الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من القرصنة إلى زراعة القنابل الإلكترونية.. أمريكا تصعد حروب الفضاء الإلكتروني ضد دول العالم.. ترامب يفوض الجيش الأمريكي لشن هجمات سرية تستهدف روسيا والصين وإيران

ترامب يشعل حروب الفضاء
ترامب يشعل حروب الفضاء الإلكتروني

- ترامب وسع نطاق الحرب الإلكترونية خلال إدارته أكثر من ولايتي أوباما
- قراصنة عسكريون يقتحمون شبكات أجنبية ويضربون العدو 
- قوات النخبة تزرع قنابل إلكترونية بهدف تعطيل البنى التحتية 
- تحذيرات من خطورة الحرب الإلكترونية المتطورة


بعد موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، هجومًا إلكترونيًا ضد أجهزة كمبيوتر إيرانية وأجهزة تحكم وإطلاق صواريخ الخميس الماضي. 

وكشفت شبكة "إن. بي. سي" الإخبارية الأمريكية، عن أن الجيش الأمريكي صعد بشكل كبير القرصنة السرية لشبكات الكمبيوتر في دول أخرى، وذلك في محاولة جديدة لإبقاء دول مثل روسيا والصين وإيران وأعداء آخرين في ذيل القائمة خلف الولايات المتحدة. 

وبدعم من التفويض القانوني القادم من كل من الكونجرس والرئيس ترامب، فإن قوات "النخبة الإلكترونية" بالجيش الأمريكي أجرت مزيدًا من العمليات خلال العامين الأولين من عمر إدارة ترامب، أكثر مما قامت به خلال ولايتي الرئيس السابق باراك أوباما، والتي امتدت على مدار 8 سنوات. 

وذكر مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون أن الهجمات الإلكترونية الأمريكية استهدفت روسيا على الرغم من العلاقات الوثيقة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. 

وتحدث الجنرال بول ناكاسوني، المسئول عن الوحدة العسكرية، عن هذه العمليات بمصطلحات غير واضحة مثل "الارتباط المتواصل"، و"الدفاع إلى الأمام"، بدون توضيح ما تعنيه هذه الكلمات، ولخص مسئولون حاليون وسابقون الأمر قائلين إن قراصنة عسكريين يقتحمون شبكات أجنبية ويضربون قراصنة العدو ويزرعون قنابل إلكترونية من شأنها تعطيل البنية التحتية في حالة حدوث نزاع.

ورفض المسئولون تأكيد أو نفي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أكد أن أحد عناصر هذه العمليات السرية يشمل اختراق شبكة الكهرباء في روسيا ، لكنهم قالوا إن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ردا موحدا على سلوك مماثل من جانب روسيا والصين.

وأشار هؤلاء المسئولين إلى أن هذه الدول زرعت لعدة سنوات ماضية فيروسات يمكنها إغلاق الأنوار في أجزاء من الولايات المتحدة. 

وقال مسئول أمريكي لشبكة "إن. بي. سي" إن "هذا لا يختلف عن قمر صناعي للتجسس"، مشيرا إلى أن الأمر محاولة للبحث عن نقاط الضعف العسكرية والمدنية للدول". 

وخلال السنوات العشر الماضية، فإن الاستجابات الأمريكية للهجمات الإلكترونية الأجنبية كانت ضعيفة وعرضية، ولم تكن برد فعل مناسب، حسبما أشار ناكاسوني، الذي يتولى منصب قائد القيادة الإلكترونية الأمريكية ومدير وكالة الأمن القومي، خلال جلسة استجواب في منتدى مارشال في إبريل الماضي. 

وقال: "سوف نتأكد من أن خصومنا يعرفون أن هناك قيود يمكنهم العمل من خلالها، حيث لم نعد على الهامش". 

ورحب العديد من الخبراء بهذا "التغيير الكبير"، والذي طال انتظاره بعد ثماني سنوات من التردد خلال إدارة أوباما، والذي كان مترددا للغاية في السماح بالعمليات الإلكترونية الهجومية حتى عندما هاجمت الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران الشركات والأحزاب السياسية والحكومة الأمريكية نفسها.

وعلى الرغم من الإشادة بتحركات ترامب، إلا أن هذه السياسة تحمل معها مستوى متزايد من المخاطرة، فلا يوجد عقيدة متطورة للحرب الإلكترونية، ويمكن أن يكون لهذه العمليات عواقب غير متوقعة.

وجاءت هذه الاستراتيجية الجديدة للحرب الإلكترونية نتيجة دعم جديد من الكونجرس الأمريكي الذي ذكرها في قانون الدفاع العام الماضي، حيث أمد الجيش بصلاحيات جديدة لشن عمليات إلكترونية عسكرية هجومية. 

في أغسطس الماضي، وقع ترامب على أمر سري يعرف باسم المذكرة الرئاسية للأمن القومي رقم 13 ، والتي يقول المسئولون إنها سمحت للقيادة الإلكترونية بالتحرك في الخارج دون موافقة رئاسية محددة.

وأكد قائد القيادة الإلكترونية الأمريكية على حدوث تغيير عظيم خلال الإدارة الحالية في مواجهة الحروب الإلكترونية، موضحا أن القرصنة الهجومية تتم في مستوى أقل من الصراع المسلح. وتحدث عن الفروع الأخرى من الجيش الأمريكي قائلا إن "قواتنا المسلحة لا تبقى حظائر الطيران على الأرض، ولا تقلع وتظل في الجو، إنهم يطيرون يوميا في مهمات لاستعراض القوة أحيانا، ونفس المنطق ينطبق على الفضاء الإلكتروني، لن ننتظر حتى يقع شيئا لنا". 

جاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه مسئولون أمريكيون عن أن الجيش الأمريكي أطلق هجمات إلكترونية ضد الأنظمة الحاسوبية للجيش الإيراني، بعد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق ضربة عسكرية تقليدية، ردا على إسقاط إيران لطائرة استطلاع أمريكية بدون طيار.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الهجوم الإلكتروني أدى إلى تعطيل نظم لتوجيه وإطلاق الصواريخ.