الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شجرة مريم بالمطرية.. تاريخ باركته العائلة المقدسة وخطة طموح لتطويرها.. صور

صدى البلد

تراث مصر غني وثري ومتنوع.. هذه حقيقة لا تحتاج للحديث عنها كثيرا كونها موثقة بالأدلة وشهادة التاريخ نفسه.

كاميرا موقع صدى البلد قامت بجولة في أحد أهم المناطق الأثرية في مصر، وهي منطقة شجرة مريم الأثرية بالمطرية.

المنطقة تمثل حكاية نجاح ذات عمق تاريخي، وهذه الحكاية بدأت بقوة فى يناير 2018، حينما أصدر الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قرارا رائعا ومهما بنقل تبعية منطقة آثار شجرة مريم بالمطرية من قطاع الآثار المصرية إلى قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية لإعطاء أهمية أكبر للموقع، خاصة فيما يتعلق بملف رحلة العائلة المقدسة وتوحيد جهة الاختصاص الفنية والاثرية، وإعداد خطة لتطوير الموقع بما يتلاءم مع وضعه فى قائمة محطات الرحلة المقدسة،وهو الملف الذي توليه الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها اهتماما كبيرا،لما له من أهمية كبرى خاصة فيما يتعلق بملف السياحة.

وفي 22 فبراير 2018 بدأت لجنة الاستلام ونقل التبعية بمقر شجرة مريم بالمطرية أعمالها،وذلك ضمن خطة أعدتها وزارة الأثار لتطوير منطقة شجرة مريم وإيجاد حلول سريعة وجذرية لكل ما يواجهه الموقع من مشكلات، خاصة المنطقة المحيطة والمدخل الرئيسي ومسار الزيارة والتجهيزات الموجودة بالموقع، والمباني الملحقة بها مثل المرسم والمحكي والمكاتب الإدارية وسيناريو الزيارة واللوحات الإرشادية.

وصدر في يونيو 2018 قرار الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية واليهودية والقبطية رقم 149، بتكليف أحمد السيد أحمد سليمان، مفتش آثار ثانٍ، بالعمل مديرًا لمنطقة آثار شجرة مريم بالمطرية.

وخلال الجولة في منطقة شجرة مريم الأثرية بالمطرية،رصدنا قصة نجاح صنعها كل العاملين بالمكان على مختلف تخصصاتهم،وتحدثنا مع أحمد السيد مدير المنطقة، لنتعرف منه على مقترحات التطوير والأفكار التي بدورها قادرة على جعل منطقة شجرة مريم أفضل مما كان ومما هي عليه من نجاح.

وقال السيد : المنطقة واعدة وتحتاج إلي نظرة مختلفة لتكون قبلة الحجاج المسيحيين في العالم،بعد أن تمت إضافة إضاءة رائعة للمكان قام بتركيبها مهندسو الكهرباء والفنيين بإدارة كهرباء المطرية وعين شمس، ويمكن من خلال ذلك التأكد من أن المقترحات الخاصة بفتح المزار ليلا للزيارة وبخاصة في أيام الصيف بعد أخذ الموافقات القانونية اللازمة.

وتابع: سيكون هذا ذو مردود كبير على منطقة شجرة مريم المباركة،كما تم الاتفاق مع أحد المكاتب المتخصصة لعمل بورتريهات لمجموعة من الصور القديمة لمنطقة شجرة مريم،وسيتم تكبيرها وعرضها بشكل لائق داخل المنطقة بعد أخذ الموافقات القانونية عليها، وسيكون ذلك إضافة حقيقية لشجرة مريم.

وكشف عن فكرة يمكن أن تحقق فائدة للمنطقة، وهي عبارة عن المواءمة مع البيئة المحيطة بالمنطقة الأثرية، مشيرا إلى أن استغلال المساكن المحيطة بمنطقة شجرة مريم لتأمينها والحفاظ عليها من أهم مقومات المرحلة المقبلة، مضيفا أن منطقة شجرة مريم صبغت كل المنطقة بطابعها،لدرجة أن اسم مريم أصبح مميزا لكثير من المنشآت المحيطة،فهناك مسجد شجرة مريم وعصارة شجرة مريم ومخبز شجرة مريم، حتى أن الكثير من بنات المنطقة اسمها مريم.

وأشاد أحمد السيد بمعهد الحرف الأثرية التابع لقطاع الآثار الإسلامية، والذي قام حسب قوله بالكثير من العمل ضمن خطة تطوير المنطقة وإظهارها بشكل أفضل أمام الزوار وتهيئة المكان لزيارة أفضل، لافتا أن المنطقة تحتاج بالفعل لبيت هدايا ورفع الخدمات المقدمة للزوار خاصة الحمامات.

وقال إنه حرص على التعاون مع كل العاملين بالمكان خلال الفترة الماضية وبالإمكانيات المتاحة، على تهيئة أفضل أجواء للزوار، مما جعل منطقة شجرة مريم قبلة لزوار كثيرين وشخصيات مهمة من مختلف دول العالم،وهذا بفضل جهود العاملين بها، بالتنسيق والمتابعة مع القطاع والوزارة التي تدعم المنطقة بقوة ضمن اهتمامها بملف مسار العائلة المقدسة.

ورغم أن ما تم جيد لصالح المنطقة لكنها بالتأكيد تحتاج لما هو أكثر، وهو ما كشفه لنا بالفعل أحمد السيد، حيث قال إن هناك 7 جداريات ضخمة للفنان محمد حميدة، سيقوم برسمها لوضعها في منطقة شجرة مريم، وتروي رحلة العائلة المقدسة وما مرت به من مسارات ومحطات في محافظات مصر المختلفة.

وقال إن هناك قاعة في المنطقة تصلح لأن تكون متحفا للشجرة وتاريخها، وإنشاء مثل هذا المتحف سيحدث رواجا أكبر في المنطقة، كذلك يمكن عمل لوحة إلكترونية تفاعلية، ومن خلالها يمكن للزوار خاصة الأطفال التعرف علي مسارات وتاريخ رحلة العائلة المقدسة في مصر، كما أنه سيتم تركيب كاميرات مراقبة بغرفة تحكم مجهزة وبوابات أشعة،وهناك مخطط في التطوير لإنشاء واستزراع الجيل الرابع من الشجرة، وتركيب طلمبات لتشغيل شلال الشجرة وهو منظر سيكون ساحرا.

وأضاف: جاري دراسة تنفيذ نظام عزل المياه الجوفية عن الصرف الصحي بالمنطقة،كما أن المكان يصلح بعد الإجراءات اللازمة للتخطيط لإقامة احتفاليات وأنشطة وفعاليات ثقافية، وكل أعمال التطوير التي تمت وستتم مستقبلا ستكون تحت إشراف الأثار، حيث أن قطاع الأثار الإسلامية لا يتأخر في أي شيء لصالح الشجرة وتطويرها.