الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملف خاص .. القصة الكاملة لحرب الناقلات .. كيف تدار اللعبة فى مضيق هرمز .. طهران وواشنطن .. الحرب تدق طبولها

صدى البلد

تكرر مشهد استهداف ناقلات فى مضيق هرمز وبحر عمان مع ارتفاع منسوب التوتر بين واشنطن وطهران ما دعا إلى التنبؤ بدق طبول الحرب فى المنطقة وربما حدوث مواجهات عسكرية بين أمريكا وإيران بحسب توقعات مراقبون، خصوصا بعد استهداف سفن سعودية وإماراتية ونرويجية بميناء الفجيرة فى المياه الاقتصادية الخالصة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتبعها استهداف محطتى ضخ نفط رئيسي (أرامكو) فى السعودية بصواريخ درون مفخخة والذى صنفته الرياض بعمل إرهابي يستهدف إمدادات النفط إلى العالم إلا أن حركة الإنتاج والتوزيع مرت دون تأثر وواصلت استمراريتها ولكن تأثرت أسعار النفط صعودا بعد ساعات قليلة من الهجوم.
لم تشير أصابع اتهام الحادث لدولة بعينها، لكن كل المؤشرات كانت تتجه صوب إيران فلم تعلن السعودية والإمارات عن المتورط فى الحادث حتى عقدت اجتماعا ثلاثيا بمجلس الأمن وخلص بيان ثلاثى إلى عدة نقاط كان على الأرجح أنها تتهم إيران اتهاما مباشرا فيه .

وجهت الخارجية الأمريكية اتهامات مباشرة لطهران وحملتها مسؤولية الجرائم التى تلت بعضها البعض، فلم يمر سوى شهر بين استهداف الناقلات الأربعة واستهداف ناقلتى النفط فى بحر عمان.


لم يقف الأمر عند الإدانات الدولية والعربية والأممية لتلك الأحداث التى اعتبرها البعض سياسة حافة الهاوية لإيران وآخرون يرونها لعبة أمريكية تدار فى الخليج لتقاسم واشنطن النفط لمواجهة التنين الصينى ، بل تقدم مندوبو دول السعودية والإمارات والنرويج، بطلب إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعُقدت جلسة طارئة أبلغت الأطراف الثلاثة خلالها مجلس الأمن الدولي، أن الهجمات التي تعرضت لها الناقلات يوم 12 مايو الماضى كانت تحمل بصمات "عملية معقدة ومنسقة"، وأن إحدى الدول (دولة ما)  تقف وراء العملية على الأرجح.


تحركات دولية استعداد للمواجهة

تشكلت مساعي البنتاجون الأمريكى خلال ساعات بعد استهداف ناقلتى النفط فى بحر عمان، وعقدت اجتماعات مركزة ولقاءات ثنائية وجماعية واتصالات هاتفية مع مسؤولين في دول العالم من أجل بناء رؤية واضحة بشأن الخطوات التالية لمواجهة احتمالات التصعيد المرتقب في منطقة الخليج، بعد أن وجه الرئيس ترامب اصابع الاتهام إلى إيران بشأن الهجمات على ناقلات نفط وطاقة دولية في "خليج عمان.

 


فتح تحقيق دولى

 

"من المهم معرفة الحقيقة. ومن المهم للغاية أن يتم توضيح المسؤوليات. ولا يمكن أن يتم ذلك بالتأكيد سوى إذا كان هناك كيان مستقل يتحقق من هذه الوقائع"، هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش داعيا إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجمات على الناقلتين.

 

ولفت غوتيرش إلى أن، مجلس الأمن الدولي هو صاحب السلطة الوحيد لفتح مثل هذا التحقيق. جاء ذلك عقب اجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في نيويورك.


التخريب بألغام 

خرجت النتائج الأولية للتحقيق في الهجمات المُنسقة التي طالت 4 ناقلات نفط فى المياه الاقتصادية الخالصة لدولة الإمارات العربية المتحدة صباح يوم الثاني عشر من مايو الماضي قبالة ميناء الفجيرة إلى أن الألغام المستخدمة في الهجوم تم وضعها على السفن بواسطة غواصين كانوا في زوارق سريعة.


نتائج بيان مشترك للدول المتضررة

 

خلص البيان المشترك الذى توصلت الدول الثلاث السبت بمجلس الأمن،  إلى  أن هذه الهجمات عرّضت الملاحة التجارية الدولية وأمن إمدادات الطاقة العالمية للخطر فضلاً عن تهديدها للسلم والأمن الدوليين.

 

وأضاف البيان أن تقييم الضرر الذي تعرضت له الناقلات الأربع والتحليل الكيميائي لقطع الحطام التي تم العثور عليها، أسفر عن أنه من المحتمل جداً أنه تم استخدام ألغام لاصقة عن طريق غواصين تم نشرهم عبر قوارب سريعة في الهجمات التي تمت ضد الناقلات الأربع.

 

وفي حين أكد البيان المشترك أن التحقيقات مازالت جارية، إلا أنه رصد مجموعة من الحقائق التي تُعد مؤشرات قوية على أن هناك جهة فاعلة تتمتع بقدرات عالية هي من تقف وراء هذه الهجمات، أبرزها أن الاختيار المتعمد للناقلات الأربع من بين 200 سفينة كانت ترسو قبالة الفجيرة يتطلب قدرات استخبارية، خاصة وإن إحدى الناقلات المستهدفة كانت في الجهة الآخر من منطقة الإرساء .

 

كما كشفت التحقيقات أن هذه الهجمات تطلبت الاستعانة بغواصين مدربين وإلصاق الألغام بالناقلات المستهدفة بدقة عالية تحت سطح الماء بحيث تجعل الناقلات عاجزة عن الحركة دون إغراقها أو تفجير حمولتها، ما يدل على المعرفة الدقيقة بتصاميم الناقلات المستهدفة، وأن عدة فرق على الأرجح بدرجة عالية من التنسيق هي من نفذت هذه الهجمات، بما في ذلك التنسيق بشأن تفجير الألغام بصورة متزامنة ومتتابعة خلال فترة تقل عن ساعة.

 

أوضحت التحقيقات أن هذه العملية تطلبت الخبرة الملاحية العالية في مجال استخدام القوارب السريعة ودراية عالية بجغرافية المنطقة بحيث تمكن المنفذون من دخول المياه الإقليمية لدولة الإمارات ومن التسلل بعد الانتهاء من العملية.

 


فى 6 مايو قبيل الهجمات

أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان أن إرسال حاملة الطائرات إلى منطقة الخليج يأتي ردا على “الخطر الإيراني” وأن واشنطن ستحاسب طهران على أي اعتداء على قواتها، جاء ذلك قبل الأعمال التخريبية التى طالت السفن الأربعة.


برميل بارود يشعل المنطقة

 حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية من احتمالية حدوث مواجهة تجر المنطقة بأكمها ولم يسلم منها أحد وستكون عواقبها وخيمة، محملا المسئولية لإيران عن التوترات الجارية.

وقال أبو الغيط، تعليقا على استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان، إن "التطورات في الخليج قد تؤدي إلى تصعيد المواجهة، وهناك طرف معين في المنطقة يسعى إلى ذلك".

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم من التصرفات الإيرانية التي تسبب الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، حسب قوله.


انتهاك  للقانون الدولى

 من جانبه، أكد أستاذ القانون الدولى العام الدكتور أيمن سلامة، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن هذه الهجمات التخريبية التى طالت السفن الأربعة نظرا لتعقيدها وفنيتها والوسائل المستخدمة في إحداثها، فضلا عن المدى المحسوب من جهة المخربين (أي الغاية الإجرامية والأثر المحدود فى إعطاب هذه الناقلات فقط دون تدميرها بالكامل)، تعد جريمة دولية تنتهك حقوق الدول.

 وأوضح "سلامة"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه وفقا للخلاصات المبدئية للجنة الفنية المشتركة ذات الطابع الدولى للتحقق من كشف ملابسات الهجمات التخريبية التى طالت الناقلات التجارية قبالة ساحل إمارة الفجيرة بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة الإمارات فى 12 مايو الماضى، والتى كان رئيس البعثة الدائمة فى منظمة الأمم المتحدة اطلع عليها في جلسة غير رسمية في مقره بنيويورك عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنه وفقا للخلاصات الأولية وتأسيسا على العديد من القرائن الظرفية والحقائق القانونية والمادية، فإن مثل هذه الجرائم التخربيبة المهددة لسلامة الملاحة الدولية والمحيطة خطر مباشر بالسلم والأمن الدوليين، والمسئولية تنعقد لحق أي دولة سواء كانت عضو منظمة الأمم المتحدة  أو غير عضو فيها سواء قامت هذه الدولة بارتكاب مثل هذه الجرائم التخريبية المهددة لسلامة الملاحة الدولية عن طريق أدواتها وأجهزتها التنفيذية أو عن طريق أي كيانات أو فاعلين من غير الدول مثل "الميليشيات المسلحة أو التنظيمات الإرهابية كما هو ماثل للعيان تحديدا فى الإقليم".

وقال أستاذ القانون الدولى العام إن العديد من الأحكام القضائية الدولية أكدت مبدأ المسئولية الدولية للدولة في حال ثبوت الدعم التسليحى والتمويل المالى والإشراف الرقابي للدولة على الكيانات أو الفاعلين من غير الدول في حال ارتكابهم أى من الجرائم الدولية.

جدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رجح فى وقت سابق أن تكون طهران مسئولة عن العمليّات التخريبيّة التي استهدفت السفن، معتبرا أن ذلك أمر "ممكن جدا".