الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كر وفر بين واشنطن وطهران.. قراصنة الخليج.. نيويورك تايمز: أدلة واضحة على ضلوع طهران في هجوم خليج عمان.. رد فعل ضد العقوبات الأمريكية.. والحل تدمير الأسطول الإيراني

البحرية الإيرانية
البحرية الإيرانية

  • البحرية الأمريكية دمرت نصف الأسطول الإيراني عام 1988
  • زوارق إيرانية حامت حول إحدى الناقلتين في خليج عمان قبل الهجوم
  • طهران تسعى للبرهنة على أن ترامب يطلق تهديدات جوفاء
  • تصريحات ترامب المتناقضة تشجع إيران على الضغط عليه

في 14 أبريل 1988، اصطدمت الفرقاطة الأمريكية "يو إس إس صمويل بي روبرتس" بلغم بحري إيراني بينما كانت تبحر في مياه الخليج العربي، وأسفر الانفجار عن إصابة 10 من أفراد طاقم الفرقاطة، التي كادت تغرق بفعل الضرر الذي أصابها.

بعد ذلك بأربعة أيام، ردت البحرية الأمريكية بتدمير نصف الأسطول الإيراني خلال ساعات معدودة، وبعدها لم تهدد إيران الملاحة الدولية لسنوات طوال.

وقالت صحيفة "نيويورك" تايمز الأمريكية إن الوضع تبدل مجددًا، وعاد النظام الإيراني، الذي وصفته بـ "نظام القراصنة"، إلى ممارسة قرصنته في الخليج.

وكانت آخر شواهد هذه القرصنة الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان الخميس الماضي، ذلك الهجوم الذي اتهمت واشنطن طهران بالوقوف وراءه، مستندة إلى لقطات فيديو ظهر فيها عناصر من الحرس الثوري الإيراني يزيلون لغمًا بحريًا لم ينفجر ملتصقًا بجسم إحدى الناقلتين. وفوق ذلك، قال الأسطول الخامس الأمريكي إن طائرة استطلاع تابعة له رصدت زوارق هجومية إيرانية تحوم حول إحدى الناقلتين.

وأضافت الصحيفة أن شن هجمات دون مستوى الحرب المفتوحة ثم التنصل من المسئولية عنها هو تكتيك يحمل بصمة إيرانية لا لبس فيها، وقد استخدمته إيران مرارًا.

ويمكن التأكد من ضلوع إيران في الهجوم بتحليل نوع الذخيرة المستخدمة في الهجوم، كما أن توقيته يبعث على الشك في كون أي طرف آخر يقف وراءه، فهو يأتي بينما تضيق الولايات المتحدة الخناق على صادرات النفط الإيرانية، مستهدفة الوصول بها إلى نقطة الصفر.

والهجوم على الناقلتين في خليج عمان يأتي أيضًا بعد سلسلة متصلة من الهجمات منذ أقل من شهرين تحمل بصمات إيرانية واضحة، وأبرزها الهجوم بعبوات ناسفة على أربع ناقلات نفط قرب المياه الإقليمية الإماراتية في 12 مايو الماضي.

وأوضحت الصحيفة أنه يمكن النظر إلى هذه الهجمات كوحدة واحدة على ضوء كونها ردًا انتقاميًا من إيران على استئناف العقوبات الأمريكية ضدها، خاصة وأن أي تغيير لم يطرأ على سلوكها حتى بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها بموجبه، قبل أن يقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه العام الماضي وإعادة فرض العقوبات على طهران.

وربما كان هجوم خليج عمان أيضًا نتاج جهود من الجناح المتشدد في النظام الإيراني لقطع الطريق على أي احتمالات للعودة إلى مائدة التفاوض حول اتفاق نووي جديد، لا سيما وأن الحرس الثوري الإيراني كان من بين الأطراف الأكثر استفادة من رفع العقوبات عن إيران، ولذا لا يصعب معرفة سبب تشبثه بالاتفاق القائم ورفضه تغيير بنوده.

ونقلت الصحيفة عن الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز أن السبب الأرجح لإقدام إيران على هجوم الناقلتين هو تحدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبرهنة على أنه يطلق تهديدات جوفاء لا قدرة لديه على تنفيذها.

وتابعت الصحيفة أن النظام الإيراني لاحظ كيف تحول موقف الرئيس الأمريكي إزاء كوريا الشمالية في غضون أسابيع من التهديد العدواني إلى التهدئة وإيثار الحوار، بعدما اقتنع أن كلفة المواجهة مع بيونج يانج أكبر من مكاسبها.

ومن المفارقات أن سلوك ترامب نفسه ينطوي على ما يشجع إيران على التجرؤ بشن هذا النوع من الهجمات، فهو لا يستقر على نغمة واحدة في خطابه تجاه إيران، وتتراوح تصريحاته جيئة وذهابًا بين التهديد بالتصعيد حتى شن الحرب وعرض الحوار والتفاوض واستبعاد الضربات العسكرية، ما يوحي بأن قليلًا من الضغط يمكن أن يقنعه بالعدول عن خيار استخدام القوة.

ورأت الصحيفة أن الهجوم على سفن مدنية غير مسلحة في المياه الدولية هو اعتداء مباشر على النظام والقانون الدوليين، ولا يجدي في مواجهته التساهل وترك طهران تفلت دون عقاب.

وأضافت الصحيفة أن الحل الأمثل هو إعلان الولايات المتحدة قواعد جديدة للاشتباك، تسمح للبحرية الأمريكية بتدمير أي قطع بحرية إيرانية تهدد أي سفينة في المياه الدولية، حربية كانت أم تجارية، فإن لم تتراجع إيران عن هذا السلوك فسيكون على الولايات المتحدة تدمير وإغراق كل سفينة إيرانية تغادر أي ميناء.

وتابعت الصحيفة أنه إن استمرت إيران بعد ذلك بتهديد الملاحة الدولية فلن يكون هناك مفر من تدمير أسطولها الحربي، سواء في المياه أو في المواني، لأن العالم لا يمكن أن يتسامح مع حفنة من القراصنة يختطفون الاقتصاد العالمي رهينة لعمليات إرهابية.

وختمت الصحيفة بأنه لا أحد يريد حربًا مع إيران، لكن ذلك لا يعني الوقوف بأيدي مكتوفة أمام تصعيداتها، وعليها أن تعي جيدًا أن الولايات المتحدة مستعدة وقادرة على إعادة الكرة وتدمير أسطولها كما جرى عام 1988.