الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية من التاريخ.. جبال شهدت إنتصار محطم الأصنام وحامي حمى الإسلام

محمود الغزنوى سلطان
محمود الغزنوى سلطان الدولة الغزنوية

قد يعتقد كثيرون أن الجبال مجرد تكوينات صخرية مختلفة الأحجام،لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذه الجبال في كثير من الأحيان شاهدة علي احداث تاريخية فاصلة،ومنها جـبــال غـزنـة التي كشف لنا حكايتها د.محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار بجامعة المنصورة.

قال عبد اللطيف لموقع صدي البلد:قام الحجاج بن يوسف الثقفى والى العراق فى العصر الأموى بإرسال جيش تحت قيادة ابن عمه محمد بن القاسم سنة 89 هـ/ 707م لفتح السند ، وقد نجح محمد بن القاسم فى إخضاع السند وهى الوادى الأدنى ودلتا نهر السند وكان ثغر الديبل – كراتشى حاليًا – من المدن التي استولى عليها المسلمون.

واستولى القائد المسلم كذلك على البيرون ومكانها الآن مدينة حيدر أباد الحديثة، ووصلت الفتوحات إلى مدينة الملتان فى جنوب البنجاب، ولكن بعد عودة هذا القائد المسلم ظلت الفتوحات الإسلامية بالسند غير مستقرة الأوضاع حتى القرن الرابع الهجرى / العاشر الميلادى.

وتابع: ثم بدأ غزو جديد فى عهد محمود الغزنوى سلطان الدولة الغزنوية التى قامت فى بلاد الأفغان واستقلت عن الخلافة العباسية، وكانت غزنة عاصمة هذه الدولة تقع فوق هضبة مرتفعة تشرف على سهول الهند الشمالية والتى يمكن الوصول إليها عن طريق وادى كابل – كابول – عاصمة أفغانستان حاليًا.

وقال أنه كان لهذا الموقع أثر كبير فى تشجيع محمود الغزنوى على القيام بحملات كبرى فى الهند فيما بين سنتى 392 – 415 هـ/ 1001 – 1024م ، وقد خاض فى أثناء تلك الفترة غمار سبع عشرة حملة على هذه البلاد.

وأدت حملات محمود الغزنوى إلى ضم البنجاب وحاضرته "لاهور" وكذلك الملتان وجزء من السند إلى بلاده، فتوطد الإسلام فى بلاد البنجاب منذ ذلك الوقت بشكل قوى متين، وعاد محمود من غزواته محملا بغنائم وفيرة من المعابد الهندوسية وأصبح فى نظر معاصريه محطم الأصنام وحامى حمى الإسلام.

وقد مهدت حملات الغزنونيين فى الهند الطريق إلى تطور حياة المسلمين فى الجهات التى استقروا بها،فغدت لهم إمارات بالهند تعلو وتنخفض حسب التقلبات السياسية وتستقل فى شئونها تارة كلما سنحت لها الظروف.

واضاف:وظهر من أولئك الحكام الذين استقلوا بكافة البلاد التى سكنها المسلمون فى شمال الهند حكام مدينة دهلى وهى المدينة القديمة للعاصمة الهندية الحالية والتى سميت باسم نيودلهى أى دهلى الحديثة.