الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى مرور عام على قمة سنغافورة.. أمريكا وكوريا الشمالية لا تزالان متباعدتين حتى في تعريف نزع السلاح النووي.. كيم يحذر من اتخاذ إجراءات قوية نهاية العام.. وأمريكا تضع شروطا لعقد أخرى مماثلة

الرئيس الأمريكي وزعيم
الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية

قمتا سنغافورة وهانوي يكشفان عن هدم استعداد كيم جونغ أون للتخلي عن ترسانة بلاده
كيم يحذر من اتخاذ إجراءات أقوى بحلول نهاية العام إذا لم تتخذ واشنطن موقفا تفاوضيا أكثر مرونة
ناشيونال انترست تتساءل: 
هل يستأنف ترامب الدعوة لتوجيه ضربة عسكرية لكوريا الشمالية إذا استأنف النظام التجارب النووية؟

نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، تقريرا مطولا بمناسبة ذكرى مرور عام على قمة سنغافورة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، قائلة: "على الرغم من أن القمة كانت تاريخية باعتبارها أول اجتماع يحدث على الإطلاق بين قادة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إلا أنها فشلت في تحقيق أي تقدم نحو نزع السلاح النووي الفعلي".

وأوضحت المجلة أنه في البداية، أخطأ البعض في فهم القمة، بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه 'لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية. . . لقد حللت هذه المشكلة'، إلا أنه منذ قمة سنغافورة، تبين أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لا يزالان متباعدين حتى في تعريف 'نزع السلاح النووي'، منوهة بأن قمة سنغافورة، ومن بعدها قمة هانوي، كشفت أن كيم جونغ أون لم يعد مستعدا للتخلي عن ترسانة بلاده أكثر من والده وجده.

وأشارت "ناشيونال انترست"، إلى أن الولايات المتحدة، تعرضت منذ فترة طويلة، لانتقادات لعدم رغبتها في عقد اجتماع قمة حتى يتم التوصل إلى اتفاق من قبل الدبلوماسيين، لكن نهج ترامب غير التقليدي لم يكن ذو فعالية في الحد من طموحات بيونج يانج النووية، وربما تكون المشاركة الدبلوماسية الواسعة، بما في ذلك على مستوى القادة، قد أكدت وجود خلافات لا يمكن التوفيق بينها.

وأكدت المجلة أن بيونج يانج عادت الآن إلى العزلة التي فرضتها على نفسها، ورفضت المناشدات المتكررة من قبل الدبلوماسيين الأمريكيين والكوريين الجنوبيين لاستئناف الحوار، إلا أن النظام الشمالي رفض حتى الجهود التي بذلتها كوريا الجنوبية لتقديم المساعدات الإنسانية.

وأضافت أن إدارة ترامب بدأت باستخدام القوة، حيث فرضت الإدارة خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى، عقوبات على كيانات كوريا الشمالية أكثر مما فرضته إدارة أوباما في ثماني سنوات. ولكن مثل سابقيه، لم يطبق ترامب القوانين الأمريكية بالكامل، بما في ذلك تلك التي تحمي النظام المالي الأمريكي. على الرغم من كلامها الحاد، لم تكن أبدا سياسة الضغط القصوى لإدارة ترامب هي الحد الأقصى.

ونوهت المجلة الأمريكية بأنه في عام 2018، أعلن ترامب عدم فرض عقوبات على ثلاثمائة كيان كوري شمالي ينتهك القانون الأمريكي وقرارات الأمم المتحدة لأنه 'سيكون غير محترم قبل الاجتماع مع كيم، كما لم تتخذ الإدارة أي إجراء ضد قائمة تضم 12 بنك صينيا أرسلها الكونجرس إلى البيت الأبيض لاتهامات متعلقة بغسل الأموال.

وأضافت أنه بعد قمة سنغافورة، ألغى ترامب التدريبات العسكرية من جانب واحد، وألغت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الآن 11 مناورة على الأقل من الحلفاء وفرضت قيودا على التدريب العسكري الإضافي، في حين لم تتلق الولايات المتحدة أي إجراء دبلوماسي أو عسكري متبادل ردا على تنازلات ترامب، وما زالت المناورات العسكرية لكوريا الشمالية مستمرة بلا هوادة.

ولفتت المجلة إلى أنه منذ قمة سنغافورة بين ترامب وكيم، امتنع الرئيس الأمريكي عن انتقاد جرائم بيونج يانج ضد الإنسانية، وذكر أن العلاقة الشخصية الوثيقة للزعماء هي السبب في عدم فرض عقوبات إضافية.

وبينت أن الرئيس ترامب يرى حاليا مقاييس النجاح الخاصة به بأنها استمرار لوقف كوريا الشمالية للتجارب النووية والصاروخية، وأعلن ترامب، 'أنا فقط لا أريد الاختبار. طالما لم يكن هناك أي اختبار، فنحن سعداء"، وقلل ترامب من إطلاق بيونج يانج للصواريخ الباليستية قصيرة المدى على الرغم من أن وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ووزارة الخارجية جميعها وصفتها بأنها انتهاكات لقرارات الأمم المتحدة.

وأعلن كيم جونج أون أن صبره له حدود. وحذر من أن النظام سيتخذ إجراءات أقوى بحلول نهاية العام إذا لم تتبنى واشنطن موقفا تفاوضيا أكثر مرونة.

وأكدت المجلة أن الولايات المتحدة تشترط حاليا عقد قمة ثالثة حول التقدم على مستوى العمل بشأن اتفاقية نزع السلاح النووي، ومع ذلك، في ديسمبر 2018، علق مستشار الأمن القومي، جون بولتون، بأن عدم إحراز تقدم منذ سنغافورة أكد وجهة نظر الرئيس بشأن الحاجة إلى عقد قمة ثانية.

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بأنه من غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب ستستأنف الدعوة إلى توجيه ضربة عسكرية وقائية إلى كوريا الشمالية إذا استأنف النظام التجارب النووية أو اختبارات الصواريخ المقذوفة، ولكن من المؤكد أنها ستعيد شبه الجزيرة الكورية إلى وضع أكثر تشددًا.