الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عميل الموساد السابق جوناثان بولارد محبط من التجاهل الإسرائيلي له منذ الإفراج عنه

جوناثان بولارد
جوناثان بولارد

"كالذى سرق من بيت أبيه وأعطى لصا .. فلا اللص كافأه .. ولا أبوه سامحه" .. هذا هو حال جوناثان بولارد الأمريكى الجنسية الذى تجسس لحساب جهاز الموساد الإسرائيلي فى الثمانينيات، ويعانى حالة من الإحباط الشديد بعد أن أمضى ثلاثين عاما فى السجون الأمريكية بتهمة التخابر لحساب إسرائيل وتسريب معلومات تحصل عليها بحكم عمله كمحلل للمعلومات فى وكالة الأمن القومى الأمريكية آنذاك. 

ففى لقاء مع القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، قال بولارد إنه منذ الإفراج عنه فى العام 2015 لم يتلق أي اتصالات من الحكومة الإسرائيلية أو مشغليه السابقين فى الموساد توازى ما كانت تقوم به إسرائيل من ضغوط على الإدارات الأمريكية المتعاقبة للإفراج عنه.

وأضاف بولارد – وهو يهودى الديانة – أنه لم يكن بتخابره مع الموساد يقصد الإضرار بالمصالح الأمريكية بل مساعدة إسرائيل، لكن ذلك لم يكن شافعا له لإقناع من تعاقبوا على رئاسة الولايات المتحدة ولأجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية للعفو عنه . 

ويقول بولارد فى مقابلته مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية إن "أسورة التتبع " التى يرتديها عادة عتاة المجرمين فى الولايات المتحدة بعد الإفراج عنهم تذكره فى كل لحظة بالخديعة الكبرى التى عاشها خلال عمله كجاسوس للموساد، متوقعا أن تكون تلك الأسورة هى الأثر الباقى من قصة خيانته الطويلة هى رفيقه الوحيد الى قبره، وأن تصوراته بأنه سيعامل بعد الإفراج عنه " كبطل قومى " فى إسرائيل لم تكن سوى أوهام. 

وبمقتضى القوانين الأمريكية يتعين على عميل الموساد السابق جوناثان بولارد عدم مغادرة مدينة نيويورك بعد غروب شمس كل يوم منذ لحظة الإفراج عنه، كما لا يحق له مغادرة الأراضي الأمريكية مطلقا حتى ولو للسفر إلى إسرائيل

وقالت القناة التلفزيونية الإسرائيلية إن بولارد الذى أجرت المقابلة معه كان يتحدث من أحد مطاعم نيويورك وإلى جواره زوجته ايستر بولارد وإنه أكد خلال المقابلة ان الحكومة الاسرائيلية قد نسيته وانه لم يتلق اى اتصال من مسئوليها منذ الافراج عنه قبل اربعة اعوام بعد ان كان يعتقد انه " الرجل الأهم " بالنسبة لهم . 

وبلهجة مستعطفة، قال بولارد إنه سيكون محبطا إذا خاب رجاؤه فى الحكومة الإسرائيلية برغم كل ما يحمله من حب للشعب الإسرائيلى وكل ما قدمه من خدمات، مُعربًا عن أمله فى ألا تنساه حكومة إسرائيل فى خضم انشغالاتها بتداعيات التصعيد مع إيران ونقل السفارة الأمريكية للقدس والوضع فى الجولان ، ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إبداء الاهتمام اللائق به كشخص خدم إسرائيل ودفع حريته ثمنا لذلك طيلة ثلاثين عاما. 

تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو كان قد طلب فى نوفمبر من العام 2017 من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب السماح للجاسوس بولارد بالانتقال والعيش فى إسرائيل وهى المطلب الذى رفضه ترامب فى حينه ، كما لم تبد الإدارة الأمريكية الحالية برغم انسجامها مع السياسات الإسرائيلية أية مؤشرات للموافقة على ذلك على المدى المنظور وذلك بحسب ما أكدته القناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى .