الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملف خاص.. ما قبل العاصفة.. ماذا تحمل أوبك لاقتصاديات مصر والخليج.. ميزانيات دول ستتغير وأسعار ستتأثر

صدى البلد

فى خضم التوترات المتصاعدة فى منطقة الخليج التى ألقت بظلالها على أسعار النفط بصعود مفاجئ بمقدار دولارين مسجلة 62.14 دولار للبرميل، بعد ساعات من استهداف ناقلتى نفط فى بحر عمان بالتزامن مع حالة ترقب قبيل انعقاد اجتماع أوبك لكبري الدول المنتجة للنفط فى أول يوليو المقبل بعد أرجائه عدة مرات واجتماعات قمة العشرين الشهر الجاري.

مخاطر جيوسياسية واقتصادية مرتقبة

التهديدات الأمريكية لإيران بتصفير صادراتها النفطية حال تنفيذه فعليا فإنه يشعل فصل جديد من الصراع الاقتصادى المحتدم  حاليا فى منطقة الخليج بين واشنطن وطهران، وعلى الدول الأخرى المنتجة للنفط أن تقوم بتعويض الفارق فى الإنتاج وما تحتاجه السوق مثل السعودية والإمارات وغيرها من البلدان المنتجة بمعدل إنتاج يعادل حوالى 5 ملايين طن من النفط، فى ظل تراجع النفط الليبي بنحو 0.7 مليون برميل يوميا بسبب المعارك الدائرة هناك، فلا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز ستهدد مصالح دول الخليج لمرور الصادرات والوارادت منه وستضرر أيضا الدول التي تستورد النفط الخليجي والإيراني وفي مقدمتها الصين المنافس الاقتصادي الرئيسي للولايات المتحدة

رسالة مزدوجة (طمأنة وردع)

لم تتوان المملكة العربية السعودية  فى طمأنة الأسواق النفطية عقب استهداف ناقلتى النفط فى بحر عمان حيث وجهت رسائل نفطية أعلنت أنها ملتزمة بتزويد الأسواق العالمية بإمدادات "موثوقة" من النفط.

 

وقال وزير الطاقة والنفط السعودى، إن السعودية اتخذت كل الاستعدادات اللازمة للتعامل مع أي تهديدات في أعقاب الحادث وأن المملكة ستتخذ الإجراءات، التي تراها مناسبة لحماية موانئها ومياهها الإقليمية"، داعياً المجتمع الدولي "لتحمل مسئولياته لحماية الملاحة البحرية الدولية".


تحوطات من مخاطر الصعود والهبوط

 وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال أشار فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"،  إلى أن الدول التى تضررت سابقا من الارتفاع والانخفاض الشديد لأسعار النفط لجأت للتحوط ببدائل من خلال تنوع سلة إيراداتها مثل روسيا والسعودية على سبيل المثال.


تصور يثير القلق  

وأثار تصريح لوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، مخاوف جديدة فى أسواق النفط خصوصا للمنتجين بعد توقعاته بهبوط أسعار النفط إلى 30 دولارًا للبرميل حال عدم تمديد اتفاق "أوبك +"، مضيفا أن هناك مخاطر كبيرة بحدوث فائض إمدادات في السوق، كما حدث فى سنوات سابقة والحقت بضرر ملموس لاقتصاديات الدول المنتجة للنفط .

 


لكن عاد "كمال"، ليشير إلى أن السعودية اعتمدت فى استراتيجية 2030 الاعتماد على الاقتصاديات غير النفطية من خلال مشروعات تنموية لتتخطى أي عقبات ناتجة عن أسعار النفط سواء بالهبوط الشديد باعتبارها دولة منتجة أو الصعود ما يعود بخسائر على اقتصاديات الدول الناشئة.

 


التنين الصيني.. لغز الصراع الدائر

وباعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين هما أكبر مستهلكين للنفط في العالم تتضرر سوق النفط أيضًا من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

 

فى هذا السياق، لفت وزير البترول الأسبق، إلى أن الصراع الدائر في منطقة الخليج هو ترجمة الدور الأمريكى تجاه الصين العملاق لتحجيم توسعها الذى تمدّد فى كل دول العالم صناعيًا وصولاً لأفريقيا فضلاً عن اعتمادها على تقنية الـ 5G، مشيراً إلى أن الصين تعتمد على الصين بنسبة 20% فى إمداداتها النفطية.


صراع اقتصادي من الدرجة الأولى

وأوضح "كمال"، أن منطقة الخليج تشهد صراعاً اقتصادياً في المقام الأول، أحد أدواته هو استعراض القوة فى المنطقة.


علاقة مصر باجتماع أوبك

أرجع الدكتور ثروت راغب أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، صعود أسعار النفط بمقدار دولارين إلى حالة التوتر المتصاعد فى منطقة الخليج والتى ترتب عليها صعود مفاجئ في سعر البرميل بعد ضرب ناقلتى نفط في بحر عمان، مؤكداً أن التأثير سلبا سيكون مؤقتا ولن يمتد لفترات بعيدة.

 

وتوقع "راغب"، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، سيناريوهين لنتائج اجتماع أوبك المرتقب، أولهما التزام الدول المنتجة بما فيهم روسيا بخفض الإنتاج ما يعنى العمل على تثبيت الأسعار الحالية ، والآخر يؤشر إلى تداول برميل النفط نحو 60- 65  دولار لخام برنت مع عدم تغيير العوامل المؤثرة حالياً.


وأشار أستاذ هندسة البترول والطاقة، إلى العلاقة غير المباشرة بين اجتماعات أوبك المرتقبة والاقتصاد المصري، لافتاً إلى أن المخصصات المالية للبترول فى الموازنة الحالية حدد سعر برميل النفط فيها عند سعر 65 وحال صعوده فتضطر مصر وقتها لزيادة المخصصات ما يشكل عبئاً على موازنة الدولة والمواطن، وحال انخفاضه عن الـ 65 دولاراً للبرميل فيكون فى مصلحة الاقتصاد بتحقيق فائض.


مكالمة هاتفية غيرت الموازين

 ويعول الرئيس الأمريكى على اجتماعات العشرين المرتقب انعقادها الشهر الجاري.. وقال "أجريت مكالمة هاتفية جيدة جدا مع الرئيس الصيني شي. سنعقد اجتماعًا مطولاً الأسبوع القادم خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.. سيشرع فريقانا في إجراء محادثات قبيل اجتماعنا".. وأكدت الصين نبأ الاجتماع.


توقعات مبشرة

فى المقابل توقعت كبري الدول المنتجة للنفط "أوبك"، أن ينخفض معدل الطلب على النفط بحيث يصل إلى 30.5 مليون برميل يوميا في 2019، أقل بـ 1.1 مليون برميل يوميًا عن مستوى 2018، حيث كان يقدر انتاجها فى 2018 بنحو 31.6 مليون برميل يوميا، أي أقل بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا عن مستوى 2017.

 

من جهة أخرى توقعت ارتفاع الطلب العالمي على النفط من داخل المنظمة وخارجها، بمقدار 1.14 مليون برميل يوميا في 2019، أقل بمقدار 7 آلاف برميل يوميًا، من توقعات سابقة.