الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجعنا نشوف نور الدنيا.. عودة البصر لـ 3 أشقاء بعد 25 عاما من الظلام في قنا

عودة البصر لـ 3 أشقاء
عودة البصر لـ 3 أشقاء

بعد أكثر من 25 عامًا من الظلام والسواد، وفي إعجاز طبي لا يتكرر كثيرًا، تمكن ثلاثة أشقاء مكفوفين من رؤية نور الحياة لأول مرة منذ ولادتهم، بعد إجراء عمليات معقدة وزرع قرنيات لهم من خلال مؤسسة "صناع الخير" التي حملت على عاتقها رعاية وتبني حالة الأشقاء الثلاثة الذين لم يعرفوا شكل الحياة ولم يروا نورها من قبل.

معاناتهم وقصتهم التي تم تداولها إعلاميًا حظيت بتعاطف قطاع كبير من المواطنين واستحوذت على اهتمام الكثير من المسئولين الحكوميين على رأسهم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، واللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، نظرًا لكفاحهم وإصرارهم على العمل وزرع قطعة الأرض الصغيرة التى يملكونها بأنفسهم لتوفير احتياجاتهم وأسرتهم التي تتكون من 7 أفراد وما يعانونه يوميًا للوصول إليها.

قصتهم التي كتب لها النجاح بعد أكثر 25 عامًا من الظلام، لم تكن سهلة وميسرة، فحالة عيون الأشقاء الثلاثة معقدة ونسبة الأمل في الشفاء كانت في البداية ضعيفة للغاية، لكن الطبيبة الماهرة رانيا صبحي، أستاذ الرمد بقصر العيني، كان لها رأى صائب، جاء بمثابة الأمل فى إجراء العمليات الجراحية بعد التأكد من جدوى العمليات وعدم خطورتها عليهم، فتم استيراد قرنيات لهم من خارج البلاد وبدأ مسلسل الأمل تدريجيًا.

البداية كانت مع الشقيق الأصغر جابر عيد، الذي يدرس بالثانوى العام بمدارس الأمل للمكفوفين، ليرى النور ويستبدل كتبه التى يقرأها بطريقة "برايل" بكتب الأصحاء، وبعد التأكد من نجاح العملية جاء الدور على الشقيق الثاني محمد عيد "28 عامًا" لتعم الفرحة بين الأهل والفريق الطبى المشرف على العمليات، واكتملت الفرحة بعد إجراء عملية زرع القرنية للشقيق الثالث والأكبر عبد الله الشهير بـ "عطية الله"، 30 عامًا، حيث تم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتم إجراء العملية بنجاح ليرى نور الحياة بعد ثلاثين عامًا، وسط فرحة لا يمكن وصفها.

وقال عطية الله: "الحمد الله تعالى أن من عليَّ بنعمة البصر لكى أشاهد الدنيا بعد 30 عامًا من السواد، لكننى لم أفقد الأمل خلالها فقد كنت دائم التضرع والدعاء للمولى عز وجل أن يكرمنى بهذه النعمة العظيمة مع رضائى بالابتلاء وممارسة حياتى بشكل طبيعى، حتى أننى كنت أذهب للمقهى مثل كل الناس بعد انتهائى من عملى فى الزرع، لذلك أتوجه لمجلس الوزراء ومحافظ قنا ومؤسسة صناع الخير وكل الأطباء بالشكر على جهودهم ورعايتهم حتى اكتملت الفرحة لى ولشقيقي برؤية النور لأول مرة في حياتنا".

فيما قال الشقيق الأصغر جابر: "حالة عيوننا كانت متفاوتة، أكثرها تفاؤلًا لا تزيد على 50%، لكننا كنا على يقين بأن الله سوف يجبر خاطرنا ويحقق لنا أعظم أمانينا، وقد تحقق الأمل من خلال مؤسسة صناع الخير التى حملت على عاتقها قصتنا وتحملت تكاليف العمليات الثلاثة التى بلغت مئات الآلاف من الجنيهات لترسم السعادة على وجوهنا وتدخل البهجة والسرور على أهلنا، فضلا عن دور الإعلام الذى ساهم فى توصيل صوتنا ورسالتنا للمسئولين".

فرحة الأشقاء الثلاثة بعد رؤيتهم للنور لأول مرة فى حياتهم، لم تكن أكثر من فرحة والدهم البسيط الذى تجاوز الستين ووالدتهم التى أعياها التعب والحزن على أبنائها المكفوفين، فضلا عن شقيقتيهم اللتين لم تنقطع زغاريدهما فرحة بأشقائهما الذين أبصروا لأول مرة فى حياتهم.

فيما قالت الدكتور رانيا صبحي، أستاذ الرمد بقصر العيني: "سعيدة بإجراء هذه العمليات والتي لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث كانوا يعانون من انعدام للرؤية بشكل جزئي، وكان لابد من استيراد نوع معين من القرنيات والتي تتلاءم مع حالتهم، وتم إجراء العملية وهم يرون الآن على بعد أكثر من 30 سم، وتتحسن مستويات الإبصار لديهم بمرور الوقت".

وقال هانى عبد الفتاح، المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير للتنمية: "بداية القصة كانت مع إطلاق مبادرة "عنيك فى عنينا" برعاية مجلس الوزراء، وكان المستهدف وقتها إجراء 100 ألف عملية لمرضى العيون، لكن بفضل الله تجاوزنا ذلك إلى 150 ألف عملية متنوعة، منها 200 عملية قرنية حتى الآن، والمعروف عنها خطورتها وتكلفتها المادية المرتفعة، إضافة إلى أننا تعاقدنا مع أكبر مستشفيات العيون بمصر لضمان نجاح العمليات التى تجرى للمواطنين".

وأضاف عبد الفتاح: "بمجرد عرض حالة الأشقاء الثلاثة المكفوفين الذين لم يروا نور الحياة منذ أكثر من 20 عامًا على أحد البرامج بالتليفزيون، تم التواصل معهم، ورغم خطورة حالتهم وعدم تفاؤل الكثير من الأطباء بنجاح العملية فى البداية إلا أن طبيبة كانت صاحبة القرار النهائى فى إجراء العملية وتم البدء بعملية زرع قرنية لجابر فى مستشفى العيون الدولى، وكانت المفاجأة نجاح العملية بنسبة كبيرة ترتفع تدريجيًا مع الأيام، بعدها تم زرع قرنية تم إحضارها من أمريكا للشقيق الثانى محمد، واكتملت فرحة الأشقاء الثلاثة وأهاليهم ومؤسسة صناع الخير بنجاح عملية الشقيق الثالث، ليروا نور الحياة بعد أكثر من 20 عامًا من الظلام، والتى تعد بمثابة إعجاز طبي".

وأشار إلى أن المؤسسة تكفلت بكل تكاليف العمليات في إطار مبادرة "عنيك في عنينا" لمكافحة مسببات العمى برعاية رئاسة الوزراء، بدءا من الانتقال من قنا إلى القاهرة والعكس وحتى إقامة الأشقاء الثلاثة وإجراء الكشف عليهم وحتى إجراء العمليات، والتي يعتبر نجاحها بمثابة إعجاز طبي، لافتا إلى أن هذه رؤية مؤسسة صناع الخير في دعم غير القادرين، خاصة في صعيد مصر لأنهم الأولى بالرعاية.