الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث: انضمام مصر لـ نظام حياة شعوب البحر المتوسط يسهم في النهوض بالاقتصاد

صدى البلد

قال محمد بدري الباحث والمتخصص في إدارة المواقع التراثية ومؤسس مبادرة (التراث للجميع)، إن انضمام مصر لملف "نظام حياة شعوب البحر المتوسط"باليونسكو يسهم في النهوض بالاقتصاد القومي ، موضحا أننا نشترك مع دول حوض المتوسط في مجموعة من مظاهر (التراث المعاش) الذي يجمع بين عناصر الغذاء والحرف التقليدية والممارسات الاجتماعية وفكر العمارة في الأبنية والفنون وتقنيات الحفاظ عليها وترميمها.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها اليوم الأحد مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية عن (نظام حياة شعوب البحر المتوسط في مصر وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية)، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين وأساتذة التراث والآثار بمختلف الجامعات المصرية.

وأضاف بدرى أن مجموعة من دول حوض البحر المتوسط مثل قبرص واليونان وكرواتيا وأسبانيا وإيطاليا والبرتغال بالإضافة إلى المملكة المغربية، سجلت مظاهر (التراث المعاش) على مرحلتين الأولى في عام 2010 والثانية في عام 2013 كأحد ملفات قائمة اليونسكو للتراث المعنوي.

وأكد أهمية انضمام مصرللملف التراثى مما يساعدها في مضاعفة الجهود للحفاظ على التراث، وتعزيز أعمدة الإطار المجتمعي والثقافي، موضحا أن الدول المسجلة في الملف التراثي تتشارك بعض العناصر الغذائية التي تدخل في وجباتها الشعبية مثل زيت الزيتون والبقوليات وبعض الخضراوات والأسماك والألبان واللحوم والتوابل، بجانب بعض طرق الطهي المشتركة مثل السلق والشوي فضلًا عن معدلات الاستهلاك لنسب الطعام وعدد من الحرف التقليدية مثل الصيد و الزراعة والرعي.

وأشار بدرى إلى أن النظام الغذائي في مصر يتشابه مع نظام شعوب البحر المتوسط، فطبقا لتقرير منظمة الفاو، يعتمد النظام الغذائي المصري بشكل يتجاوز 66% على البقوليات والأغذية المحفوظة المتوارث طرق حفظها بشكل محلي من جيل إلى جيل.

وأوضح أن أهم الفوائد التي ستعود على مصر في حالة انضمامها لهذا الملف هي ، رفع مستوى الاقتصاد القومي من خلال السعي للتشارك مع الدول المسجلة للملف في حوض البحر المتوسط، و تفعيل طريقة لتشارك وتبادل العناصر الغذائية المشتركة يمكن تسميتها بـ "عملية التصدير التشاركي"، ورفع معدلات الدخل القومي من خلال تنشيط السياحة الثقافية المحلية والعالمية، وعلى الصعيد التعاون الدبلوماسي الخاص بين الدول المسجلة ستحصل مصر على قنوات توزيع وترويج سياحي فريدة.

وحول الفائدة الاجتماعية ، لفت بدري إلى أن اتباع هذا النوع من أسلوب الحياة يعمل على إعادة إحياء قيم اجتماعية وثقافية كادت أن تندثر نتيجة لموجات من السرعة ومعطيات الحياة العصرية، فأسلوب حياة شعوب البحر المتوسط يدفع بشكل دائم على المداومة في الاجتماع على طاولة الطعام بغض النظر في شكل عائلي أو تجمع أفراد.

وبالنسبة للفائدة الصحية، قال إنه "في الآونة الأخيرة اتجه كثير من الناس في المجتمع المصري لاتباع حمية غذائية "رجيم" من أجل التخسيس وخفض الوزن فضلًا عن استيراد زيوت للشعر للحفاظ على صحته، وهو ما يوفره نظام دول البحر المتوسط، والذي يتميز بالانتظام في أكل الثلاث وجبات على أن تتوفر وتتنوع بها العناصر الغذائية طبقًا (للهرم الغذائي المتوسطي)، والذى من سماته المداومة على شرب المياه.