الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق معاناة هدى سلطان من أجل الفن وتهديد محمد فوزى بقتلها.. وعلاقة إفطار فريد شوقي في نهار رمضان بزواجهما وسر ارتدائها للحجاب وصلة قرابتها بـ فريد الأطرش

هدى سلطان وفريد شوقى
هدى سلطان وفريد شوقى

فى محافظة الجيزة وتحديدًا في 4 شارع كافور من شارع النيل – الدقى جيزة عاشت الفنانة الراحلة هدى سلطان، التى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزلها، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 15/08/1925، وتاريخ الوفاة 05/06/2006.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

في الخامس عشر من شهر أغسطس عام 1925 ولدت بهيجة عبد السلام عبد العال الحو، والتي اختارت "هدى سلطان" اسمًا للشهرة في ما بعد، وذلك في قرية فر أبو جندي التابعة لمركز قطور بالغربية، وتعتبر هدى سلطان الشقيقة الثانية للفنان الكبير محمد فوزي بعد هند علام والتي قامت بالتمثيل أيضًا، لكنها لم تحظ بالشهرة نفسها، وتزوج والدهم حوالى 3 مرات وأنجب 25 طفلًا، إلا أن فوزي وهدى وهند أشقاء من الأب والأم أيضًا، وقد حفظت هدى القرآن كاملا وهي طفلة صغيرة.

على الرغم من نشأتهم في أسرة محافظة، إلا أن فوزي أصرَّ على الدخول إلى عالم الفن لكنه رفض تمامًا دخول شقيقته هدى الوسط الفني ويقال أنه هدد بقتل من يساعدها على دخوله، حيث كان يخاف عليها كثيرًا، فقالت هدى سلطان في أحد الحوارات بأن فوزي لم يحاربها بل أنتج لها أفلامًا ولكنه مثل أي أخ جاء من الريف كان يخاف عليها كثيرًا ولكنه إقتنع في النهاية بموهبتها.

تتلمذت هدى سلطان على يد الملحن أحمد عبد القادر، لتُعتمد كمطربة في الإذاعة، فتنبأ لها رياض السنباطي بمستقبل كبير في عالم الغناء، حتى أنه رشحها لتشاركه بطولة فيلمه الوحيد الذي قدمه "حبيب قلبي" في عام 1952.

كما وصف الموسيقار محمد الموجي صوتها بالبارع وقد قامت هدى سلطان بتغيير اسمها الفني، إذ كشفت في أحد حواراتها بأن محاميتها مفيدة عبد الرحمن وقد كانت مقربة لها اختارت لها اسم "هدى" كاسم فني، وفي أثناء حديثهما تلقت اتصالًا هاتفيًا من صديق يدعى سلطان فجاء الاختيار على "هدى سلطان".

تزوجت هدى سلطان خمس مرات، الزيجة الأولى وهي ابنة الـ 14 عامًا، حيث أصرت أسرتها على أن تزوجها بعد أن شعروا برغبتها في احتراف الفن، فقاموا بتزويجها فورًا من محمد نجيب وأنجبت منه ابنتها الكبرى "نبيلة" ، وبعد إصرارها على دخول المجال الفني، خصوصًا بعد أن انتقلت مع زوجها إلى القاهرة، ولكن مع إصرارها وغيرته تم الطلاق.

وعلى الرغم من أنها اختارت الزوج الثاني من الوسط الفني، فتزوجت من الموزع والمنتج والمخرج فؤاد الجزايرلي، وكان الزواج في بدايته مستمرًا، إلا أن الغيرة كانت سبب انتهاء الزواج من دون أن يثمر عن أولاد.

بعدها تعرفت على فؤاد الأطرش شقيق الفنان فريد الأطرش، الذي قدم لها العديد من الألحان ووافقت على الزواج به بالفعل، لكن اشهر قليلة وبدأت المشاكل بينهما ليتم الانفصال، والذي لم يؤثر في ما بعد على علاقتها بفريد الأطرش.

