الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية المجنون وعصابته .. حرقوا 17 شخص داخل بار

احد المتهمين
احد المتهمين

4 أعوام من المحاكمات وتداول الجلسات والاجراءات الجنائية والدفوع والمرافعات انهتها محكمة النقض بتأييد إعدام "حماصة وميكا والمجنون وسعيد" المتهمين بالحرق العمد المقترن بقتل 17 شخصا داخل بار الصياد بالعجوزة عام 2015.

بداية الجريمة


في اواخر شهر ديسمبر من عام 2015 كانت رغبة 3 شباب في السهر في احدي البارات بمنطقة العجوزة وراء ارتكابهم جريمة بشعة انهت حياتهم في ريعان شبابهم فدفعهم طيش الشباب عندما رفض بودي جاردات البار ادخالهم لقضاء سهرتهم الي الانتقام وعقب تنفيذ ما عقدوا العزم عليه اكتشفوا ازهاقهم ارواح 17 شخصا .. فر المتهمون هاربين منهم من اتجه الي محافظة السويس ومنهم من لجأ الي خاله باحدي المناطق النائية بالجيزة .

معاينة النيابة للبار المحترق

فور وقوع الحادث ترأس المستشار هادي عزب رئيس نيابة العجوزة آنذاك فريقا من اعضاء النيابة وتوجه لاجراء معاينة تصويرية لموقع الحادث وكشفت المعاينة التي اجراها فريق من نيابة العجوزة ضم كل من محمود هاشم مدير النيابة واسامة الزناتي واحمد حسني وعلي السيسي وكلاء اول النيابة - وقت الحادث - ان البار يقع علي مساحة تتراوح من 350 الي 400 متر وان الباب والجدران من الداخل خشبية مما ادي الي اشتعال النيران بها بسرعة كبيرة فضلا عن كميات الكحول والخمور الكبيرة وتصاعدت اعمدة الدخان وسادت حالة من الهلع بين رواد المكان الذين تتفاوت اعمارهم بين كبار السن وشباب من رواد المحل والعاملين بداخله ولم يتمكنوا من الخروج مما ادي الي مصرعهم مختنقين كما اسفرت المعاينة عن تفحم البار بالكامل وتبين وفاة 12 رجلا و 5 سيدات .

وانتقل فريق النيابة الي مستشفيات العجوزة وامبابة التحرير العام وبولاق الدكرور وتمت مناظرة الجثث التي تبين عدم وجود اثار حروق بها وان سبب الوفاة اصابتهم بحالة اختناق فامرت النيابة بندب الطب الشرعي لتشريح جثث المتوفين لبيان اسباب الوفاة تفصيليا وامرت بندب خبراء الادلة الجنائية لفحص الحريق وكتابة تقرير مفصل حول اسباب الحريق وما خلفه من خسائر .

حائط متحرك بالحمام يقود لمخبأ سري ويكشف عن الجثة الــ 17


كشف بحث موظف بالمعاش علي نجله العامل ببار الصياد وفقد عقب الحادث لمدة 3 ايام عن العثور علي جثة الشاب داخل غرفة سرية بالبار يتم العبور اليها عبر حائط متحرك من دورة المياه وكشفت تحقيقات النيابة، أن النيابة تلقت بلاغًا من موظف على المعاش، أكد فيه أن نجله (18 عامًا) كان يعمل في البار، و"مفقود" بعد مرورو 3 ايام علي الحادث

وتابعت التحقيقات، أن المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة انذاك أمر بعمل تحريات لمعرفة مكان الشاب المفقود، وانتقل هادي عزب رئيس النيابة إلى البار صحبة مدير المحل الذي اكد ان البار به غرفة سرية يختبئون بها وقت مداهمة مباحث الاداب للمحل وباجراء المعاينة عثرت النيابة علي حمام صغير الحجم وحائطه يحتوي علي شفاط فقام مدير المحل بازاحة الحائط ليكشف عن غرفة مساحتها 2 ونصف متر في 2 ونصف وتم العثور على جثة الشاب مسعد . س . ع فقررت النيابة تشريح الجثة .

