلاع البلاستيك في كيس واحد من البلاسيتك قادر على قتل عدة كائنات بحرية لصعوبة التفكك لمادة البلاستيك، ومن الوارد جدا أن يبتلعه أحد الكائنات ويموت وتتحلل الجثة ثم يبتلع الكيس كائن آخر من جديد.

وقالت المدير التنفيذى لـ "هيبكا"، إنه مما لا شك فيه أنه يمكن إطلاق ما يسمى "عصر البلاستيك" على الزمن الراهن نتيجة للتوسع الكبير في استخدام البلاستيك بشكل عام وأكياس البلاستيك بشكل خاص في جميع أشكال الحياة، والذي أدى إلى أضرار بيئية جمة أدت إلى قتل مئات الآلاف من الثدييات والطيور والأسماك على مستوى العالم وبالتبعية في البحر الأحمر، بناءً عليه فقد أرسلت جمعية هيبكا مذكرة للواء أركان حرب أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، للتوعية بالأخطار البيئية الناتجة عن استخدام البلاستيك على النظام البيئي في محافظة البحر الأحمر والتوصية بحظر استخدامه، وبناءً عليه تم إصدار قرار يهدف إلى حماية الحياة البرية والبحرية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، والتي تأثرت بشدة من البلاستيك سواء عن طريق الابتلاع أو الاختناق أو الغرق أو التسمم من البقايا البلاستيكية، مما يؤثر بالتبعية على صحة الإنسان.

حملة توعية عن الآثار السلبية للبلاستيك
وأوضحت "شوقى" أن جمعية هيبكا ستقوم بدورها بإطلاق حملة توعية حول الآثار السلبية للبلاستيك على الحياة البحرية والبرية وصحة الإنسان، بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات للمدارس العامة والخاصة، وحملات التنظيف للجزر والشواطئ وتحت الماء بالتعاون مع المدارس العامة والخاصة، ومراكز الغوص، والمشاركة المجتمعية من سكان المحافظة ستعمل الحملة كذلك على استهداف الفنادق والمنتجعات في نطاق المحافظة لدعم وتشجيع تقليل استخدام البلاستيك، حيث بدأت التجربة في أحد فنادق مجموعة فنادق البحر الأحمر إذ تم اعتماد فندق جراند سيفا من قبل الجمعية كأول فندق في الغردقة يطبق هذه الاستراتيجية في عام 2018، آملين أن يتم التطبيق في جميع الفنادق في نطاق محافظة البحر الأحمر.