الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحيا مصر وأفريقيا.. رئيس الوزراء يشارك مؤتمر المدن الأفريقية قاطرة التنمية المستدامة.. مدبولي: نتبنى استراتيجية وطنية لـ التنمية المستدامة

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي - رئيس الوزراء

الدكتور مصطفى مدبولي:
  • برنامجَ عمل الحكومة "مصر تنطلق" مَثَّل فيها البعد الافريقي رُكْنا أساسيا
  • قضية السكان تُمثل أحد أهم التحديات التي تقضي على مكاسب التنمية
  • القارة الأفريقية ستصبح من أكثر القارات توجهًا نحو التنمية الحضرية
  • علينا تكثيف استخدام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والابتكار



قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن مِصر تبنت استراتيجية وطنيةً للتنمية المستدامة تمثلت في رؤية مصر 2030، موضحا أن برنامجَ عمل الحكومة "مصر تنطلق"، مَثَّل فيها البعد الأفريقي رُكْنا أساسيا حيث أَكدت مِصْرُ دوما.

جاء ذلك خلال كلمته أمام مؤتمر "المدن الأفريقية.. قاطرة التنمية المستدامة"، الذي حضره ليندر نزوي، رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية، وعدد من الوزراء، والمحافظين، والمسئولين.

وأضاف: "وعلي لسان قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي، انتماءها للقارة الأفريقية ووحدة المصير المشترك، والإيمان بأن نجاح بلداننا الأفريقية سيتحقق عندما تتحد الإرادات السياسية في القارة؛ لنحقق معًا أهداف التنمية بشكل مشترك نعتمد فيه على تقاسم الموارد والاعتناء بشبابنا وبالمرأة الافريقية، مما يُهيئ المستقبل وفرصه الواعدة أمام الأجيال القادمة، حتى نُحَصِّنَها ضد المخاطر الراهنة كالهجرة غير الشرعية والإرهاب",

وتابع: "علاوة على مُواجَهةٍ أَفْضَلَ للمخاطر البيئية بسبب التغيــــرات المناخيـــة التي تُهـــدد أمـــن واستقـــرار دُوَلنـــا، وَتَزيد من الهجرات الداخلية بحثًا عن الماء والكلأ، وكلها تحديات عابرة لحدود الدولة الوطنية وينبغي مواجهتها على الصعيد القاري، وقد تبنى الاتحاد الأفريقي بالفعل العديد من الرسائل والمبادرات التي تعكس مخاطر تلك التحديات وسبل مواجهتها".

وأوضح رئيس الوزراء أن قضية السكان تُمثل أحد أهم التحديات التي تقضي على مكاسب التنمية، حيث ارتفع عدد سكان القارة الأفريقية إلى 1.2 مليار نسمة عام 2015، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 2.4 مليار نسمة بحلول عام 2050، مضيفًا أن الغالبية العظمى من السكان تقطن في المدن، حيث ارتفعت معدلات التنمية الحضرية لتصل إلى 3.5٪ خلال الفترة من عام 2000، وحتى عام 2015، ومن المتوقع أن تصل نسبة سكان الحضر إلى 50٪ بحلول عام 2050، لتصبح القارة الأفريقية أكثر القارات توجهًا نحو التنمية الحضرية.

ولفت إلى أن هذه الزيادة تُتَرْجَمُ في معدلات التحضر إلى ارتفاع في عدد فرص العمل التي يستلزم توفيرها في المدن لاستيعاب الداخلين الجدد لسوق العمل، خاصة من الشباب، وكذلك الطلب المتزايد على خدمات السكن والمرافق والخدمات العامة.

وأضاف أنه بالنسبة لفرص العمل، نجد أن القارة الأفريقية تحتاج لتوفير عدد يتراوح بين 10-12 مليون فرصة عمل سنويًا، لاستيعاب الزيادة في القوى العاملة، وتقليص معدلات البطالة، كما يرتفع الطلب على خدمات السكن منخفض التكلفة والمرافق العامة من مياه شرب وصرف صحي ووسائل نقل ومواصلات وطرق ومصادر للطاقة.

وأكد "مدبولي" أنه إذا نجحت الحكومات الأفريقية، على المستوى المركزي والمستوى المحلي، في زيادة درجة تنافسية المدن الأفريقية، لتصبح أقطاب نمو ومراكز لجذب الاستثمار المحلي والإقليمي والأجنبي، على النحو الذي يؤدي إلى تحفيز النشاط الاقتصادي، ورفع معدلات النمو وتوفير فرص العمل المنتج واللائق وزيادة مستويات الدخول، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، فسوف تحقق القارة الأفريقية طفرة كبيرة في أهداف التنمية المستدامة وأجندة التنمية في أفريقيا حتى عام 2063.

وأكمل: "ولكي تُحقق القارة الأفريقية هذه الأهداف، يتعين تضافر الجهود والعمل مع كافة شركاء التنمية لبناء القدرات على المستوى القومي والمحلي، وتوفير الموارد اللازمة لتمويل الجهود التنموية، وتكثيف استخدام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والابتكار، وتفعيــل منظومـــة التخطيـــط الاقتصــادي والاجتماعـــي والعمرانــي والمحلي، لتطوير المدن الأفريقية لتصبح أقطابًا للتنمية المستدامة".

وأشار إلى أن الإدارة والحكومات المحلية تلعب الدور الأكبر في تحفيز درجة تنافسية المدن الأفريقية، وتحسين مستوى معيشة المواطن، للاستفادة من ارتفاع معدلات التنمية العمرانية والحضرية في قارتنا الواعدة.

وخلال كلمته، رحّب رئيس الوزراء بتواجد رئيس وأعضاء مكتب اللجنة الفنية المتخصصة بالاتحاد الأفريقي المعنية بالخدمة العامة، والإدارة المحلية واللامركزية، والتنمية الحضرية، وأكد اهتمام مصر بملفات الإدارة المحلية ودعم التوجه للامركزية والحوكمة المحلية، لافتًا إلى أن الدستور المصري أكد على ضرورة التوجه نحو اللامركزية، ودعم دور الإدارة المحلية وتمكينها إداريًا وماليًا للقيام بالدور المنوط بها، مؤكدًا أهمية الدور الذي تلعبه منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية في دعم العمل المشترك، وفي إيجاد آلية تنسيقية لتضافر الجهود وتبادل الخبرات وتقديم الدعم اللازم لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء: "دعوني أؤكد أن مؤتمركم المهم وما سبقه من اجتماعات سيؤكد للمختصين في القارة الافريقية وخارجهاعلى أهمية الدور الذي تلعبه المدن في تحسين مستوى معيشة المواطن وتحفيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل ورفع تنافسية المدن الأفريقية، لتحتل المكانة التي تستحقها في ضوء تعظيم الاستفادة من موارد القارة الأفريقية الغنية والمتنوعة، مرددًا: تحيا مصر، وتحيا إفريقيا، ويحيا العمل المشترك من أجل رفعة شأن مُدننا وشأن قارتنا، ونحو مستقبل واعد وآمن ومستقر، لأبناء شعوب قارتنا العزيزة.