خطة ضبط الجناة


المتهمون الثلاثة الرئيسيون محمد عماد محمد على وشهرته " حماصه " 18 سنة طالب ومحمد عبدالرحمن زكى عبدالرحمن وشهرته " محمد المجنون " 19 سنة ومحمد جمال 19 سنة حاصل علي دبلوم وشهرته "ميكا" كشفت الاجهزة الامنية بالجيزة عن هوياتهم من خلال التحريات ومشاهدات الشهود من البودي جاردات المكلفين بحماية الملهي .. مأمورية بقيادة اللواء مجدي عبد العال مدير الادارة العامة للمباحث والعميد عبد الحميد ابو موسي مفتش مباحث قطاع وسط الجيزة انذاك نجحت في القاء القبض عليهم بارتكابهم الجريمة بعدما اسفرت التحريات ان المتهمين توجهوا للسهر بــ "بار" الصياد بشارع النيل بالعجوزة الا ان مدير الملهي منع المتهمين الاول والثاني من الدخول مستهزئا بهيئتهما ورفض دخولهما للسهر بالمحل وطردهما البودي جارد فتوجها للسهر بمكان اخر ثم عادا الي امبابة وقال احدهم للاخر : " احنا اتعمل معانا الغلط ولازم نرد كرامتنا عشان شكلنا ادام الناس " فعثر المتهم الملقب ب "المجنون" علي زجاجتي مياه غازية بجراج كانوا جالسين بجواره فملئهما ببنزين من تانك الدراجة البخارية واستعان بــ "حماصة" و"ميكا" ومتهم رابع يدعي محمود سعيد وقاد حماصة دراجة وخلفه المجنون وقاد ميكا دراجة اخري وخلفه محمود سعيد وتوجها الي بار الصياد قرابة الساعة السادسة صباحا والقي المجنون زجاجتي المولوتوف فيما اطلق محمود سعيد رصاصة من فرد خرطوش كان بحوزته وفروا هاربين .

واضافت التحريات ان المتهمين عادوا الي امبابة وجلسوا علي مقهي بشارع بشتيل ثم تلقوا اتصالات هاتفية كثيرة علموا من خلالها وفاة العديدين في الملهي فقرر حماصة والمجنون الهرب لدي سيدة صديقة ل حماصة بالسويس.

توصل فريق البحث الي هوية المتهمين من خلال مشاهدة لاحد العمال بالملهي الذي ادلي باوصافهما وهويتهما فانتقل الضباط الي منطقة امبابة سكن المتهمين الذين تشابهت اسمائهم مع اخرين الا ان فريق المباحث توجهوا الي منزل محمد عبد الرحمن "المجنون" ومن خلاله توصلوا الي منزل حماصة وعثروا علي صور لهما سويا ومن خلال استكمال الفحص والتحري تم التوصل الي احد اصدقاء حماصة الذي قال انه تعرف علي سيدة منذ فترة بالاسكندرية وتوجه اليها مرتين مسبقا بمحافظة السويس وانه علم انه ذهب اليها بعد الحادث فتم التنسيق مع مباحث السويس وتوجهت قوة من مباحث الجيزة وتوصلت الي مكان المتهمين بحي فيصل والقي القبض عليهما بعد اعداد كمين لهما اثناء الخروج من محل "كشري".

ضبط سيدة السويس

بعد ضبط المتهمين القت الاجهزة الامنية بالجيزة القبض علي ربة منزل المتهمة باخفائها المتهمين بمنزلها بحي الاربعين بالسويس ، وكشفت مصادر امنية ان المتهمة تبلغ من العمر 36 عاما وصديقة احد المتهمين الذي توجه وصديقه فور علمهما بوفاة عدد كبير من العاملين بالملهي اليها للاختباء بمنزلها حيث تم وضع الدراجة البخارية المستخدمة في الحادث علي سيارة ربع نقل وتوجها بها الي السويس حتي توصلت تحريات الاجهزة الامنية ومناقشات احد اصدقائهما الي هروبهما الي السويس فتحركت قوة بالتنسيق مع اجهزة الامن هناك وتم القاء القبض عليهما كما تم ضبط صاحبة المنزل بتهمة اخفاء المتهمين .

المتهمون : الهيبة الضائعة دفعتنا للانتقام


ادلي المتهمون بحرق بار الصياد بالعجوزة باعترافات تفصيلية لارتكاب جريمتهم في تحقيقات النيابة التي استمرت 10 ساعات متواصلة.

