الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيل الصوت الخاشع الباكي محمد صديق المنشاوي.. رفض دعوة الرئيس جمال عبد الناصر لإحياء إحدى السهرات.. له تسجيلات في 4 دول.. ونجا من الموت بالسم

الشيخ محمد صديق المنشاوي
الشيخ محمد صديق المنشاوي

فضيلة القارئ محمد صديق المنشاوي:
  •  أحد رواد التلاوة.. ولقب بصاحب الصوت الخاشع الباكي
  •  رفض دعوة الرئيس جمال عبد الناصر لإحياء إحدى السهرات
  •  له تسجيلات في فلسطين والكويت وسوريا وليبيا.. ونجا من الموت بالسم



الشيخ محمد صديق المنشاوي واحد من رواد التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، تميّز بأسلوب متميز وحزين بتلاواته، ولد بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، ووضع أبوه الشيخ الجليل صديق المنشاوي هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها “المدرسة المنشاوية”، فأخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام خدام القرآن.

واستمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذي كان سببًا في نجاحه بعد صوته الخاشع، ولُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ"الصوت الباكي".

قال عنه إمام الدعاة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي: «إنه ورفاقه الأربعة مقرؤون، الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله -سبحانه وتعالى- الأرض ومن عليها».

ذاع صيته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية.

وللشيخ المنشاوي تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلا، وله أيضًا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي.

وحكى الشيخ لبعض المقربين منه عندما حاول بعض الحاقدين عليه عندما دعاه للعشاء بعد إحدى سهراته “أي تلاوة ليلية” وأوصى الطباخ بأن يضع له السم في الطعام ولكن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه ألا يفشي سره وأنجى الله الشيخ من المكيدة.

وقيل إنه رفض دعوة وجهها إليه أحد الوزراء قائلًا له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي ورفض أن يلبي الدعوة قائلًا:”لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله”.

وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى -رحمة الله عليه- في الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 ه، الموافق 20 يونيو 1969.