الزيجة الأشهر والتي دامت لفترة أكبر هي زواجها من الممثل فريد شوقي، وبدأ الأمر حسبما روت هدى سلطان فى أحد حواراته الصحفية "كنا فى شهر رمضان وكنت متعبة من الجوع، وقال المنتج وهو يقدمنى لفريد شوقى (الست هدى سلطان، وجه جديد)، انحنى فريد فى رشاقة وقال وهو يبتسم "أهلًا وسهلًا.. تشرفنا يا فندم، وجلست أتفرج على المشهد الذى يجرى تصويره ولاحظت أن فريد شوقى كان يختلس النظر إلى بين حين وآخر، وانتهز فريد فرصة إعداد الأضواء واقترب منى ليقول "تشربى حاجة ساقعة؟.. فقلت له "لأ.. أنا صايمه" وبدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول "صايمة؟، فقاطعته قائلا: "وباصلى كمان.. غريبة؟ فقال : أبدًا أبدًا"، بعد أن وضع لها فريد ورقة في غرفتها فهددته بتصعيد الموقف للمخرج والمنتج وبأنها لا تسمح له بأن يتسلى بها، فرد عليها "أنا عاوز اتجوزك"، فوافقت على الفور وأنجبت منه ناهد ومها، وقدما سويًا أكثر من عشرين عملًا سينمائيًا وأسسا سويًا شركة انتاج سينمائي، لكن أيضًا تم الإنفصال بينهما بشكل ودي بعد 15 عامًا من عام 1951 وحتى عام 1969.

عن تسبب فيلم "امرأة في الطريق" الذي قامت ببطولته هدى سلطان ورشدي أباظة فى هذا الطلاق، حيث قيل إن فريد شوقي شعر بالغيرة من رشدى أباظة، حيث كان فريد شوقى في تلك الفترة كان يقوم بتصوير فيلم آخر، وفي طريق عودته كان يمر على هدى سلطان أثناء تصويرها للفيلم، فكان صناع الفيلم يحجبون عنه الألبومات خوفا من غضبه حينما يراها، وهو ما أكدته ابنته ناهد فريد شوقى فى تصريحات صحفية سابقة.

فيما عزا الماكيير الشهير محمد عشوب سبب الطلاق إلى أنه بسبب غيرة هدى سلطان من توايد الجميلات بجوار فريد شوقى بعد أن صار نجم تركيا الأول بعد توقف صناعة السينما فى مصر بسبب الحرب، وهي الأخبار التي وصلت إلى هدى سلطان في مصر، طلبت منه أن تأتي إليه، ولكن رفض بحجة برودة الجو في تركيا، فكانت المفاجأة قدومها غير المتوقع وتأكدها من صحة ما قيل، وحينما طلبت منه العودة إلى مصر رفض مبررا موقفه بتعاقداته هناك، فعادت هي إلى مصر وأصرت على الطلاق.

بعد عودتها من العمرة في إحدى المرات قررت أن ترتدي الحجاب، وتقول إنها شعرت بأنها عارية أثناء سيرها في الشارع وهي بدون غطاء رأس لأنها تعلم أنه فرض، فقررت أن ترتديه، وكانت قبل وفاتها وعلى مدار 15 عامًا تقوم بأداء فريضة العمرة والإقامة في الحرم لفترة حيث كانت تقوم بقراءة خمسة أجزاء من القرآن يوميًا.

في الخامس من يونيو عام 2006، فارقت هدى سلطان الحياة، وذلك عن عمر يناهز الـ81 عامًا، وكانت قد عانت من سرطان الرئة لمدة أربعة أشهر، إلا ان أسرتها لم تخبرها بالأمر خوفًا على حالتها الصحية، وقد توفيت بعد وفاة ابنتها "مها"بـ50 يومًا، لحزنها الشديد عليها.
من أبرز أفلامها: "امرأة في الطريق" ، "السكرية" ، "جعلوني مجرمًا" ، "فتوات الحسينية"، "كهرمان"، "الاختيار"، "وداعا بونابرت"، "الابن الضال" ، "بدور"، "بورسعيد" ، "سوق السلاح".

كما أدت العديد من الأدوار في الدراما التلفزيونية من أهمها : "زينب والعرش" ، "أرابيسك"، "زيزينيا"، "الليل وآخره"، "الوتد"، "ليالي الحلمية" ، و"للثروة حسابات أخرى". - على خشبة المسرح قدمت: "وداد الغازية" ، "الحرافيش"، "الملاك الأزرق"، "بمبة كشر".

من أشهر أغنياتها: "إن كنت ناسي أفكرك"، "أبين زين"، "من بحري وبنحبوه"، "يا حلاوة الورد".

جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.