وقال المتهمون الثلاثة امام فريق النيابة انهم عقب طرد مدير ملهي الصياد لهم ومنعهم من الدخول توجهوا للسهر بملهي اخر يدعي "الدوح" ثم عادوا قرابة الساعة الخامسة فجرا الي منطقة امبابة مقر سكنهم وجلسوا سويا يفكرون في طريقة للانتقام حيث قال احدهم "احنا مينفعش نسكت علي اللي اتعمل فينا ده كدة هيبتنا هتروح في المنطقة ومحدش هيخضع لينا بعد كدة مينفعش نبقي هفأ " فاقترح احدهم خطف مدير الملهي لتاديبه ثم استبعدا فكرة خطفه لصعوبة تنفيذها وكانت الفكرة الاخري بحرق المحل كنوع من الانتقام والعقاب لاصحابه ومديره

واضاف المتهمون في التحقيقات انهم ملأوا زجاجتي مياه غازية فارغة بالبنزين من تانك الدراجة البخارية ووضعا بهما فتيل وتوجها الي الملهي الساعة السادسة صباحا والقياها علي الملهي وابدي المتهمون خلال التحقيقات ندمهم علي وفاة 17 شخصا مؤكدين انهم لم يعلموا بوجود هذا العدد بالداخل ولم يقصدوا قتلهم ولم يتوقعوا ان يصل الامر الي هذا الحد معتقدين انها ستقتصر علي حرق واجهة الملهي فقط .

واستطردوا قائلين انهم علموا بوفاة الضحايا من وسائل الاعلام واتصالات هاتفية تلقوها من اصدقاء لهم مما دفع حماصة والمجنون الي الهرب الي السويس لدي زينب . ا صديقة حماصة فيما هرب ميكا ومحمود سعيد خارج منطقة امبابة واصطحبت النيابة المتهمين وسط حراسة امنية مشددة الي موقع الحادث حيث قاموا علي مدار ساعة ونصف بتمثيل الجريمة وشرح كيفية القاء المولوتوف والهرب من موقع الحادث .

ووجهت النيابة للمتهمين تهمة الحرق العمد مما اسفر عن مقتل 17 شخصا والذي صرحت مصادر قضائية مطلعة علي التحقيقات ان هذا الاتهام يعاقب عليه بالاعدام شنقا طبقا للمادتين 252 و 257 من قانون العقوبات وامرت بحبسهم علي ذمة التحقيقات .

وامرت النيابة بحبس محمود سعيد المتهم الرابع بعد تحقيقات استمرت عدة ساعات اعترف خلالها المتهم بتفاصيل ارتكابه الجريمة بمعاونة المتهمين الاخرين حيث قرر انه اتفق مع المتهمين الثلاثة الاخرين "حماصة والمجنون وميكا" علي الانتقام من المسئولين عن الملهي بعد طردهم والاستهزاء بهم واعترف انه اطلق الرصاص فقط من فرد خرطوش ولم يحمل مولوتوف او يلقيه علي البار وقال المتهم ان فرد الخرطوش ملكه لم يتحصل عليه من احد وانه عقب ارتكابهم الجريمة وعلمهم بسقوط العديد من الضحايا هرب الي شقة خاله بمنطقة اكتوبر

فيما قال خال المتهم الذي القي القبض عليه بتهمة التستر علي نجل شقيقته بأنه لا يعلم شيئا عن إشتراك نجل شقيقته فى الواقعة وأنه لم يتوقع إرتكابه جريمة وأنه ترك منزله بعدما تشاجر مع والده وقرر الخروج من المنزل لتهدئة أعصابه حتى لا يشتد بينهما الخلاف مجددا فذهب للاقامة معه

واجرت النيابة التحقيق مع المتهمة باخفاء المتهمين لبيان مدى علمها بارتكاب المتهمين الجريمة من عدمه واخفائها لهم حيث انهم هاربين من العدالة وواجهت المتهمة تهمة اخفاء متهمين هاربين من العدالة بعدما اعترفت أنها كانت على علم بارتكابهم للجريمة حيث انكرت في البداية ثم اعترفت بمحضر الشرطة .