الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وكينيا نموذج مثالي للعلاقات الإفريقية.. عبدالناصر شارك في تحريرها من الاستعمار.. وحل صراعات القرن الإفريقي ومكافحة الإرهاب وحدت الدولتين سياسيا.. وبطولة أمم إفريقيا جمعتنا في القاهرة

الرئيس السيسي ورئيس
الرئيس السيسي ورئيس كينيا

العلاقات المصرية الكينية نموذج يحتذى
الرئيس عبدالناصر ساهم في تحرير كينيا من الاستعمار
الكوميسا تجعل الدولتين جبهة اقتصادية قوية
دخول كينيا متاح للمصريين بدون تأشيرة


لا يزال مؤشر تحسن العلاقات المصرية الإفريقية يرتفع أكثر، خصوصا أن انخراط مصر مع إفريقيا لم يقتصر على التعاون السياسي والاقتصادي فقط بل تخطى ذلك للرياضة أيضا باستضافة مصر لبطولة الأمم الإفريقية 2019 بمشاركة 24 منتخبا إفريقيا، فبعد تولي مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي حرصت مصر على استضافة كأسس الأمم الإفريقية 2019 ما جعلها محط أنظار دول القارة السمراء.

واتسمت سياسة مصر الخارجية خلال السنوات الخمس الماضية بالانفتاح على دول إفريقيا وتدعيم أواصر الصلة معها باعتبارها بعدا استراتيجيا وقوميا لمصر، ومن بين هذه الدول التي تربطها مع مصر علاقات تاريخية (كينيا)، التي ساهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في تحريرها، عندما استضاف قادة حركة التحرر الكينية في القاهرة وقدم لهم كل الدعم حتى نالت استقلالها عن بريطانيا وتأسست عام 1963.

ويأتي الاهتمام المصري بتعزيز العلاقات الثنائية مع كينيا في مختلف المجالات، انطلاقا من سعي مصر خلال رئاستها للاتحاد إلى تسوية النزاعات ومواصلة مهام بعثات حفظ السلام وتعزيز دورها في القارة السمراء، ودفع جهود السلام وتحقيق الاستقرار، وإيجاد واقع أفضل للشعوب الإفريقية، بالإضافة إلى المساهمة بفاعلية في مواجهة مختلف التحديات على الصعيد الدولي.

وتتوحد رؤى الدولتين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية خصوصا ملف حل الصراع الكيني الصومالي، وتهدئة الصراعات والنزاعات بمنطقة القرن الأفريقي، وأيضا التعاون لمجابهة خطر الإرهاب.

وفي عام 2016، قام وليليام روتو، نائب رئيس جمهورية كينيا بزيارة القاهرة، وحينها تم الاتفاق على التعاون في مجال التدريب المشترك في مجالات الأمن والزراعة، كما تم الاتفاق على إلغاء تأشيره دخول المصريين الراغبين في زيارة كينيا.

الدولتان لهما تاريخ طويل من التعاون الاقتصادي، إذ إن كينيا تأتي ضمن قائمة الدول الإفريقية التي تسجل أعلى قيم تصديرية من مصر، ممثلة في (كينيا، جنوب إفريقيا، إثيوبيا، نيجيريا)، وأيضا ضمن قائمة الدول الأعلى على مستوى الواردات، تتركز أعلى قيم استيراد مصر من الدول الإفريقية ممثلة فى (زامبيا، كينيا، جنوب إفريقيا).

وجعل تجمع الكوميسا من الدولتين جبهة اقتصادية قوية؛ حيث شهدت العلاقات التجارية بين مصر وكينيا؛ نظرا لحرص مصر على تغطية احتياجاتها من المنتجات والسلع من الدول الأفريقية، خصوصا أعضاء الكوميسا إيمانا بأهمية التكتل كشريك تجارى مهم.

وشهد التعاون التجاري بين الدولتين انتعاشا منذ عام 2010 بعد ارتفاع الصادرات المصرية إلى كينيا؛ حيث بلغ إجمالي الصادرات المصرية إلى كينيا في 2010 حوالي 232,35 مليون دولار مقارنة بـ 120 مليونًا خلال عام 2009، ومن أهم الصادرات المصرية إلى كينيا السكر والمولاس ومنتجات الحديد والصلب والمنتجات الورقية والكيماويات والمنظفات الصناعية والمحولات الكهربائية والأدوية والأجهزة المنزلية والزيوت البترولية والسيراميك والأدوات اصحية والأسمدة.

أما الواردات المصرية من كينيا، فيأتي الشاي الكيني على رأس القائمة بنسبة 95% من الواردات المصرية، واتخذت الدولتان العديد من الإجراءات لتحسين ظروف التجاربة البينية بينهما، ومن ذلك سهولة نفاذ المنتجات المصرية إلى كينيا بسبب عضوية الدولتين في تجمع الكوميسا، وإلغاء الرسوم الجمركية.

الزيارات الرئاسية

وكانت كينيا على رأس أوليات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فكانت من أوائل الدول التي حرص الرئيس السيسي على زيارتها؛ حيث زارها في فبراير 2017، جرى خلالها تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.

كما قام الرئيس أوهورو كينياتا، رئيس كينيا، بزيارة مصر في مايو 2017، حيث استقبله الرئيس السيسي في مطار القاهرة، وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء بين الرئيسين شهد استعراض أوجه التعاون المشترك بين البلدين وسبل الدفع قدمًا بالعلاقات بينهما وخاصة في المجالات الاقتصادية، حيث أكد الرئيسان أهمية عقد اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية خلال عام 2017.

كما شهد اللقاء بحث عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة تطورات الأوضاع في دولة الصومال الشقيق، حيث يشارك الرئيس الكينى في مؤتمر تنظمه المملكة المتحدة والصومال والأمم المتحدة، وتشارك فيه مصر بوفد برئاسة رئيس مجلس الوزراء، بغرض وضع أسس التعاون بين المجتمع الدولي والصومال في الفترة القادمة لاستيفاء استحقاقاته الدستورية وصولًا إلى إجراء انتخابات عامة، وبناء المؤسسات الأمنية والجيش الصومالي ليضطلع بمهامه في مكافحة الإرهاب.