EN 
لقد سجل التاريخ أن مصر ( كنانة الله في أرضه ) هي أول دولة شقت قناة صناعية في العالم، حيث قامت بشق قناة علي أرضها تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر وهي أطول قناة في العالم بدون أهوسة ، وتربط الشرق بالغرب وتربط العالم بمصر مهد الحضارات ومهبط الأديان ، والملك سنوسرت الثالث هو أول من حفر قناة السويس وافتتحها عام ١٨٧٤ق.م للملاحة وربطها بنهر النيل حتي تصل الي مدينة منف المقدسة .
وسجل المصريون الاحتفال بحفر القنال علي الواجهة الخارجية لمعبد الكرنك ، ولعبت القناة دورا هاما في تاريخ مصر العسكرى والاقتصادى في عصرها الذهبي خلال حكم الأسرة الثانية عشرة وفي حروب وفتوحات أحمس، وتحتمس، وأمنحتب الثاني ، وأول رسوم مرور فرضت علي السفن والقوافل المارة بالقناة في أواخر حكم الملك سنوسرت الثالث وتحصل عند بوابة ثارو( مدينة القنطرة) أو عند البحيرات المرة .
وتعرضت القناة لإعادة الحفر والتوزيع ثماني مرات بعد افتتاح سنوسرت الثالث فاهتم الملك سيتي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة بالقناة فأزال الكثبان الرملية والمستنقعات وأعاد افتتاحها للملاحة عام ١٣١٠ق.م ثم أعاد حفرها الملك نخاو الثاني عام ٦١٠ق.م كما قام الإمبراطور الفارسي دارا الأول بإعادة حفرها وافتتاحها لاستمالة المصريين عام ٥١٠ق.م، كما أعاد افتتاحها الإسكندر الأكبر عام ٣٣٥ق.م ، والإمبراطور الروماني تراجان أعاد حفرها وافتتحها عام ١١٧م كما اهتم الفاتح الكبير عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) بالقناة وربط الفسطاط العاصمة ببحر القلزم ( البحر الأحمر) لنقل الحجاج الي بيت الله الحرام وافتتحها عام ٢١هجرية / ٦٤٢م وعرفت باسم خليج أمير المؤمنين .
وفي العصر الحديث وضع المهندس النمساوي نجريللي مشروع ربط البحرين الأبيض والأحمر بعد أن هدم نظرية اختلاف منسوب المياه بين البحرين واقتبس منه ديلسبس الفكرة وعرضها علي الحكومة المصرية التي عارضت المشروع سياسيا واقتصاديا ثم عرضه مرة أخرى علي الخديوى سعيد باشا زميل الدراسة في أوروبا ولعبة الأتانص ويك وعرض عليه أن تقوم شركته بتنفيذ المشروع بتكلفة ٧ ملايين جنيه مصرى ووافق رغم معارضة بريطانيا .
وعندما تولي الخديوى إسماعيل باشا الحكم عام ١٨٦٢م تم شق القناة بطول ١٦٠ كيلو مترا وعرض ٥٦ مترا وعمق ٦ أمتار بعد أن وقع مع زميل الدراسة وصديقه الإمبراطور نابليون الثالث نصوص الاتفاقية وأهمها: إلغاء نظام السخرة، وافتتحت القناة للملاحة الدولية في ١٧ نوفمبر ١٨٦٩م في حفل باذخ كبير حضره ملوك وأباطرة أوروبا يتقدمهم طبعا الملكة الجميلة أوجيني،وكلف الخديوي إسماعيل الفنان التشكيلي النحات الفرنسي أوجست برتولوى بإعداد تمثال الحرية علي شكل فلاحة مصرية ليوضع عند مدخل القناة في بورسعيد لكن الحكومة الفرنسية أهدت التمثال لأمريكا وهو ما يعرف بتمثال الحرية وأعدت الحكومة المصرية بدلا منه تمثال فرديناند ديلسبس المسئول عن حفر القناة .
وأممت قناة السويس بقرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ شركة مساهمة مصرية ردا علي البنك الدولي الذى رفض إقراض مصر من أجل بناء السد العالي ويعد من أخطر عشرة قرارات في العالم مما أدى الي العدوان الثلاثي علي مصر ، وأغلقت القناة خمس مرات أخرها وأخطرها في يونيه ١٩٦٧م لمدة ثماني سنوات حتي قام الرئيس الراحل أنور السادات بتطويرها وتوسيعها بعد نصر أكتوبر وافتتحها في ٥ يونيو ١٩٧٥م وهو نفس يوم إغلاقها عام ١٩٦٧م وحول هذا اليوم من يوم حزن ونكسة الي يوم فرح وسرور وأصبح طولها ١٩٠ كيلو مترا وعرضها ٢٨٠مترا وعمقها ٢٢.٥ متر وتعبرها السفن العملاقة.
كما زاد الرئيس السيسي تفريعة أخرى للقناة لتسهيل المرور للسفن ويكون الذهاب والإياب في آن واحد وتكلفة الحفر ٨ مليارات دولار وطرحت الحكومة شهادات استثمار للمصريين بعائد ١٢% لمدة ٥سنوات جمع ٦٠ مليار جنيه خلال شهر واحد ويعد هذا تأييدا للرئيس السيسي من الشعب المصرى وكان الافتتاح في ٦ أغسطس ٢٠١٥م ، فأصبح هذا الشريان الحيوى له دور هام للتجارة العالمية والاقتصاد المصرى .. رحم الله عبدالناصر والسادات وطوبي للسيسي .. وتحيا مصر .
